الحدائق الجيولوجية؛ في دائرة اهتمام اليونسكو

2014/02/19

مقدمة:

بناء على دعوة صادرة عن مكتب التعاون والعلاقات الخارجية باليونسكو نيابة عن المديرة العامة، عقد فريق العمل الثالث مفتوح العضوية المكلف بدراسة علاقة المنظومة العالمية للحدائق الجيولوجية مع برنامج اليونسكو الدولي للعلوم الجيولوجية اجتماعاً يوم الجمعة الموافق 10 فبراير 2014، لدراسة جدول أعمال تضمن البنود التالية:

ـ توضيح العلاقة بين اليونسكو والمنظومة العالمية للحدائق الجيولوجية من قبل ممثل عن مساعد المديرة العامة للعلوم.

ـ مراجعة الهدف من تشكيل فريق العمل ومتابعة تقدمه في تحقيق هذا الهدف.

ـ استعراض البدائل المتوفرة لهذه العلاقة.

ـ اعداد نتائج النقاش حول الموضوع قيد الدراسة وصياغتها بطريقة يمكن عرضها على المجلس التنفيذي في دورته 194 القادمة.

وللتمهيد لمضمون هذا الاجتماع، وبيان الأسباب التي أدت الى تشكيل الفريق المدعو اليه، وأهمية الموضوع المكلف لدراسته، نعرض ـ قبل تناول فعاليات الاجتماع ـ بعضاً من الخلفيات التي رأت المندوبية أنها تتقاطع مع جدول أعماله. والبداية مع نبذة عن البرنامج الدولي للعلوم الجيولوجية.

البرنامج الدولي للعلوم الجيولوجية:

يعتبر برنامج اليونسكو الدولي للعلوم الجيولوجية (IGCP) هو أحد البرامج الدولية التي تعمل على مدى الأربعين سنة الماضية بفاعلية داخلية وتسعى لتعزيز التعاون العلمي الدولي، وذلك من خلال مشاريع البحث العلمي وخاصة ما يتعلق منها بالتعاون بين الدول المتطورة علمياً والدول النامية والساعية نحو التقدم العلمي. غني عن البيان القول بأن العلوم الجيولوجية هي عنصر أساسي في إبداع المعرفة وفهم كيفية عمل منظومة الأرض، فضلاً عن أنها عنصر رئيسي لتوسيع المجال العلمي الضروري لتوظيف العلوم في التنمية المستدامة. لقد ثابر برنامج اليونسكو الدولي للعلوم الجيولوجية في السنوات الماضية ليكون أكثر التصاقاً بحاجات المجتمع، وحاول الانتقال من التركيز على الجانب الأكاديمي الى معالجة مواضيع ذات علاقة مباشرة بالتنمية مثل: استثمار مصادر الأرض من أجل مجتمع مستقر، ودراسة الهيدرولوجيا لتطوير ادارة المياه الجوفية، ومعالجة مخاطر الكوارث الطبيعية بما في ذلك الانزلاقات الأرضية والبراكين. ويوجد في الوقت الحاضر خمسة مشاريع لبرنامج اليونسكو الدولي للعلوم الجيولوجية موضوعاتها على النحو التالي:

ـ مصادر الأرض؛ استقرار مجتمعنا

ـ التغير العالمي وتطور الحياة

ـ الكوارث الجيولوجية؛ تخفيض المخاطر

ـ الهيدرولوجيا؛ العلوم الجيولوجية وديمومة الماء

ـ سيطرة الديناميكية الجيولوجية على البيئة.

إن برنامج اليونسكو الدولي للعلوم الجيولوجية هو الأداة التي تربط اليونسكو مع الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية (IUGC). لقد اشتركت اليونسكو مع هذا الاتحاد في تعيين 50 عضواً في المجلس العلمي لبرنامج اليونسكو الدولي للعلوم الجيولوجية. وهذا المجلس هو المكلف باختيار وتقييم المشاريع المقترحة في هذا البرنامج. ولأجل أن يؤدي المجلس دوره على الوجه المطلوب فقد تم توزيعه على خمس لجان علمية بها فرق بحثية في كل موضوع من موضوعات المشاريع البحثية لبرنامج اليونسكو الدولي للعلوم الجيولوجية.

أن الجهة صاحبة القرار في (البرنامج) في الوقت الحاضر هي مكتب هذا البرنامج مضافاً إليه ثلاثة أعضاء؛ احدهم ممثل لأمانة اليونسكو والثاني ممثل الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية والثالث رئيس المجلس العلمي لبرنامج اليونسكو للعلوم الجيولوجية. كما يضاف اليهم حالياً ـ بشكل استثنائي ـ ممثل للوكالة الدولية لتنمية التعاون السويدية باعتبار أن هذه الوكالة هي الممول الأساسي للبرنامج.

مفهوم الحدائق الجيولوجية:

لقد أصدر مؤتمر عام اليونسكو في دورته التاسعة والعشرين المنعقدة في عام 1997 قراراً يقضي باتخاذ خطوات لتعزيز المنظومة العالمية للمواقع الجيولوجية ذات الصبغة الجيولوجية المتميزة. وتطور ـ مع الوقت ـ مفهوم هذه المواقع ليشمل جوانب من التنمية المستدامة. وأصبحت معايير ومواصفات هذه المواقع تحدد ما عرف لاحقاً بالحدائق الجيولوجية. واستناداً الى توصيات فرق خبراء دوليين تطور البرنامج المقترح للحدائق الجيولوجية واقترب شيئاً فشيئاً من مشاريع وأنشطة برنامج اليونسكو الدولي للعلوم الجيولوجية، حتى أصبح ـ الآن ـ نشاط رديف لمشاريعه ومكمل لأنشطته وخاصة تلك التي تركز على البحوث في علوم الأرض. وأصبح ينظر الى برنامج الحدائق الجيولوجية على أن الوعاء الذي سيحافظ على موروثاتنا الطبيعية التي احتوتها الصخور والمناظر الطبيعية.

منذ عام 1997؛ واليونسكو تدعم مفهوم الحدائق الجيولوجية وتدعم تطويرها من خلال قواعدها العلمية المختصة، بما في ذلك دعم زيادة فاعلية المنظومة العالمية للحدائق الجيولوجية (GGN) التي أصبحت تتشكل بمبادرات طوعية وحسب المقتضيات الموضوعية للحدائق. أن مفهوم الحدائق الجيولوجية ساهم في تطوير عناصر أساسية للمكونات الاجتماعية مثل؛ التعليم، التنمية الاقتصادية المستدامة، آلية إدماج المجتمعات المحلية في النشاط التنموي. ومن تم حضي هذا المفهوم في هذا الاطار باحتفاء العلماء والخبراء كما نال تقدير واهتمام المجتمعات العلمية والمدنية. ويوجد الآن أكثر من مائة حديقة جيولوجية عالمية موزعة في 30 دولة (أعضاء المنظومة العالمية للحدائق الجيولوجية). تلك الحدائق التي توفرت فيها المعايير الدولية والمواصفات العالمية المقررة من الجهات العلمية المختصة. وقد أدى هذا النشاط الى زيادة التقدير العالي لفكرة ومفهوم الحدائق الجيولوجية من قبل الدول الأعضاء في اليونسكو وذلك اعترافاً وتقديراً للمستوى الذي وصلت اليه الحدائق الجيولوجية باعتبارها احدى وسائل التنمية المستدامة وخاصة السياحة المستدامة.

إن (الرابط) بين اليونسكو (منظمة دولية) والمنظومة العالمية للحدائق الجيولوجية (هيئة أهلية) لم تكن في السابق رسمية على الرغم من (الرابط) كان موضوع دراسة ونقاش في العديد من دورات المجلس التنفيذي باليونسكو. واليوم لا تسعى اليونسكو الى إلغاء الفوائد والمكتسبات التي تحققت من التعاون غير المقنن بين اليونسكو والمنظومة بل تسعى الى التمسك بآلية ومضمون الدعم المستمر الذي تقدمه ـ اليونسكو ـ الى الحدائق الجيولوجية، والتي ظهرت نتائجه في الاعتراف بتأثير الحدائق الجيولوجية على المجال العلمي والثقافي والاقتصادي كما ظهر في رغبة اليونسكو في الحضور الفاعل في النشاط المتعلق بالحدائق الجيولوجية.

ليس بمقدور المنظومة العالمية للحدائق الجيولوجية أن تستخدم واجهة اليونسكو بما في ذلك شعارها لأسباب قانونية ترجع في الأساس لعدم وجود اتفاقية مع اليونسكو في ذات الغرض، وإبرام مثل هذه الاتفاقية غير ممكن في الظروف الحالية بسبب القواعد المنظمة لليونسكو التي لا تخولها التوقيع على اتفاقية مع المنظومة لافتقارها الى الخصائص الواجب توفرها في الجهات التي يمكن لها أن تبرم اتفاقية مع اليونسكو، نظراً لاعتماد المنظومة على العمل والتمويل التطوعي الاختياري والمرونة التي تتمتع بها إدارتها التي تحول دون تثبيت الاختصاص والمسؤولية على ادارتها المتحركة والمتنقلة. أن هذا الوضع ـ القانوني ـ قلص من قدرة المنظومة في الحصول على التمويل والاعتراف الدولي للحدائق الجيولوجية من قبل الدول الأعضاء. وبالاعتبار للوضع القانوني الذي تخضع له اليونسكو فإنها لا تستطيع ـ بالمقابل ـ إنشاء رابط رسمي مع المنظومة العالمية للحدائق الجيولوجية. ومن تم ظهر التوجه الى اقتراح إنشاء روابط مع الحدائق الجيولوجية الوطنية بوثيقة قانونية معترف بها وطنياً وتستند على القانون الوطني ومن خلال حدائق اليونسكو الجيولوجية العالمية التي تتبع برنامج اليونسكو الدولي للعلوم الجيولوجية.

تجري مشاورات مع عدد من الدول الأعضاء في اليونسكو والاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية والمنظومة العالمية للحدائق الجيولوجية بحثاً عن التوافق لإقامة نشاط يوازي النشاط الذي يقوم به برنامج اليونسكو الدولي للعلوم الجيولوجية، وليكون هذا النشاط الموازي ضمن فعاليات برنامج اليونسكو الدولي للعلوم الجيولوجية ويركز على مفهوم الحدائق الجيولوجية ويسلط الضوء على أهمية وقيمة التراث الجيولوجي، ويعمل على زيادة الوعي بأهمية العلوم الجيولوجية للسلام والتنمية المستدامة. أن ما ينتج عن مشروعات برنامج اليونسكو الدولي للعلوم الجيولوجية في مجال الحدائق الجيولوجية، وما ينبثق عن هذا النشاط الجديد والذي يعرف ـ الآن ـ بحدائق اليونسكو الجيولوجية العالمية المدعوم من قبل المجلس العلمي، سيكون موجهاً ـ ضمن عوامل أخرى ـ الى اختيار التطبيقات ودراسة الخصائص والعلامات المميزة لحدائق اليونسكو الجيولوجية العالمية اعتماداً على الخبرة المهنية المتميزة. وكما هو الحال مع برنامج اليونسكو الدولي للعلوم الجيولوجية فإن المجلس العلمي لحدائق اليونسكو الجيولوجية العالمية يقدم توصياته الى مكتب برنامج اليونسكو الدولي للعلوم الجيولوجية والذي بدوره يتخذ القرار في شأن اعتماد حدائق اليونسكو الجيولوجية العالمية.

الاشكاليات والمحاذير:

تواجه دراسة العلاقة بين اليونسكو ومنظومة الحدائق الجيولوجية العالمية عدد من الاشكاليات الاجرائية والمحاذير الشكلية، نذكر منها ما يلي:

ـ يتولى المدير العام لليونسكو تشكيل المجلس العلمي الذي يعمل في نطاق برنامج اليونسكو الدولي للعلوم الجيولوجية. ولكن المدير العام لا يصادق على المشاريع والأنشطة المعتمدة من قبل هذا المجلس. وبهذا فإن اعتماد حدائق اليونسكو الجيولوجية العالمية لا تخضع بشكل مباشر لمدير عام اليونسكو.

ـ تبقى منظومة الحدائق الجيولوجية العالمية في اهتمام فريق تطوعي، وتستمر تنميتها بطريقة ذاتية وبمنهجية من القاعدة الى القمة (من الأسفل الى الأعلى) مع الاستئناس بتوصية العديد من الدول الأعضاء، وبهذا تكون العلاقة بين المنظومة واليونسكو علاقة تعاون مرنة دون التزام أو اختصاص.

ـ أن دور الاتحاد العالمي للعلوم الجيولوجية كشريك علمي أساسي في إسداء المشورة العلمية حول أهمية التراث الجيولوجي للمواقع الجيولوجية موضوع الطلبات المقدمة للتسجيل ضمن قائمة حدائق اليونسكو الجيولوجية العالمية ينبغي أن يكون واضحاً والاسهام العلمي للحدائق الجيولوجية العالمية ينبغي أن يكون إضافة نوعية وبجودة متميزة.

ـ أن الوضع القانوني لبرنامج اليونسكو الدولي للعلوم الجيولوجية ينبغي أن يكون متكاملاً وحديثاً ليس فقط في الاختصاص المتعلق بالإحاطة بمفهوم الحدائق الجيولوجية العالمية، ولكن أيضاً في قدرته لإسقاط التقدم في مجال العلوم الجيولوجية على وظيفته ـ أي برنامج اليونسكو ـ بالمستوى والكيفية التي تم إقرارها في الدورة 32 لمؤتمر عام اليونسكو المنعقدة في عام 2005.

ـ إن عملية الحاق الحدائق الجيولوجية العالمية ببرنامج اليونسكو الدولي للعلوم الجيولوجية ستعالج مرحلة الانحسار التي تعيشها هذه الحدائق في الوقت الحاضر وتساهم في التغلب على صعوبة الحصول على التمويل اللازم. وإذا ما تمت هذه العملية فينبغي الاستفادة منها على نطاق واسع بزيادة قبول الحدائق في المجتمع وانتشارها في مناطق عديدة من العالم. وتجدر الاشارة الى أن هذه العملية هي حالة فريدة من نوعها وتحدث تفاعلاً مرغوباً في العلوم الجيولوجية التي ترعاها اليونسكو.

ـ إن الاندماج بين (المنظومة) و (البرنامج) يتطلب استحداث شعار جديد يشمل شعار اليونسكو المعتاد متبوعاً بشعار آخر ثانوي جذاب يرسل مضموناً حول (الحدائق).

ـ أن شبكة اللجان الوطنية لبرنامج اليونسكو الدولي للعلوم الجيولوجية أينما وجدت ينبغي أن تتشابك في تعاون فعلي مع اللجان الوطنية للحدائق الجيولوجية.

ـ أن التمتع بعلامة حدائق اليونسكو الجيولوجية العالمية ينبغي أن يكون مقيداً بفترة زمنية معينة، كما ينبغي إجراء عملية التقييم كل أربع سنوات. وبالنسبة للحدائق الجيولوجية الحدودية ـ عند إحداث تغيير في الحدود الوطنية ـ ينبغي أن تخضع الى إعادة تقييم حسب الأسس الوطنية.

ـ بإدماج حدائق اليونسكو الجيولوجية العالمية في برنامج اليونسكو للعلوم الجيولوجية تبقى الاجراءات الادارية والمالية وفق المتبع في المنظمة مع امكانية توفير وسائل لتنشيط (البرنامج) واتاحة الظروف لتكوين روابط بين اليونسكو والحدائق الجيولوجية العالمية.

التهيئة داخل اليونسكو:

تضمن القرار الخاص بالحدائق الجيولوجية العالمية الصادر عن مؤتمر عام اليونسكو في دورته 37 المنعقدة في عام 2013 دعوة للمدير العام لليونسكو لتشكيل فريق عمل لدراسة الجوانب التي تشغل بال الدول الأعضاء بشان الحدائق الجيولوجية العالمية، ولتقديم تفاصيل حول النقاط قيد الدراسة والعمل على عرض تقرير بالخصوص في الدورة 194 للمجلس التنفيذي المقرر لها أن تنعقد في شهر أبريل القادم. أن الواجب المكلف به فريق العمل هو تحليل المشاهد الممكنة المتعلقة بتكامل الحدائق الجيولوجية مع ما هو موجود في برنامج اليونسكو. وإحدى هذه الخيارات إدماج الحدائق الجيولوجية العالمية كنشاط جديد ضمن برنامج اليونسكو الدولي للعلوم الجيولوجية. وهذا يتطلب إبرام اتفاق مع الاتحاد العالمي للعلوم الجيولوجية شريك اليونسكو في برنامجها الدولي للعلوم الجيولوجية وهو الجهة التي تتولى التقييم العلمي للحدائق الجيولوجية العالمية المقترحة.

أن المشاورات غير الرسمية مع الاتحاد العالمي للعلوم الجيولوجية بدأت وستتتابع في تناول التفاصيل في الأسابيع القادمة. أن إضافة الحدائق الجيولوجية قد يتطلب أيضاً تعديلاً جوهرياً في الوضع القانوني لهذا البرنامج.

الموارد المالية:

لقد نظرت الهيئات المسؤولة في اليونسكو (المؤتمر العام، المجلس التنفيذي، الادارة) الى علوم الأرض على أنها في مرتبة دنيا في سلم الأولويات عند توزيع ميزانية اليونسكو لفترة السنين 2014ـ2015 والمقدرة بمبلغ 507 مليون دولار. إن العمل على ترتيب علاقة بين اليونسكو من جهة والحدائق الجيولوجية العالمية من جهة أخرى يمكن أن يؤدي الى إتاحة فرصة للدول الأعضاء التي لها صوت مسموع لدعم هذه المبادرة (إدماج الحدائق الجيولوجية العالمية في برنامج اليونسكو الدولي للعلوم الجيولوجية) بشكل مباشر من خلال إيجاد موارد بشرية إضافية وتمويل من خارج الميزانية لضمان توفر الظروف الملائمة لنجاح لهذه المبادرة.

دور (المنظومة) في بناء المستقبل:

إن أحد التحديات الرئيسية التي تواجه تكوين رابط قوي بين اليونسكو ومنظومة الحدائق الجيولوجية العالمية يكمن في أن (المنظومة) ليس لها وضع قانوني مناسب وشخصية اعتبارية مسؤولة تمثلها. لأنها ـ كما سبقت الاشارة ـ تأسست على المشاركة الطوعية. إن النقاش الجاري حول المسببات القانونية لا يركز على تكوين الروابط بين (المنظومة) و(اليونسكو) ولكنه تناول مكونات الروابط بين اليونسكو والحدائق الجيولوجية العالمية منفردة، استناداً الى تدخل الدولة العضو المعنية وبطلب منها. أن هذا الاجراء يتطلب أن تقرر الحدائق الجيولوجية العالمية طواعية الالتقاء على قواعد منضبطة من خلال تركيبة يتم اختيارها من قبلهم وبمحض ارادتهم وحسب تقديراتهم وتوقعاتهم.

الطلبات من مناطق النزاع على الحدود:

أن المبادرة الجديدة لحدائق اليونسكو الجيولوجية العالمية لا تتضمن التعامل مع الطلبات المتعلقة بحدائق جيولوجية عالمية في مناطق تشهد نزاع على الحدود ومقدمة من قبل سلطتين قضائيتين أو أكثر. وبهذا؛ إذا غيرت الدولة العضو حدودها بناء على تقسيمات داخلية، ووجدت الحديقة الجيولوجية العالمية نفسها محكومة بسلطتين قضائيتين أو أكثر، ففي هذه الحالة تفقد الحديقة الجيولوجية العالمية عضويتها في قائمة حدائق اليونسكو الجيولوجية العالمية. وأي طلب جديد ينبغي أن تتولاه السلطة الوطنية الجديدة المعنية.

اجتماع فريق العمل:

لأجل المضي قدماً في معالجة موضوع العلاقة بين (اليونسكو) و (المنظومة) تقدمت خلال الشهر الماضي 16 دولة عضو في اليونسكو برسالة الى المديرة العامة تناولت فيها النقاش الدائر حول مبادرة اليونسكو بشأن الحدائق الجيولوجية العالمية. وبناء على هذه الرسالة صدرت الدعوة بنهاية الشهر الماضي (31 يناير) الى فريق العمل المفتوح العضوية المختص بالحدائق الجيولوجية والذي يترأسه مندوب بريطانيا لدى اليونسكو للاجتماع يوم 10 فبراير للبحث عن صيغة عملية لهذه العلاقة بحيث تكون ضمن عمل اليونسكو وتراعي الجوانب القانونية والاجراءات الادارية وآلية التمويل التي تم تناولها في هذا التقرير. علماً بأن النقاش لم ينقطع منذ تناول الموضوع في الدورة 192 للمجلس التنفيذي التي عقدت السنة الماضية ومنذ انعقاد الدورة 37 للمؤتمر العام لليونسكو في شهر نوفمبر الماضي.

انسجاماً مع القرار 26 الذي اتخذه المؤتمر العام في دورته 37 الماضية، واستناداً على الآراء المطروحة حول الموضوع فقد اجتمع فريق العمل يوم 10 فبراير 2014، وحضر الاجتماع بعض المندوبيات الدائمة لدى اليونسكو بما فيهم مندوبية ليبيا وخبراء من ادارة المنظمة (برنامج اليونسكو الدولي للعلوم الجيولوجية) وأعضاء من المنظومة العالمية للحدائق الجيولوجية، وأعضاء من الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية وتناول أهم عناصر مبادرة اليونسكو حول الحدائق الجيولوجية كما وردت في هذا التقرير وجرى تشاور حول المشاهد المقترحة بشأنها.

انطلق النقاش من المعطيات المنطقية والعلمية والقانونية لمبادرة اليونسكو. كما انطلق من مقترحات اضافية قدمتها الدول الأعضاء المشاركين في الاجتماع، وكان من أبرز هذه المقترحات تصور تقدمت به مندوبية البرتغال تناول مخطط تنظيمي لهيكل يدمج (المنظومة) و (البرنامج) على أن يكون لكل منهما مكتب (أو بدمج المكتبين في مكتب واحد) ومجلسين علميين وقد بقي هذا المقترح معلقاً لمزيد من التحليل. كما برزت أثناء الاجتماع بعض الأفكار الأخرى؛ مثل:

ـ الدعوة لاتخاذ إجراء مناظر لما هو مطبق في تنظيم المتاحف وربطها باليونسكو.

ـ ضرورة الاهتمام بمقترح الاتفاقيات الثنائية بين اليونسكو والدولة العضو بشأن حدائقها الجيولوجية نظراً لعدم وجود معوقات قانونية في هذا المجال.

ـ أهمية الاسترشاد برأي المستشار القانوني لليونسكو والذي تدخل بعرض الرأي القانوني عدة مرات في المسائل المعروضة، بيد أن الاشكالية المتعلقة بالمضمون القانوني بين اليونسكو و (المنظومة) بقيت مفتوحة لمزيد من البحث والاستقصاء.

ـ التأكيد على أن أهمية الحدائق الجيولوجية لا تكمن فقط في مجال الاهتمام الجيولوجي، ولكن تتعداه الى مجالات: التعليم، الثقافة، الاقتصاد، التنمية. ومن تم فإن اليونسكو معنية بالحدائق الجيولوجية ولا بد من الاصرار على استمرارية دعمها واهتمامها بهذه الحدائق.

ـ التأكيد على أهمية برنامج اليونسكو الدولي للعلوم الجيولوجية وضرورة الابقاء عليه بوظيفته الحالية مع امكانية اضافة مهام أخرى له تتعلق بالحدائق. فضلاً على أنه المرشح لأن يكون حاضناً للحدائق الجيولوجية العالمية.

ـ أن تدخل اليونسكو في الاجراءات العلمية والعملية للحدائق الجيولوجية يملي ضرورة ارتباطها بهذه الحدائق في الجانب الاداري والقانوني وذلك بما يضمن ضبط عملية التقييم ومعايير الجودة ومراقبة مواصفات الاعتراف بهذه الحدائق.

كما طرحت عدة أسئلة حول الاشكاليات والمحاذير المتعلقة بالموضوع من ذلك؛

  • ما هي الجهة صاحبة القرار؟ وما هي اجراءات اتخاذ القرار بشان اعتماد الحدائق الجيولوجية؟ والتي هي في المحصلة ترجع الى المجلس التنفيذي أو المؤتمر العام.
  • ما هي مراحل دراسة الطلب المقدم لنيل الاعتراف بالحدائق الجيولوجية، والمعايير الدولية العامة التي ينبغي الاحتكام اليها عند النظر في ترشح موقع جيولوجي والاعتراف به كحديقة جيولوجية؟
  • ما مدى الحاجة الى المكتب الاداري للبرنامج والمبادرة في حالة تخويله باتخاذ القرار أو في حالة عدم تخويله بذلك؟
  • هل المجلس العلمي مخول باتخاذ القرار بصورة نهائية أم يصدر توصية فنية؟.
  • عند تشكيل المجلس العلمي، هل ينبغي النظر الى الكفاءة العلمية فقط أم يراعي في ذلك التوزيع الجغرافي؛ وعندئذ كيف يمكن اختيار الأعضاء؟

لقد أبديت العديد من الآراء وطرحت الكثير من الأسئلة ولم ينته النقاش حول الموضوع. وسيستمر الفريق في إجراء المشاورات الفنية والعلمية بهدف التوصل الى نقاط يمكن عرضها في الدورة 194 القادمة للمجلس التنفيذي المقرر لها أن تنعقد في شهر أبريل القادم.

لمزيد من الاطلاع حول الموضوع يمكن الرجوع الى الروابط التالية:

ـ رابط لقرار رقم 46 للمؤتمر العام لليونسكو في دورته 37 (مبادرة حدائق اليونسكو الجيولوجية العالمية)؛

ـ رابط لقرار رقم 9 للمجلس التنفيذي في دورته 192 (192 EX/Decisions

ـ تقرير صادر عن موقع المندوبية بتاريخ 31 يوليو 2013 عن الحدائق الجيولوجية العالمية لليونسكو؛

المصدر: مندوبية ليبيا لدى اليونسكو

Print This Post