المديرة العامة لليونسكو تتعهّد بمذهب إنساني جديد

2013/11/20

أدّت إيرينا بوكوفا يمين الولاء لولاية ثانية تمتد أربع سنوات في منصب المديرة العامة لليونسكو، وذلك في باريس في 18 نوفمبر خلال جلسة عامة نُظِّمت في إطار المؤتمر العام الذي عُقِد في مقرّ المنظمة، وبحضور 195 دولة عضوا.

وفي خطاب قبول المنصب قالت إيرينا بوكوفا: « إنّ اليونسكو موجودة لتذكّر بأنّ السلام الدائم والتنمية المستدامة وجهان لعملة واحدة. فما من إمكانية لتحقيق السلام من دون القضاء على الفقر، وما من إمكانية للقضاء على الفقر من دون تحقيق السلام ».

وإيرينا بوكوفا، التي انتُخبَت لولاية أولى في 15 نوفمبر 2009، هي أول امرأة تحتل منصب المديرة العامة للمنظمة. وتميّزت ولايتها الأولى بتنفيذ عملية إصلاح كبرى لليونسكو هدفت إلى جعل المنظمة أكثر فعالية وأهمية في مواجهة التحديات التي تعترض السلام والتنمية في أيامنا هذه، في ظل عالم يتّسم بالتنوّع ويزداد ترابطا. وإذ توجّهت إلى الدول الأعضاء، قالت إيرينا بوكوفا إنّ  » قسم الولاء الذي أدّيتُه الآن هو تعهّد بمذهب إنساني جديد ».

والإبداع الإنساني هو مصدر قوتنا الاستثنائية، وهو نبع لا ينضب يتعيّن علينا أن نطلق العنان لطاقاته. وهذه هي رسالة اليونسكو الإنسانية التي قادت خطاي في جميع الأعمال التي أنجزتها ».

وأثنى هاو بينغ، رئيس الدورة الـ37 للمؤتمر العام، على مهارات بوكوفا القيادية قائلا: « لقد أشرفتِ على مرحلة كانت خلالها اليونسكو في الطليعة على صعيد التربية والتعليم في البلدان النامية، وذلك من خلال دعم تدريب المعلّمين والتعليم للجميع في بعض أكثر مناطق العالم حرمانا. وقد عملت المنظمة بلا كلل من أجل حماية مواقع التراث الثقافي، ولا سيما في مالي خلال هذا العام، ومن أجل ضمان ألا تُقاس تكلفة التنمية بخسارة الثقافة والتاريخ والتنوّع، ونحن على مشارف مرحلة هامة أخرى من الخطاب الإنمائي، وأنا مسرور للغاية بأن أرى أنك سوف تقودين المنظمة في هذا المسعى الهام – الذي يشكل أمل جميع الأمم. »

وإعادة انتخاب بوكوفا في منصب المديرة العامة إنما هو « تصويت صادق على الثقة بقدرتك على تنفيذ ولاية هذه المنظمة الموقّرة على مدى السنوات الأربع القادمة »، وفق ما أكّدته أليساندرا كومينز، رئيسة المجلس التنفيذي، في خطاب التهنئة الذي ألقته. وسلّطت الضوء على « المهارات القيادية التي تتحلى بها المديرة العامة وعلى تصميمها على إدراج أهمية الثقافة ضمن الخطة العالمية للتنمية ». فقالت: « لا بدّ، في نهاية المطاف، من أن يجري الاعتراف بدعمك المتحمّس للثقافة بوصفها محفزا للتنمية المستدامة، كميراث هام لمنظمة الأمم المتحدة – ميراث يمكّن المجتمع الدولي من التوصل أخيرا إلى سدّ هوة لطالما أُهمِلت على صعيد دفع الإنسانية نحو التقدّم، وذلك تحت إشراف اليونسكو الصحيح ».

وترافقت الكلمات مع الموسيقى، إذ أشعلت مغنية الجاز الأمريكية نيكول سلاك جونز المكان مؤدية أغنية لويس آرمسترونغ الكلاسيكية المعنونة  » What a Wonderful World »على طريقة الأكابيلا. وقام ثلاثة أشخاص استثنائيين هم: عبد الرحمن بن السيوطي (إمام مسجد دجينغاريبر في تمبكتو، مالي)، وإستيلا بارنز دي كارلوتو (رئيسة رابطة « جدّات ساحة أيّار » الأرجنتينية، الحائزة على جائزة ﻓﻴﻠﻴﻜﺲ هوفويه ﺑﻮاﻧﻴﻲ ﻟﻠﺴﻼم الصادرة عن اليونسكو لعام 2011)، وهومي ك. بابا (مدير مركز العلوم الإنسانية في جامعة هارفرد، الحائز على جائزة بدما بوشان لعام 2012)، بالتشديد على أهمية دور اليونسكو وعملها في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال. وقال عبد الرحمن بن السيوطي إنّ « اليونسكو قد وعدت بإعادة البناء، وهي تفي بوعدها.

فبات بإمكاننا أن نقوم مجددا وسريعا بتنظيم زياحات لقديسينا؛ وبإعادة بناء أضرحتنا ومساجدنا؛ وبإعادة تأهيل مكتباتنا التي تحوي مخطوطات. وبفضل اليونسكو، بقي المجتمع الدولي محتشدا معنا. فيا سيدة بوكوفا، إنّ قرارك الشجاع بالتوجه شخصيا إلى تمبكتو للاصطلاع على وضع تراثنا قد بعث في نفوسنا الراحة والأمل، وأظهر لنا التزامك العميق بمساعدتنا ».

ومن جهتها، قالت إستيلا بارنز دي كارلوتو إنّ « تضامنك والتزامك بالقضايا الإنسانية قد جعلت منك إحدى الأصوات الرائدة في المدافعة عن هذه القضايا في جميع أنحاء العالم. وعملك في اليونسكو، إنّما قد سهل ورعى إنشاء « المركز الدولي لتعزيز حقوق الإنسان ». (رابط إلى صفحة الجائزة). ورؤية المديرة العامة المتصلة بالمذهب الإنساني الجديد شكلت مصدر إلهام لهومي ك. بابا الذي قال في كلمته ما يلي: « دعوا المذهب الإنساني الجديد يحدد آفاق تاريخنا وأخلاقياتنا المشتركة ».

واختتم سفير اليونسكو للنوايا الحسنة المغني أسالفو وفرقته الموسيقية « ماجيك سيستم »، الاحتفالَ بأدائه المذهل المليء بالحيوية والحماسة للأغنية الفردية الضاربة المعنونة  » Bouger, Bouger » التي احتلت المراتب الأولى في العالم أجمع.

المصدر: اليونسكو

Print This Post