عام 2015: عام تحدي وفرص لليونسكو

2015/02/4

تحتفل اليونسكو بعيدها السبعين هذا العام (2015)، وهو عام حاسم لجهود المجتمع الدولي للتوصل إلى توافق في الآراء بشأن الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وخلق بيئات أنظف للأفراد والمجتمعات والبلدان.

في الأشهر المقبلة، ستواصل اليونسكو دعم الجهود الرامية إلى مواجهة هذه التحديات من خلال التركيز على العديد من الأحداث الكبرى قبل اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لأهداف التنمية الدولية الجديدة المعروفة باسم أهداف التنمية المستدامة (الأهداف الإنمائية للألفية).

وستواصل اليونسكو استخدام القوة الناعمة للدعوة والدبلوماسية والتواصل مع المجتمع المدني، في مجالات التعليم والعلوم الطبيعية والثقافة، للحد من الآثار المدّمرة للصراع والمساعدة في جعل السلام الدائم ممكن.

في شهر مايو، سيعقد المنتدى العالمي للتعليم (WEF)، الذي يجمع شركاء الأمم المتحدة ، والحكومات الوطنية وأصحاب المصلحة الدوليين معاً، دورته الثالثة خلال 25 عاماً في انشيون (جمهورية كوريا). سوف يقوم المنتدى بتقييم التقدّم المحرز بشأن أهداف التعليم للجميع التي بدأت في العام 2000، وتحديد الأهداف المستقبلية. وكما تقول المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، « هذا المنتدى هو حقاً عتبة لمستقبل التعليم، ونقطة انطلاق لجدول أعمال ما بعد عام 2015″، الذي تسعى فيه اليونسكو إلى « تعليم وتعلّم مدى الحياة عادل وذي جودة للجميع ».

في حين أن الأهداف الإنمائية للألفية المعتمدة في سبتمبر 2000 أكدت على الحاجة لإدخال كل الشباب في الفصول الدراسية، تدعو الدول الأعضاء في اليونسكو الآن إلى إدراك حاجة الناس لجودة التعليم في جميع مراحل حياتهم، داعيةً إلى هدف بشأن « تعليم وتعلّم مدى الحياة عادل وذي جودة للجميع ».

وتبين التجربة أنه ليكون التعليم فعالاً، يجب أن يستفيد المتعلمين من مواد ذات جودة ومعلمين مدرَّبين تدريباً جيداً، وهما غير متوفرين بعد في أجزاء من العالم. ولتستفيد المجتمعات من دفعة في مجال التعليم، يجب أن تضمن الدول تعليماً جيداً متاحاً لجميع المتعلمين، بغض النظر عن الجنس والموقع الجغرافي والاحتياجات الخاصة. وستواصل اليونسكو الضغط من أجل حق الفتيات والنساء في الالتحاق الكامل في البرامج التعليمية في كل مكان، لأن هذا هو الصحيح، ولأن الدول لا يمكن أن تتوقع أن تمضي قدماً دون مساهمة النساء.

وتلتزم اليونسكو أيضاً بالمساعدة في إنجاح مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (Cop21)، والذي سيعقد في باريس في أواخر نوفمبر وأوائل ديسمبر. وسيتم ذلك بفضل خبرة المنظمة في مجال العلوم الطبيعية وقدرتها على جمع البيانات ومساعدة أصحاب المصلحة على تحديد الأهداف المشتركة، كما يتبين من نظام إنذار تسونامي الذي وُضع بدعم من لجنة اليونسكو الدولية الحكومية لعلوم المحيطات(IOC) في السنوات الأخيرة . مدخلات الفريق الرفيع المستوى الذي تم إنشاؤه حديثًا حول العلم من أجل التنمية، الذي تستضيفه اليونسكو، سوف تساعد أيضاً في تعزيز عمل المنظمة لصالح التنمية المستدامة.

وتضغط المنظمة من أجل أن تأخذ الثقافة مكاناً مركزيّاً في أهداف التنمية المستدامة بسبب إمكاناتها كمولّد للازدهار، ومصدر لتمكين الأفراد والمجتمعات، ووسيلة للتفاهم المتبادل وحل النزاعات. وفي الذكرى العاشرة لاتفاقية عام 2005 بشأن حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي، تحث اليونسكو القادة وصانعي السياسات على اتخاذ نهج ديناميكي للثقافة، للمساعدة في إطلاق العنان لإمكانيات الصناعات الإبداعية وحصد الفوائد التي تأتي من الحفاظ على ومشاركة كل من التراث المادي وغير المادي.

وستواصل اليونسكو نصرة أفريقيا، احتياجاتها وإمكاناتها ، في كل من نيويورك وباريس ، لضمان أن القارة، التي لا تزال تشكل أولوية بالنسبة للمنظمة، تحظى جيداً بخدمات كل من الأهداف الإنمائية الجديدة والإطار التنظيمي للتنمية المستدامة التي سوف يتم تحديدها من قبل مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP21).

وفي هذه الأثناء، ستواصل اليونسكو رفع صوتها للتنديد بتدمير التراث من قبل المتطرفين في أجزاء مختلفة من العالم، وخاصة في العراق وسوريا. كما ستواصل العمل من وراء الكواليس للحفاظ على التراث، ولا سيما عن طريق إبلاغ قوات حفظ السلام والقوات العسكرية الأخرى في مناطق الصراع حول مواقع التراث الثقافي، وذلك تمشيًا مع اتفاقية حماية التراث في حالة النزاع المسلح وبروتوكولاتها. وسوف تواصل اليونسكو أيضًا العمل مع شركائها لاحتواء الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية من المناطق التي يدور فيها القتال ووقف التجار وهواة جمع التحف من حرمان البلدان والمجتمعات من الإثباتات التي لا تٌقدَّر بثمن عن ماضيهم وما حققوه. وهذه مشكلة خطيرة لأنه عندما يحين الوقت المنتظر بفارغ الصبر لإعادة الإعمار يمكن أن يساعد التراث الناس على استعادة إحساسهم بالهوية والهدف المشتركين.

بنفس القدر من الأهمية، كما يتضح من الأحداث الأخيرة، تعتبر ولاية اليونسكو لتعزيز حرية التعبير وحرية الصحافة، وكذلك تعزيز سلامة الصحافيين، فريدة من نوعها في الأمم المتحدة.

كما تقود اليونسكو خطة عمل الأمم المتحدة لسلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب، بالعمل مع الحكومات في جميع أنحاء العالم ومنظومة الأمم المتحدة ككل.

الوقوف إلى جانب كرامة الإنسان وحقوق الإنسان، قيم أُنشئِت اليونسكو للدفاع عنها، هي أكثر أهمية من أي وقت مضى في مواجهة استمرار العنف والتمييز في أجزاء كثيرة من العالم. ولهذه الغاية، سوف تواصل اليونسكو تعزيز الحوار بين الثقافات والتفاهم المتبادل الذين لا غنى عنهما.

وفي حين تستمر اليونسكو في تنفيذ إصلاح جذري، ستعقد المنظمة ما لا يقل عن خمسة اجتماعات مشتركة بين وكالات على مدار العام، مع التركيز على كل من التنسيق داخل النظام وعلى التعاون مع الوكالات الشقيقة كلما كان هذا ذو فائدة للدول الأعضاء: أسبوع التعلم بالنقال (24 فبراير)؛ منتدى السياسات رفيع المستوى (26 فبراير)؛ لجنة النطاق العريض (27 و 28 فبراير)؛ اللجنة رفيعة المستوى حول الإدارة (19-20 مارس)؛ وأخيراً، اجتماع مجلس الرؤساء التنفيذيين (29 و 30 إبريل). كل هذه الأحداث هي أمثلة على التزام اليونسكو بالمساعدة على ضمان قدرة الأمم المتحدة على « توحيد الأداء »، لخدمة الدول الأعضاء بشكل أفضل.

المصدر: المندوبية استناداً لما صدر عن اليونسكو

Print This Post