مجموعة دول عدم الانحياز في اليونسكو تنظم مائدة مستديرة حول الحوار بين الثقافات

2013/05/22

نظمت مجموعة دول عدم الانحياز في اليونسكو يوم الجمعة 17 مايو 2013، مائدة مستديرة حول موضوع: « الحوار بين الثقافات في القرن الحادي والعشرين: أي دور لليونسكو؟ ».

وقد شارك في أعمال المائدة المستديرة عدد من المفكرين والأكاديميين والمهتمين بالموضوع وحضرها عدد من الوفود الدائمة في اليونسكو.

وقد قسم الموضوع إلى محورين رئيسيين هما:

المحور الأول: وسائل الإعلام والحوار بين الثقافات:

تحدث فيه كل من روبيرتو سافيو (Roberto SAVIO) الخبير في مجال الاتصال، ومؤسس ورئيس وكالة Inter Press Service (IPS)؛ وميشيل كولون (Michel COLLON) الصحفي المستقل والمؤلف، مؤسس جمعية وموقع (Investig’Action) على الانترنت.

المحور الثاني: الدين والحوار بين الثقافات:

تحدث فيه كل من (طارق رمضان)، أستاذ الدراسات الإسلامية المعاصرة في جامعة أوكسفورد/ المعهد الشرقي (Oriental Institute, St Anthony’s College)، والأب ميشيل ليلون (Michel LELONG)، القس الكاثوليكي المختص بالحوار الإسلامي – المسيحي؛ و(كارين خانلاري)، ممثل الطائفة المسيحية الأرمنية لشمال إيران في البرلمان الإيراني.

وقد افتتحت المندوبة الدائمة لفنزويلا، رئيسة اللجنة التحضيرية، أعمال المائدة المستديرة بكلمة أشارت فيها إلى أن مجموعة عدم الانحياز أرادت إتاحة فرصة تناول موضوع الحوار بين الثقافات من زوايا وآراء مختلفة، لاسيما فيما يتعلق بدور الإعلام في الحوار بين الثقافات وكذلك دور الدين.

كما تناول الحديث في افتتاح المائدة المستديرة المندوب الدائم لإيران، باعتبار بلاده ترأس لهذا العام حركة عدم الانحياز، وأكد على أن أي حوار يجب أن يؤكد على القيم المشتركة وأن يضع في صميم أهدافه تعزيز التسامح والتضامن والفهم والاحترام المتبادلين.

وقرأت مسؤولة في قطاع الثقافة في اليونسكو رسالة بالمناسبة، نيابة عن المديرة العامة للمنظمة، أكدت فيها على أهمية الحوار بين الثقافات في القرن الحادي والعشرين لاسيما في هذه المرحلة التي يتم فيها وضع الخطوط الأساسية للعمل المستقبلي للمنظمة للمرحلة 2014-2021 (الإستراتيجية متوسطة المدى) ووضع جدول الأعمال العالمي للتنمية لما بعد 2015. وأكدت المديرة العامة في كلمتها – التي قرأت نيابة عنها – أن الإنسانية الجديدة للقرن الحادي والعشرين لا تنفصل عن حقوق الإنسان، وأن الحوار بين الأديان هو جزء من الحوار بين الثقافات.

وقد تولى مهمة إدارة جلستي الحوار، الرئيس السابق للمؤتمر العام (السيد أحمد جلالي) (إيران)، الذي تناول في مقدمته معنى الحوار، وأكد على ضرورة ألاّ تكون نتائج الحوار وخلاصته محددة سلفاً فلا يبقى له معنى، كما أكد على ضرورة ألاّ يكون الحوار نوع من المفاوضة أو المقايضة.

وقد ركز (روبيرتو سافيو) على دور الإعلام في عالم اليوم، وأشار إلى ثلاث ظواهر تطبعه حالياً وهي:

-   تركز وسائل الإعلام في أيدي عدد محدود من الشركات.

-  توحيد النمط في الإعلام بهدف خفض تكاليف الإنتاج وزيادة الأرباح.

-  ثورة التواصل التي يعيشها العالم لأول مرة.

حيث أشار إلى تشابه الصحف فيما بينها بشكل متزايد، وتراجع عدد الكلمات المستخدمة في المقالات الصحفية، سواء من حيث العدد الكلي في المقالة الواحدة أو من حيث المفردات المستخدمة عموماً. كما تناول تغطية الإعلام للأخبار التي تجلب القراء وبقاء دول وأخبار منسية ومعتم عليها لا يتم تناولها. وأكد على أن إحدى مهام اليونسكو المساعدة على الحوار بين الثقافات بما يفضي إلى تعزيز دورها في مجال الانترنت والتواصل الاجتماعي والأدوات المستخدمة من قبل الشباب، واعتبر أن اليونسكو ما زالت متأخرة في هذا المجال.

بينما تناول (ميشيل كولون) مسألة تركز وسائل الإعلام في أيدي عدد محدود جداً من الأشخاص والشركات، ومسألة ارتباط السياسات الإعلامية التي ينتهجها هؤلاء بالمصالح المالية والتوسعية لبعض الشركات والدول الكبرى، الأمر الذي ينعكس بشكل واضح على مصداقية التغطية الإعلامية للشركات الإعلامية المهيمنة عالمياً. وأعطى أمثلة على اتباع وسائل الإعلام الكبرى أساليب الكذب والتزوير في الحرب على العراق وعلى كوسوفو.

كما تناول (كولون) مسألة « معاداة الاسلام و الرهبة من الاسلام » (الاسلاموفوبيا) الذي نما في السنوات الأخيرة ورأى أنه يأخذ « شكل العنصرية ضد الشباب العربي والشباب المسلم » في مسألة الوظائف وغير ذلك، كما أنه « يربط بين العرب والمسلمين من جهة والإرهاب من جهة أخرى ». واعتبر (كولون) أن « شيطنة العرب والمسلمين » لها ثلاثة أهداف هي:

·   زرع الانقسام بين العمال لإلهائهم ببعضهم البعض عن حقوقهم المشتركة وذلك في ظل الأزمة المالية العالمية.

·    »حماية إسرائيل، آخر دولة استيطانية/ استعمارية في العالم »

·    »تحضير العالم للحرب ضد العرب والمسلمين ».

واعتبر (كولون) أن الحل يكمن في وضع حد لعدم المحاسبة والإفلات من العقاب في مسألة انتهاج الإعلام لأسلوب الكذب، باعتبار أن حق الحصول على المعلومات يندرج في إطار حقوق الإنسان، وأن الكذب على المواطنين جريمة يفترض أن يعاقب عليها القانون.

واقترح (كولون) في سبيل تحقيق هذا الهدف الإجراءات التالية:

-   إجراء فحوصات وتدقيقات للأخبار الإعلامية.

-   جمع محللين اعلاميين في فريق عمل يقوم بإجراء هذه التدقيقات على الأخبار الإعلامية.

-   إنشاء مرصد دائم للإعلام يقوم برصد كل ما يدخل في إطار الكذب والتضليل الإعلامي المنظم.

-   تشجيع الإعلام المستقل المباشر على الانترنت.

بينما تناول (طارق رمضان) مسألة الدين ودوره في الحوار بين الثقافات. واعتبر أن فكرة الحوار لا يجب أن تكون ذريعة لتجنب طرح المسائل الحساسة للبحث. واعتبر أن المشكلة اليوم تكمن في عدم معرفة الأطراف المعنية بأنفسها وتاريخها قبل مسألة عدم معرفتها بالآخر. كما رأى أنه يتوجب على الجميع الاقرار بأن الأديان باقية وانطلاقاً من هذه الحقيقة ينبغي بناء الحوار بين الأطراف المختلفة على أساس الإرث المشترك، وتناول المسائل والمشاكل الحقيقية بشجاعة وتواضع، معتبراً أن لكل حضارة تناقضاتها.

في حين تناول (الأب ميشيل ليلون) مسألة الحوار بين الثقافات من خلال الحوار بين الأديان وركز على ما يحصل في مدينة القدس وما يعانيه الشعب الفلسطيني هناك. وأشار إلى أن « القدس، المدينة المقدسة التي يلتقي فيها المسلمون والمسيحيون واليهود للصلاة… تعجز فيها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية عن تطبيق قرارات الأمم المتحدة.. ». واعتبر أن « على السلطات الدينية وممثلي الأديان مجتمعين مطالبة السلطات السياسية بعمل فعال لتحقيق السلام وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة » على الأرض.

 

المصدر: مندوبية ليبيا لدى اليونسكو

Print This Post