اليونسكو في هايتي، بعد مضي ثلاث سنوات

2013/09/22

قامت المديرة العامة لليونسكو بزيارة إلى هايتي في الفترة من 16 إلى 18 سبتمبر الجاري، وذلك لتقييم التقدم المحرز في مجال التعاون بين هايتي واليونسكو بعد مضي ثلاث سنوات ونصف على زيارتها إلى هذا البلد في مارس 2010، عقب الزلزال الذي وقع في 12 يناير من نفس السنة. ورافقت المديرة في هذه الزيارة السيدة ميكاييل جان، المبعوثة الخاصة لليونسكو إلى هاييتي. والتقت المديرة العامة أثناء الزيارة السيد ميشيل مارتللي، رئيس الجمهورية، الذي اصطحبها في زيارة إلى المنتزه الوطني « لا سيل »، وهو أول موقع في هايتي يُدرج في قائمة معازل المحيط الحيوي لليونسكو في عام 2012. كما التقت المديرة العامة السيد لوران لاموت، رئيس الوزراء، وكذلك وزراء الخارجية والتربية والتعليم، والثقافة، والبيئة، فضلاً عن الممولين وشركاء أنشطة اليونسكو في هذا البلد.

تجدر الإشارة إلى أن حكومة هايتي جعلت من تعزيز التعليم ودعم القطاع الثقافي دعامتين استراتيجيتين تستند إليهما عملية إعادة بناء هاييتي، واختارت اليونسكو لكي تكون الشريك الذي يتبوأ مكان الصدارة في هذا الشأن. وتتولى اليونسكو على وجه الخصوص مسؤولية تنسيق المجموعة القطاعية التعليمية في البلاد، وتعمل منذ عام 2011 على تحسين جودة التعليم وقيادته: وهو ما يتجلى، على سبيل المثال، في تنفيذ سلسلة لجمع ومعالجة البيانات الإحصائية الموثوق بها، وإصلاح البرامج التعليمية، وإعداد المعلمين. وهذه النقطة الأخيرة تتسم بأهمية حاسمة في نظر المديرة العامة، إذْ أنها قالت في بداية زيارتها: »لقد بُذل مجهود ضخم في هايتي من أجل ضمان مجانية التعليم للجميع. فالتحدي إنما يتمثل في تحسين جودة التعليم، ولا يتم ذلك إلا من خلال إعداد المعلمين وتطويرهم المهني ».

كما زارت المديرة العامة لليونسكو المنتزه الوطني التاريخي الذي يضم القلعة وقصر سانس سوسي ومباني راميي ـ المدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1982، والتقت بالأطراف الفاعلة في عالم الثقافة في هاييتي. كما نظرت المديرة العامة في وضع مختلف المبادرات التي اُتخذت منذ ثلاثة أعوام مع اليونسكو من أجل دعم الصناعات الثقافية بوصفها قوة للاندماج والتنمية: كورش تدريب الصنّاع في ما يخص جودة المنتجات وطرحها في السوق، وجرد التراث المعماري للمركز التاريخي في جاكمل بالتعاون مع معهد هايتي لصون التراث الوطني، ودورة تدريبية في مجال التراث غير المادي بالتعاون مع مكتب الإثنولوجيا، فضلاً عن إعادة صياغة السياسات المتعلقة بحقوق المؤلف ومجال الكتب.

هذا، وأكدت المديرة العامة على الدور المحرك للتعليم والعلوم والثقافة من أجل إعادة بناء هاييتي. وعلى سبيل المثال، فإن معزل المحيط الحيوي « لا سيل »،الذي أُنشئ حديثاً، يتيح إمكانات لتعزيز القدرات العلمية وإدارة الموارد الطبيعة للبلاد، ولاسيما في مجال إدارة المياه على نحو مستدام. كما أن هذا المعزل يمثل إمكانات لتعاون دولي يتسم بالأهمية، وخاصة مع الجمهورية الدومينيكية، وذلك بسبب موقعها في وسط الممر البيئي الكاريبي. وفي هذا الصدد، قالت المديرة العامة: »إن جميع هذه المبادرات إنما تنطوي على إمكانات كبيرة لتحقيق التنمية، فهي تدعونا إلى أن نوفر دعماً سياسياُ على أعلى مستوى، وإلى أن نجدد التزامنا تجاه هذا البلد ».

 

المصدر: اليونسكو

Print This Post