اليوم الدولي للتسامح

2014/11/16

يصادف اليوم الأحد الموافق 16 نوفمبر، اليوم الدولي للتسامح، وبهذه المناسبة أصدرت المديرة العامة لليونسكو، السيدة إيرينا بوكوفا، البيان التالي:

يمثل التسامح مبدأً أساسياً للعيش في المجتمع، وهو ينشأ طبيعياً من احترام حقوق الإنسان وحفظ كرامته.

ويلقى هذا المبدأ جدواه اليوم أكثر من أي وقت مضى، لكنّه معرّض لخطر محدق. ويشكل التنوع الثقافي هدفاً للمتطرفين الذين يسعون إلى فرض رؤيتهم الطائفية للعالم، فتضطهد أقليات وتقع ضحايا محاولات « التطهير الثقافي ». وتشكل الأزمات الاقتصادية أو الاجتماعية التي تصيب المجتمعات أحياناً ذريعة للبحث عن كبش الفداء، ولإثارة مشاعر نبذ للآخر. وفي مواجهة هذه التحديات كلّها، علينا أن نؤكد مجدداً وبحزم ضرورة التسامح، مذكرين بأن كل ثقافة تستحق الاحترام، وأن أي معتقد لا يبرر كراهية الآخر أو احتقاره.

وتقع هذه الرسالة في صلب عمل اليونسكو التي ارتكز إنشاؤها تحديداً على القناعة القائلة بأن السلام المستدام يبنى في عقول الرجال والنساء من خلال غرس مبادئ التسامح والاحترام المتبادل فيها، وذلك عن طريق التربية وحوار الثقافات والتعاون الفكري. وفي عالم تسوده العولمة، لا يكفي العيش جنباً إلى جنب في جوّ من اللامبالاة السلبية: إذ إنّ التسامح هو تيقظ فاعل ينبغي تجديده يومياً لمواجهة كراهية الأجانب والتمييز والحقد.

والتسامح يعلمنا أن نوفّق بين الحقوق العالمية التي تجمعنا والتنوع الذي يغنينا، كما أنه يبين لنا أننا نحتاج غالباً إلى الآخرين، مهما تنوعوا، لنكمّل وجودنا.

ولا يقتصر التسامح على الكلام، بل هو سلوك يُكتسب على مقاعد المدارس، ويتجسد في الانفتاح على تنوع الثقافات والمعتقدات، وفي احترام حرية التعبير والرأي، المتجذرين في التمسك بحقوق الإنسان. هذه هي روح العقد الدولي للتقارب بين الثقافات (2013-2022) الذي تتولى اليونسكو ريادته في منظومة الأمم المتحدة. وهو أيضاً هدف جائزة اليونسكو – مادانجيت سنغ لتعزيز التسامح واللاعنف، التي سلّمت هذا العام إلى السيد إبراهيم أج إيدبالتانات (مالي)، والسيد فرانسيسكو خافيير إيستيفيز فالنسيا (شيلي)، المناضلين في مجال حقوق الإنسان.

وتلتزم اليونسكو تعزيز التسامح من خلال برامجها التربوية والثقافية، ومن خلال تحالف المدن برعاية اليونسكو لمناهضة العنصرية، وذلك عن طريق تعبئة الشباب وتعليم المواطنة العالمية. وبمناسبة هذا اليوم الدولي، أدعو الدول الأعضاء وشركاء اليونسكو إلى التأكيد مجدداً على القدرة التحويلية الكامنة في التسامح بوصفه قوة حوار وسلام.

المصدر: اليونسكو

Print This Post