اليوم الدولي لمحو الأمية 2014: محو الأمية والتنمية المستدامة

2014/09/8

سيُحتفل باليوم الدولي لمحو الأمية 2014 في شتى أنحاء العالم في يوم 8 سبتمبر تحت شعار « محو الأمية والتنمية المستدامة ». ووفقاً لما ذكرته المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، في رسالتها بمناسبة اليوم الدولي، سيمثل هذا الحدث « فرصة سانحة للتذكير بالحقيقة البسيطة التالية: يغيّر محو الأمية الحياة بل يفعل أكثر من ذلك، إذ إنه ينقذ الحياة ».

وستُستهل فعاليات اليوم الدولي لمحو الأمية مع حفل منح جوائز اليونسكو الخمس لمحو الأمية لعام 2014، وهو حفل سيُقام في داكا بحضور رئيسة وزراء بنغلاديش، الشيخة حسينة واجد، والمديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا.

وسيلي الحفل مؤتمر دولي ستنظمه حكومة بنغلاديش واليونسكو تحت عنوان « تعليم الفتيات والنساء: ركيزة للتنمية المستدامة ». وستتولى رئيسة الوزراء والمديرة العامة افتتاح هذا المؤتمر الذي يندرج في إطار المبادرة العالمية للأمين العام للأمم المتحدة بشأن « التعليم أولاً ». ومن المتوقع أن توفد البلدان المساندة* لهذه المبادرة عدداً من كبار ممثليها إلى المؤتمر.

وسيشارك في المؤتمر أيضاً ممثلون لعدة منظمات تابعة للأمم المتحدة، إلى جانب عدد من الجهات المانحة، بما في ذلك مؤسسات مالية دولية، ومنظمات غير حكومية وطنية ودولية، وشركات تابعة للقطاع الخاص.

وسيسترعي المشاركون اهتمام بلدان العالم إلى أهمية محو أمية الفتيات والنساء وتعليمهن في تحقيق التنمية المستدامة وإسهامهما في بلوغ الأهداف الإنمائية الدولية الجديدة التي ستُعتمد في عام 2015. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن النساء يمثلن ما يقارب ثلثي البالغين الأميين في العالم، البالغ عددهم 781 مليوناً، وأنه لم يُحرز أي تقدّم في تخفيض هذه النسبة منذ عام 1990.

وسيتخلل المؤتمر عدداً من الجلسات سيتطرق خلالها المشاركون إلى دور تعليم الفتيات والنساء ومحو أميتهن بوصفهما شرطين مهمين للتعلّم مدى الحياة وتحقيق التنمية المستدامة، وسيستندون في ذلك إلى ما اكتُسب من خبرات في بنغلاديش وبلدان أخرى من العالم، وإلى نتائج التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع لعامَي 2013-2014. ويتضمن هذا التقرير أدلة تشير مثلاً إلى أن انتفاع جميع النساء بالتعليم الابتدائي قد يؤدي إلى تراجع وفيات الأطفال بنسبة السدس ووفيات الأمهات بنسبة الثلثين، وأن عدد حالات زواج الأطفال قد يتراجع بنسبة 14 في المئة إذا تمكنت جميع الفتيات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب وغرب آسيا من الحصول على التعليم الابتدائي، وبنسبة 64 في المئة إذا استطعن الانتفاع بالتعليم الثانوي.

ويتسبب تردي جودة التعليم بانتشار الأمية على نطاق أوسع مما كان يُعتقد. فشخص واحد من بين كل أربعة أشخاص من الشباب – أي ما يمثل 175 مليون مراهق – يعجز عن قراءة جملة بسيطة. ويفيد التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع استناداً إلى الاتجاهات الراهنة بأن الشابات المنتميات إلى أشد الأسر فقراً في البلدان النامية لن يتمكن من تعلّم القراءة قبل عام 2072.

وتعجز النظم التعليمية عن تلبية احتياجات عدد كبير من الأقليات، وذلك حتى في البلدان ذات الدخل المرتفع. ففي نيوزيلندا مثلاً، تتمكن الأغلبية العظمى من الطلبة المنتمين إلى أسر غنية من بلوغ معايير التعلّم الدنيا في الصفين الرابع والثامن، علماً بأن ثلثي الطلبة الفقراء فقط يتمكنون من بلوغ هذه المعايير. ويتخلف الكثير من المهاجرين عن الركب في البلدان الغنية. ففي فرنسا على سبيل المثال، تقل نسبة المهاجرين الذين بلغوا المعايير الدنيا للقراءة عن 60 في المئة.

وعلى الرغم من بطء التقدم المحرز على الصعيد العالمي في تخفيض عدد البالغين الأميين، فإنه تسنى تحقيق بعض الإنجازات. ففي بنغلاديش، ارتفعت نسبة محو أمية النساء بأكثر من الضعف في الفترة من عام 1990 إلى عام 2011. وفي إثيوبيا، ارتفع عدد الشباب الذين يتمتعون بالمهارات الأساسية للقراءة والكتابة والحساب بنسبة تقارب 20 في المئة بين عامَي 2000 و2011.

وستركز أنشطة اليوم الدولي لمحو الأمية هذا العام على الروابط بين محو الأمية والتنمية المستدامة. وستؤكد هذه الأنشطة أن محو الأمية عامل قوي في تمكين الناس من اتخاذ خيارات تعزز النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والبيئة المتكاملة. ويشكل محو الأمية أساس عملية التعلّم مدى الحياة، وهو يؤدي دوراً بالغ الأهمية في بناء مجتمعات مستدامة ومزدهرة يسودها السلام.

وشددت المديرة العامة في رسالتها على أنه « يجب علينا أن نستثمر (…) بقدر أكبر » وختمت بالقول: « أناشد (…) جميع الدول وجميع شركائنا أن يضاعفوا بذل جهودهم – على الصعيدين السياسي والمالي – لكي يُعترف اعترافاً تاماً بأن محو الأمية يمثل أحد أقوى العوامل المسرّعة لتحقيق التنمية المستدامة ».

****

ستنظَّم سلسلة من الفعاليات في بلدان عديدة من العالم للاحتفال باليوم الدولي لمحو الأمية.

للمزيد من المعلومات عما أحرزته مختلف البلدان من تقدّم في تحقيق أهداف التعليم للجميع، اطّلعوا على التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع الذي تصدره اليونسكو كل سنة.

* أندورا وأستراليا وبنغلاديش وبنين والبرازيل والصين وكرواتيا والدنمارك وإثيوبيا وغيانا وموزمبيق وجنوب أفريقيا وتونس والولايات المتحدة الأمريكية.

المصدر: اليونسكو

Print This Post