اليوم العالمي للتراث السمعي البصري 2013

2013/10/27

« إنقاذ تراثنا من أجل الجيل القادم » هو شعار احتفال هذا العام باليوم العالمي للتراث السمعي البصري (27 أكتوبر).

فتراث العالم السمعي البصري من تسجيلات صوتية وصور متحركة شديد التأثر، وذلك نتيجة عوامل تتراوح بين الإهمال والإضمحلال الطبيعي والتقادم التكنولوجي، فضلا عن التدمير المقصود.

وبناء على ذلك، قامت اليونسكو بإدراج مهمة زيادة وعي الجمهور بأهمية الحفاظ على هذه التسجيلات من خلال اليوم العالمي للتراث السمعي البصري ضمن المهام التي تضطلع بها.

ومن خلال اعتماد الـ 27 من أكتوبر تاريخا للاحتفال باليوم العالمي للتراث السمعي البصري، ساعدت اليونسكو، بالتعاون مع المجلس التنسيقي لجمعيات المحفوظات السمعية البصرية وغيره من المؤسسات، في تعزيز الوعي بالمسائل الحساسة وفي تركيز الانتباه على الصعيد العالمي على هشاشة هذا التراث.

ويتم جمع محفوظات العالم في الـ 27 من أكتوبر من كل سنة للاحتفال بالتراث السمعي البصري من خلال تنفيذ أنشطة لا تسلط الضوء على هشاشة هذا التراث فحسب، بل تحتفي أيضا بأعمال المؤسسات المعنية بحماية هذا التراث التي غالبا ما تكون غير مُعلنَة.

وتراث العالم السمعي البصري بأسره معرّض للخطر. فقد أصبح بالتالي اليوم العالمي للتراث السمعي البصري وبرنامج ذاكرة العالم يشكلان نشاطين رئيسيين لليونسكو والعالم يهدفان إلى تكريم الاختصاصيين في مجال المحافظة على التراث ويساعدان في الحفاظ على التراث السمعي البصري من أجل الأجيال المستقبلية على الرغم من العوامل التقنية والسياسية والاجتماعية والمالية وغيرها التي تهدد بقاءه.

واليونسكو تشجّع الجميع أينما كانوا إلى الانضمام إلينا للاحتفال بالـ 27 من أكتوبر من خلال عرض مجموعاتهم القيّمة حتى يتسنى للأجيال الحالية والمستقبلية التمتع بالكنز الذي يشكّله تراثنا السمعي البصري المشترك.

يمثل الاحتفال باليوم العالمي للتراث السمعي البصري فرصة سانحة للتفكير والعمل، لكي نورث الأجيال القادمة الوسائل التي تتيح لها فهم أصولها؛ المديرة العامة لليونسكو.

وقد أصدرت المديرة العامة لليونسكو (إيرينا بوكوفا) الرسالة التالية بهذه المناسبة:

« يتسم تراثنا السمعي البصري بقدر كبير من الثراء والحيوية، ولكنه يعد أيضاً من أكثر عناصر التراث هشاشة. فإن التطورات التكنولوجية تؤدي، في أقل من عقد من الزمن، الى تقادم أنماط الحفظ المستخدمة والأجهزة القادرة على قراءتها. ويمثل صون التراث السمعي البصري مهمة معقدة تستلزم استخدام وسائل مكلفة. وأمام تدهور هذا التراث واتجاهه المتسارع نحو الزوال، يتعين علينا القيام بحملات تخزين ورقمنة على نطاق واسع لا سابق له، وتعزيز وسائل التعاون الدولي لأننا نخوض في هذا الصدد سباقاً مع الزمن.

وتبذل اليونسكو جهوداً لتهيئة الظروف الملائمة لتحقيق التفاهم بين الشعوب، سعياً الى حماية التراث العالمي ونشره بجميع أشكاله المتمثلة في الوثائق والتقاليد والكتب والأعمال التقنية والآثار التاريخية والثقافية. وفي عالم زاخر بالتنوع، نحن بحاجة الى مزيد من الحوار بين الثقافات، ومزيد من حب الاطلاع على ثقافة الآخرين لكشف القوالب النمطية الثقافية أو الدينية التي تمثل أرضاً خصبة لنمو التعصب. ويمثل التراث السمعي البصري عنصراً أساسياً في هذا الجهد، فهو ناقل للهوية والذاكرة، بل إنه يُنبئ بتوسيع نطاق التجربة وفتح الآفاق أمام كل فرد منا. كما أنه يقدم شهادة مباشرة على تنوع البشرية الثقافي والعلمي. وما من وسيلة أخرى تضاهي المواد السمعية البصرية في شهادتها الحية على الطقوس والعادات وأشكال التعبير الثقافي في العالم. فإن المضامين السمعية البصرية العلمية والثقافية والتعليمية قادرة على اجتياز القارات عبر الطرق السريعة للمعلومات، في فضاء عام ذي بعد عالمي، شريطة أن تتمكن الدول فعلاً من حماية هذه المضامين على نحو فعال ونشرها كما ينبغي.

وتلتزم اليونسكو، من خلال برامجها الثقافية وبرنامج *ذاكرة العالم*، بدعم الدول في جهودها الرامية الى حماية هذا التراث. وبالنظر الى الوضع الحرج المتمثل في تدهور المواد السمعية البصرية، يجب علينا تسريع وتيرة تدريب المهنيين وتعزيز قدرات المؤسسات وصياغة سياسات عامة أكثر تلاؤماً مع هذا الوضع. وقد أثبتت الأيام العالمية المماثلة لهذا اليوم مدى تأثيرها في وعي الجماهير وفي تنبيه السلطات العامة الى الهشاشة القصوى التي تتسم بها هذه الكنوز التي تتجه نحو الزوال. وإنني أناشد في هذا اليوم السلطات العامة والمهنيين لتعبئة جهودهم من أجل صون هذا التراث غير العادي ونشره ».

المصدر: اليونسكو (بتصرف)

Print This Post