الدورة 37 للمؤتمر العام في يومها الثاني (منتدى القادة)

2013/11/7

واصلت الدورة 37 للمؤتمر العام لليونسكو أعمالها يوم أمس الأربعاء 6 نوفمبر 2013، لليوم الثاني في مقر المنظمة.

إذ عقدت جلستان عامتان لمنتدى القادة في الفترة الصباحية وفترة بعد الظهر، حول موضوع « تعبئة جهود اليونسكو ومساهمتها في وضع جدول أعمال ما بعد 2015 من خلال التربية والعلوم والثقافة والاتصال والمعلومات ».

ويهدف منتدى القادة، الذي بدأت صيغته للمرة الأولى في المؤتمر العام الماضي عام 2011 (الدورة 36)، الى تناول القادة لأمور استراتيجية عالمية ومتعددة التخصصات لأجل تحديد توجهات عامة لعمل المنظمة للمرحلة القادمة.

وتم افتتاح أعمال منتدى القادة بكلمات لرئيس المؤتمر العام ورئيسة المجلس التنفيذي والمديرة العامة لليونسكو، أكدوا فيها أن التنمية لا يمكن أن تتم إلاّ من خلال استثمارات هائلة في التعليم والعلوم والاتصال والمعلومات.

وأكد المسؤولون الثلاثة أن المفهوم الأساسي الذي يراد التركيز عليه هو التنمية المستدامة وليست التنمية فحسب، الأمر الذي يحتّم التركيز على الجانب الانساني. واعتبروا أن اليونسكو تتميز عن غيرها من الوكالات الدولية في إنهاء تجمع بين التخصصات ـ كما أكدوا على ضرورة الاسراع في وتيرة إنجاز أهداف 2015 ووضع جدول أعمال ما بعد 2015 في مجالات اختصاص اليونسكو، مؤكدين على أن الثقافة كانت غائبة عن جدول أعمال التنمية الذي وضع عام 2000، وعلى ضرورة إدراجها في جدول أعمال ما بعد 2015.

وشارك في منتدى القادة رئيسا جمهورية هما:
- رئيسة كوستاريكا (السيدة لاورا تشينشيلا)، التي تناولت تجربة بلادها في مجال إيجاد الحلول للمشاكل الرئيسية التي تتعرض لها دول كثيرة في عالم اليوم. وأكدت في كلمتها على أهمية الاهتمام بالبيئة وحمايتها بكافة الوسائل ومن ضمنها القانونية، وحذرت أن الوتيرة الحالية للتنمية المتبعة منذ فترة من الزمن ستقود العالم الى كارثة بيئية حتمية، واعتبرت أن العالم يقف على حافة هاوية ويسير باتجاه الانتحار الجماعي، وأن الحل لا يمكن في إيقاف التنمية بل في اتباع نهج التنمية المستدامة للإنسان ولكوكبه. وطالبت بعقد مرتبط بالطبيعة على غرار العقد الاجتماعي الذي طالب به الفيلسوف الفرنسي روسو.

ـ رئيس جمهورية تونس (السيد منصف المرزوقي)، الذي أكد أن الجميع يبحث عن أنجع نظام تربوي، وحذر من الأمية الجديدة المرتبطة بمعرفة التعامل مع التكنولوجيا الحديثة. واعتبر الرئيس التونسي أننا لا نستطيع التحدث عن التنمية بدون تبني تربية تعطي أولوية لتغطية حاجات الانسان وليس الدولة، وحدد الأهداف الكبرى للتربية الواجب رسمها بثلاثة:

ـ تمكين الانسان (الكتابة والقراءة والفنون …)

ـ تنمية الاستعداد الفطري

ـ خلق السلم في العقول (معتبراً أن التربية المدنية ومادة التاريخ في أحيان كثيرة تقوم بعكس ذلك).

واقترح الرئيس التونسي في نهاية كلمته على المديرة العامة لليونسكو بدعوة المؤرخين لكتابة التاريخ المشترك للشعوب، وأكد أن الانسان يجب أن يكون الهدف وليس الأداة.

كما تحدث في منتدى القادة كل من:

ـ رئيس وزراء ليتوانيا (السيد الجيرداس بوتكيفيسيوس)

ـ وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في الامارات العربية المتحدة (الشيخ نهيان مبارك آل نهيان باسم رئيس الدولة)

ـ وزير العلاقات الخارجية لإيران (السيد محمد جواد ظريف)

ـ مدير عام المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم / الأيسيسكو (السيد عبد العزيز عثمان التويجي)

ـ رئيسة المحكمة الدستورية في الغابون (السيدة مادلين مبورانتسوو)

ـ نائب رئيس الوزراء، وزير التعليم في ماليزيا (السيد محي الدين بن محد)

ـ نائب رئيس الوزراء، وزير التعليم العالي في مصر (السيد حسام عيسى)

ـ كلمة مسجلة للمديرة التنفيذية للأمم المتحدة للنساء (السيدة فوممزيل ملامبو ـ نكوكا)

ثم دار حوار حول موضوع المائدة المستديرة شارك فيه المتحدثون أعلاه وممثلو دول أخرى، وتولى عملية تيسير الحوار كل من السيد شاشي ثارور، سكرتير دولة لتنمية الموارد البشرية في الهند، والسيد ستيفن كول، مقدم برامج في محطة الجزيرة باللغة الانكليزية.

وقد شارك في الحوار معالي وزير التربية والتعليم الليبي، الدكتور/ علي مفتاح عبيد الذي سلط الضوء على بعض جوانب الخلل في المنظومة التعليمية الحالية ودعا اليونسكو الى وضع معايير حقيقية لمنظومة عالمية جديدة تتجاوز تلك المنظومة التقليدية التي تجاوز عمرها أكثر من قرن من الزمن.

وتحدث ممثلو دول أخرى من بينها النرويج، منغوليا، الدنمارك، ايطاليا، فنلندا، فلسطين، البحرين، كوبا، جنوب السودان، تايلند، بروناي، المكسيك، زيمبابوي، السنغال، غانا، سوريا، سلوفاكيا، جامايكا، أنغولا، بنغلادش، الكاميرون، اليابان والأردن.

وبيّن ممثل فلسطين للمؤتمر في مداخلته أن عام 1948 الذي صدر فيه الاعلان العالمي لحقوق الانسان كان عام نكبة كبرى بالنسبة للشعب الفلسطيني حيث تحول الجزء الأكبر منه الى لاجئين وما زال الاحتلال الاسرائيلي يرفض عودتهم الى ديارهم بعد مضي 65 عاماً. وأكد ممثل فلسطين أن لا تنمية ثقافية ولا تنمية في مجال التعليم إلاّ في جو الحرية، وشدد على مدى بشاعة الاحتلال وطالب المجتمع الدولي بمساعدة فلسطين في الحصول على حريتها.

وبيّن رئيس المؤتمر العام في ختام الجلسة أن الأمانة ستوزع وثيقة إعلامية تلخص أهم ما دار من نقاش في منتدى القادة وسيغذّي محادثات الدول الأعضاء في هذه الدورة لدراسة أهداف ما بعد 2015.

المصدر: مندوبية ليبيا لدى اليونسكو

Print This Post