التعليم الجامع عبر اللغة وباستخدامها – للغات وزن هام

2015/02/21

يُحتفل في عام 2015 يوم 21 فبراير، بالذكرى السنوية الخامسة عشرة لليوم الدولي للغة الأم، كما تمثل هذه السنة منعطفاً بالنسبة إلى المجتمع الدولي، إذ إنها الموعد النهائي المحدد لإنجاز الأهداف الإنمائية للألفية، وهي السنة التي ستضع فيها البلدان خطة عالمية جديدة للتنمية المستدامة.

ويجب أن تتمحور خطة ما بعد عام 2015 حول أولوية النهوض بالتعليم الجيد للجميع، أي توسيع نطاق الانتفاع بالتعليم، وضمان جودته وشموله، وتعزيز التعليم الموجه نحو تحقيق المواطَنة العالمية والتنمية المستدامة. ويمثل التعليم باستخدام اللغة الأم عنصراً أساسياً في المسيرة نحو تحقيق هذه الأهداف، بغية تيسير التعلّم وتدعيم مهارات القراءة والكتابة والحساب. وإن المضي قُدماً في هذا المسعى يقتضي تركيزاً أفضل على تدريب المعلمين، وتعديل البرامج الأكاديمية، وإقامة بيئات ملائمة للتعلّم.

وتسعى اليونسكو إلى المضي قُدماً في تحقيق هذه الأهداف في شتى أنحاء العالم. ففي أمريكا اللاتينية، وبالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للطفولة، تقوم اليونسكو بتعزيز التعليم الجامع من خلال نهوج ثنائية اللغة وقائمة على التفاعل بين الثقافات، بغية إثراء التعليم بثقافات الشعوب الأصلية وغير الأصلية على حد سواء. وللأسباب ذاتها، يعمل مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في آسيا والمحيط الهادي، القائم في بانكوك، بتايلاند، من أجل تعميق فهم التعلّم المتعدد اللغات القائم على اللغة الأم في كل أرجاء المنطقة وفي غيرها من المناطق. فإن التعليم باللغة الأم يمثل قوة تدفع عجلة التعلّم الجيد، كما أنه أساسي لتعزيز التعدد اللغوي واحترام التنوع اللغوي والثقافي في المجتمعات التي تشهد تحولاً سريعاً.

‏ولقد أُحرز تقدم هائل منذ عام 2000 وحتى الآن نحو تحقيق أهداف التعليم للجميع. أما اليوم، فيجب علينا أن نتطلع إلى الأمام من أجل استكمال الأعمال غير المنجزة والتصدي للتحديات الجديدة. ويمثل اليوم الدولي للغة الأم مناسبة يتعين علينا جميعاً أن نستغلها لتسليط الضوء على أهمية اللغة الأم في جميع الجهود التعلمية المبذولة سعياً إلى النهوض بنوعية التعلّم وإيصاله إلى الذين لم يصل إليهم بعد. ويجب على كل فتاة وفتى وعلى كل امرأة ورجل أن يمتلكوا الأدوات اللازمة للمشاركة التامة في حياة مجتمعاتهم، فإن ذلك حق أساسي من حقوق الإنسان كما أنه قوة تدفع نحو تحقيق الاستدامة في التنمية بجميع أشكالها.

تعليم اللغات مهم

تعتبر اليونسكو أن « التعليم المناسب للغات » يؤدي دوراً جوهرياً في تزويد الدارسين بالقدرات اللازمة للاستفادة من التعليم الجيد، والتعلّم مدى الحياة، والانتفاع بالمعلومات. ويصبح ذلك ممكناً عندما يتوافر نهج لتعليم اللغات يعزز استخدام ما لا يقل عن ثلاث لغات، على أن تكون إحداها اللغة الأم أو اللغة الأولى للدارسين (راجع المعيار الذي حددته اليونسكو في وثيقتها التوجيهية المعنونة « التعليم في عالم متعدد اللغات »).

ويمكن أيضاً اعتبار تعليم اللغات وسيلةً تضمن مشاركة الدارسين في إحداث التغيير على الصعيدين المحلي والعالمي بوصفهم مواطنين عالميين.

وهدف العروض والمناقشات المرتقبة بمناسبة اليوم الدولي للغة الأم 2015 هو تقديم الدليل على أن جودة التعليم اللغوي (ولا سيما التعليم المتعدد اللغات) وسيلة فعالة لضمان الاندماج في التعليم ومن خلاله ولإعداد مواطنين عالميين. فإذا أتيح هذا التعليم بالطريقة المناسبة، بإمكانه أن يزود الدارسين بالمهارات اللغوية التي يحتاجون إليها للمساهمة في المجتمع بفعالية من أجل بناء عالم أكثر سلاماً وشمولاً واستدامةً. كما يوفر تعليم اللغات إطاراً لنقل القيم والمعارف التي تعزز الشعور بالانتماء إلى المجتمعين المحلي والعالمي والتي تجسد ركيزة الالتزام المدني.

وقالت السيدة إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، في إطار هذه المناسبة: « يجب أن تتمحور خطة ما بعد عام 2015 حول أولوية النهوض بالتعليم الجيد للجميع، أي توسيع نطاق الانتفاع بالتعليم، وضمان جودته وشموله، وتعزيز التعليم الموجه نحو تحقيق المواطَنة العالمية والتنمية المستدامة. ويمثل التعليم باستخدام اللغة الأم عنصراً أساسياً في المسيرة نحو تحقيق هذه الأهداف، بغية تيسير التعلّم وتدعيم مهارات القراءة والكتابة والحساب. »

المصدر: اليونسكو

Print This Post