الفريق رفيع المستوى حول السلام والحوار بين الثقافات يشارك في منتدى نظمه اليونسكو

2012/11/29

بمناسبة انعقاد اجتماع فريق العمل رفيع المستوى حول السلام والحوار بين الثقافات، عقد في مقر اليونسكو بدعوة من المديرة العامة في 19/11/2012، « منتدى اليونسكو » تحت عنوان « بناء السلام: دور اليونسكو في العقد القادم – مشاركة الشباب في بناء السلام والمجتمعات المستدامة ».

وقد شارك في المنتدى عدد من الشخصيات المساهمة في أعمال الفريق رفيع المستوى حول السلام والحوار بين الثقافات، الذي اجتمع في جلسة مغلقة بحضور المديرة العامة صباح اليوم نفسه.

وكانت المديرة العامة قد شكلت هذا الفريق عام 2010 بمناسبة السنة الدولية للتقارب بين الثقافات بهدف تعزيز فعاليات اليونسكو المرتبطة بالحوار بين الثقافات، والبحث عن السلام، وتعزيز التعددية الثقافية في عالم معولم، وتسهيل عملية التفكير بالأبعاد الجديدة للسلام في القرن الحادي والعشرين. ويضم الفريق عدداً من صانعي القرار والمثقفين والفنانين من كافة أنحاء العالم. وتهدف اجتماعات فريق العمل رفيع المستوى حول السلام والحوار بين الثقافات إلى شق طرق جديدة للسلام عبر تبادل مفتوح وحيوي للأفكار.

وألقت المديرة العامة كلمة افتتاحية في بداية الاجتماع أشارت فيها إلى التحديات الكبيرة التي يواجهها عالم اليوم، وتطرقت إلى ما تم تناوله من هذه التحديات في الجلسة المغلقة التي عقدها فريق العمل رفيع المستوى حول السلام والحوار بين الثقافات. وبينت أن الفريق ركز على موضوع الشباب باعتبارهم يمثلون المجموعة البشرية الكبرى في العالم ولأنهم يتعرضون لضغوطات كبيرة نتيجة الأزمات الاقتصادية والمالية التي يعاني منها العالم اليوم. وأكدت المديرة العامة في حديثها على الصلة القوية بين السلام والتنمية المستدامة، والى الحاجة لمزيد من الشمول والمساواة لكي نحقق أهداف التنمية. وأشارت إلى تناول الفريق مسألة دعم حقوق الشباب وصيانة كرامتهم وجعلهم شركاء في بناء عالم اليوم، حيث أن عدد الشباب الذين لا يحصلون على التعليم مثير للقلق، وحذرت من أن فشل الشباب على نطاق واسع في تحقيق طموحاتهم سيكون مصدراً لمزيد من عدم الاستقرار والعنف في المستقبل. وأكدت على ضرورة إكساب الشباب الكفاءات اللازمة والقيم الصحيحة لأجل إتاحة المجال لهم للإسهام الايجابي في صنع مجتمعات الغد، وأشارت في هذا المجال إلى الفرص الكبيرة التي توفرها الانترنت في مجال دعم الشباب. وسلطت المديرة العامة الضوء على أهمية الشراكة القائمة بين اليونسكو وتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة وأكدت التزامها بتعميق هذه الشراكة.

وعقدت في إطار هذا الاجتماع جلستا حوار تناول فيها بعض أعضاء الفريق رفيع المستوى الحديث بشكل مقتضب حول موضوع المنتدى.

الجلسة الأولى:

تولى فيها مهمة إدارة الحوار السيد هومي بهابها (الهند) من جامعة هارفارد وشارك فيها كل من السيد تركي الفيصل آل سعود (السعودية) رئيس مركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية، والسيد أمين معلوف (لبنان/ فرنسا)، كاتب وعضو الأكاديمية الفرنسية، والسيد ناصر ديفيد الخليلي (المملكة المتحدة)، رجل أعمال/ رئيس مؤسسة ابن ميمون وسفير النوايا الحسنة لليونسكو، والسيد لوك مونتانييه (فرنسا)، عالم في مجال الفيروسات وحائز على جائزة نوبل في 2008، والسيدة عطية عناية الله (باكستان) عضو الجمعية الوطنية في باكستان ووزيرة سابقة لشؤون المرأة والتنمية الاجتماعية.

وتم التركيز في هذه الجلسة على الطابع الانتقالي للشباب الذي يشبه الطابع الانتقالي لعالم اليوم وللهوية ذاتها التي تمر أيضاً بمرحلة تتصف بالانتقالية حسب رأي أحد المشاركين. وتمت الإشارة في الجلسة إلى التطورات التقنية في مجال الاتصال والمعلومات وكيفية تأثيرها على تواصل البشر في عالم اليوم والشباب منهم بشكل خاص.

كما تناول المتحدثون مسألة زيادة عدد السكان ومسألة استدامة الموارد ومدى حيويتها. وتمت الإشارة إلى الضغوطات الكبيرة التي تتعرض لها الهوية اليوم سواء بالنسبة للأكثريات أو الأقليات، والى فقدان عالم اليوم للبوصلة حيث أنه يمتلك « دليل الاستخدام » التقني ولكنه لا يمتلك الدليل الأخلاقي.

وأشار بعض المتحدثين إلى أنه رغم الاختزال الكبير في المسافات التي تفصل بين أنحاء العالم المختلفة، فإن الناس باتوا أكثر بعداً عن بعضهم البعض. وقد ركز متحدث على العوامل المشتركة بين الأديان السماوية الثلاثة وأكد على أن جهل بعض معتنقي هذه الأديان بالأديان الأخرى هو الذي يؤدي إلى سوء الفهم. وتم التأكيد على ضرورة العيش المشترك بين الثقافات المختلفة، وكذلك على ضرورة السيطرة على النمو (السكاني والاقتصادي وغيره) لتحقيق الاستدامة والسلام.

الجلسة الثانية:

تولت فيها السيدة عطية عناية الله (باكستان)، عضو الجمعية الوطنية والوزيرة السابقة، مهمة إدارة الحوار. وشارك في الجلسة عدة شخصيات منها، آرثر شناير (الولايات المتحدة)، رئيس مؤسسة نداء الضمير، والسيد أخضر بادشاه (الولايات المتحدة)، مدير مسؤول في شركة مايكروسوفت عن المواطنة والشؤون العامة، والسيدة يامون ليتيسيا سانيو (غينيا)، مديرة مشروع لمنطقة أفريقيا في مركز الدراسات والاستراتيجيات المستقبلية، والسيد فينسنتي فوكس (المكسيك) رئيس سابق للمكسيك (2000-2006) ورئيس مشارك لمنظمة « ديمقراطيي الوسط الدولية » ومؤسس مركز دراسات ومكتبة يحملان اسمه، والسيد جان بينغ (الغابون)، الرئيس السابق لمفوضية الاتحاد الإفريقي وزير خارجية سابق.

وقد ركز المتحدثون في هذه الجلسة على أن شق الطريق للسلام هو الأمر الأكثر إستراتيجية في عالم اليوم وأكدوا على تعزيز قيم السلام والتسامح والعدالة والتضامن. وأكد أحد المتحدثين على أن تجذر ثقافة السلام هو سلوك يجب اتباعه ورسالة يجب حملها للجميع. وأشار متحدث آخر إلى الجرائم التي ترتكب باسم الدين، وحذر من التطرف واعتبر أن الشباب العاطلين عن العمل يتم استغلالهم بسهولة أكبر من قبل المتطرفين من كافة الاتجاهات. وأكد البعض على ضرورة مساعدة الأطفال والشباب على بناء المستقبل من خلال تزويدهم بالموارد والإمكانيات، بينما أشار آخرون إلى شريحة من الشباب المتعلمين الذين لا أفق مستقبلي لهم. وأكد متحدث على مسألة التسامح والتعايش واعتبر أن الجميع – الذين يؤمنون بهذه القيم والذين لا يؤمنون – في مركب واحد، فإماّ يغرقون معاً أو ينجون معاً، حيث أن العالم والبشر ليسوا فقط متصلين إلى حد كبير ببعضهم البعض في عالم اليوم (interconnected) بل هم أيضاً مترابطون ببعضهم البعض ومعتمدون على بعضهم البعض أيضاً (interdependent). وتناولت متحدثة شابة من أفريقيا التحديات التي يواجهها الشباب الإفريقي وهي حسب وصفها التحدي السكاني، وتحدي العمل، وتحدي التدريب المناسب، وتحدي وقوع الشباب في دوامة العنف، وتحدي الشباب المتعلم الذي لا يجد فرصاً مستقبلية.

وقد التقت المديرة العامة على هامش المنتدى بالسيد ناصر بن عبد العزيز النصر (قطر)، رئيس الدورة 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بصفته المسؤول، اعتباراً من 1/1/2013، عن قيادة تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة.  وتم التأكيد في هذا اللقاء على أهمية تعميق الشراكة بين اليونسكو وبرنامج تحالف الحضارات وعلى الحاجة إلى تعزيز التعاون المتعدد الأطراف لتيسير الوساطة والحوار بين الثقافات وتحقيق مشاركة الشباب.

 

المصدر: مندوبية ليبيا لدى اليونسكو

Print This Post