المجلس التنفيذي لليونسكو يعزز ولاية المنظمة ضد العنف والتطرف في المدارس، ولدعم الإعلاميين وللتصدي لتدمير التراث الثقافي

2015/05/4

في أوقات الاضطرابات، وفيما يزداد الطلب على دور اليونسكو في جميع أنحاء العالم، اعتمد المجلس التنفيذي لليونسكو قرارات رئيسية لتعزيز عملها في جميع المجالات لتحقيق السلام الدائم والتنمية المستدامة – بما في ذلك مكافحة العنف ضد التراث الثقافي، والفتيات في المدرسة، و الصحفيين – الناتجة عن جلسة عمل لمدة أسبوعين والتي انتهت في 23 ابريل. واعتمد المجلس التنفيذي أيضًا قرارًا لتعزيز التربية من أجل المواطنة العالمية.

شدّدت المديرة العامة مع الدول الأعضاء، على الأهمية الاستراتيجية لهذه الدورة للمجلس التنفيذي – في سنة تعتبر نقطة تحول بالنسبة للمجتمع الدولي،حيث تشكّل الدول جدول أعمال التنمية المستدامة العالمي الجديد. هذا يوضّح، كما قالت، عزمها على تسريع وتيرة الإصلاح، لتحسين التسليم، والحفاظ على حوار مستمر مع الدول الأعضاء.

وقالت المديرة العامة « هذا أمر ضروري اليوم، فيما نسعى لإصلاح وتشكيل جدول أعمال التنمية في مرحلة ما بعد 2015″، « وهي أيضًا لحظة مسؤولية كبيرة. لقد تم إنشاء اليونسكو قبل سبعين عامًا على فكرة السلام، ولتدوم، كان لا بد أن تُبنى بطرق جديدة، وهذه الرسالة لم تكن أبدًا بهذه الأهمية – ونحن يجب أن نحملها في جميع أنحاء العالم، ووضعها في قلب جدول الأعمال في المستقبل.  »

ويدين قرار المجلس التدمير المتعمّد للتراث الثقافي ويعزّز دور اليونسكو في مجال مكافحة هذه المشكلة المتنامية. ويدعو القرار اليونسكو لتنسيق عملها مع هيئات الأمم المتحدة الأخرى والدول الأعضاء والمجتمع المدني بحيث يمكن إنفاذ التشريعات الدولية ضد تدمير التراث بشكل أفضل. ويدعم القرار المبادرات التي اتخذتها المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، بإعطاء الأولوية لحماية التراث والتنوع الثقافي في حالات النزاع. ويطلب من المديرة العامة أن تقدم تقريرًا في الخريف بشأن إجراء مشاورات مع الدول الأعضاء وهيئات الأمم المتحدة حول إقامة مناطق ثقافية محمية حول المواقع التراثية الهامة.

وفيما يتعلق بموضوع العنف في التعليم، اعتمد المجلس التنفيذي قرارًا بإدانة كل أشكال العنف القائم على نوع الجنس وتعزيز خلق بيئات تعليمية آمنة وغير عنيفة وشاملة وفعالة للأطفال. ويدعو القرار المديرة العامة إلى تقديم خارطة طريق لمكافحة العنف القائم على نوع الجنس المتعلق بالمدرسة في دورته المقبلة. هذا القرار الأول من نوعه للأمم المتحدة حول العنف القائم على نوع الجنس في المدرسة يقرّ بنتائجه السلبية على صحة، وتعلم، والتحاق الأطفال بالمدارس وإتمام الدراسة. تم إعداد ورقة عن هذا الموضوع لليوم العالمي للمرأة من قبل مبادرة الأمم المتحدة لتعليم الفتيات (UNGEI) واليونسكو وتقرير الرصد العالمي للتعليم للجميع، والتي تبين أن ما يقرب من 250 مليون تلميذًا قد يكونوا عرضة للمضايقات في كل عام في الطريق إلى المدرسة أو أثناء وجودهم هناك.

وفيما يخص دور التعليم في منع التطرف العنيف ومكافحة جميع أشكال التعصب والتمييز، اعتمد المجلس التنفيذي قرارًا يدعو اليونسكو لتعزيز برامج تعليم المواطنة العالمية، وبناء قدرات المعلمين وواضعي السياسات والمجتمع المدني والشباب، وقيادة النقاش العالمي و تسهيل تبادل أفضل الممارسات في هذا المجال. ويبني القرار على التزام اليونسكو بتعزيز المواطنة العالمية من خلال التعليم، والذي يعكس ما تم في المنتديين اللذين نُظّما حول الموضوع (ديسمبر 2013 ويناير 2015)، والإعلان الأخير لتبادل المعلومات وإدراجه كهدف في جدول أعمال التنمية بعد عام 2015.

وأعرب المجلس التنفيذي أيضًا عن قلقه على سلامة الصحفيين وحرية التعبير في قرار لتعزيز ريادته في تنفيذ خطة عمل الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب. ويستنكر القرار أيضًا العدد المتزايد من الهجمات العنيفة ضد المرأة في كل من الإعلام الرئيسي ووسائل التواصل الاجتماعية. ويحث على التعاون بين اليونسكو ومنظمات الأمم المتحدة الأخرى والدول الأعضاء والمنظمات المهنية لتحسين السلامة وإنهاء الإفلات من العقاب عن جرائم ضد الإعلاميين.

كما درس المجلس، برئاسة محمد سامح عمرو (مصر)، مشروع برنامج المديرة العامة والميزانية للفترة 2016-2017. وقادت الدول الأعضاء مناقشات هامة حول الميزانية المستقبلية للمنظمة مبينة إجماعًا كاملاً على ميزانية النمو الاسمي الصفري التي تأخذ بعين الاعتبار الصعوبات الحالية التي تواجه المنظمة. كما اعتمد أيضاً سياسة التقييم المنقحة لمدة أربع سنوات.

ووافق المجلس التنفيذي أيضًا على مواصلة جهود الإصلاح حتى تتمكن المنظمة من الاستجابة بشكل أكثر فعالية للدول الأعضاء. وبناء على دعوة من الرئيس، تحدّث اثنين من الضيوف إلى المجلس التنفيذي خلال الدورة. ميشيل جان، الأمين العام للفرنكوفونية، التي دعت إلى تعزيز التعددية في الدفاع عن القيم المشتركة للكرامة الإنسانية والاحترام المتبادل. وأطلع ابو الفضل قاراييف وزير الثقافة والسياحة في أذربيجان، المندوبين عن المنتدى العالمي الثالث حول الحوار بين الثقافات الذي سيعقد في باكو الشهر المقبل.

وفي ملاحظاته الختامية، أثنى الرئيس على المندوبين توافقهم في الآراء بشأن برنامج المديرة العامة والميزانية. وذكر أنه خلال الدورة « حقق المجلس إنجازات قوية واُتخذت قرارات مهمة » كما ذكر أعلاه. وأكد الرئيس على أنه « نحتاج أن نُظهر للعالم أن اليونسكو هي أكثر أهمية من أي وقت مضى في القرن ال21″، وأنه يجب على المنظمة تأمين « مكانها الصحيح في جدول أعمال التنمية المستدامة ما بعد عام 2015. »

وسيتم نشر القرارات الجديدة قريبًا على الموقع الإلكتروني للمجلس التنفيذي.

المصدر: مندوبية ليبيا استناداً لما صدر عن اليونسكو

Print This Post