توجهات اليونسكو للثماني سنوات المقبلة أمام الدورة 37 للمؤتمر العام

2013/11/18

يجتمع في باريس خمسة رؤساء دول وأربعة نواب رؤساء دول وما يقرب من 150 وزيراً ومندوباً من جميع البلدان البالغ عددها 195 دولة أعضاء اليونسكو خلال الخمسة عشر يوماً المقبلة، وذلك بمناسبة انعقاد المؤتمر العام للمنظمة.

سوف تحدد الدورة السابعة والثلاثون للمؤتمر العام استراتيجية المنظمة وتوجيهاتها للثماني سنوات المقبلة. ومن المتوقع أيضاً أن يؤكد المؤتمر العام تسمية إيرينا بوكوفا لولاية ثانية مدتها أربع سنوات لمنصب المديرة العامة. وكان المجلس التنفيذي لليونسكو قد قام في الشهر الماضي بتسمية إيرينا بوكوفا لولاية ثانية.

تُعقد هذه الدورة للمؤتمر العام في مرحلة حاسمة للغاية بالنسبة لليونسكو. فالمنظمة في غمرة عملية إصلاحية كبرى ترمي إلى جعل اليونسكو أكثر مسايرة وفعالية واستجابة لقضايا التنمية الرئيسية التي تخص العالم.

وتحت قيادة إيرينا بوكوفا، شددت المنظمة على تركيز أنشطتها؛ واحتلت موقعاً أقرب إلى ميدان العمل؛ ووسعت نطاق شراكاتها مع القطاع الخاص والمجتمع المدني وسائر المنظمات الدولية الحكومية؛ كما أنها عززت دورها في إطار منظومة الأمم المتحدة.

في مجال التربية، عجلت اليونسكو ببرنامج التعليم للجميع حتى يتم تحقيق أهدافه بحلول عام 2015، ساعية لزيادة الالتزام السياسي إزاء أهداف التعليم للجميع ومحددة الرؤية الخاصة بالتعليم لفترة ما بعد عام 2015، مع اقتران ذلك بتركيز خاص على الجودة.

وفي ما يتعلق بتعزيز الروابط بين العلوم والسياسات من أجل تحقيق الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للتنمية المستدامة، فإنه يكمن في صميم عمل اليونسكو في مجال العلوم.

واقتناعاً بأن الثقافة إنما تشكل عنصراً محورياً في عملية التنمية ـ بوصفها المحرك للنمو الاقتصادي والاندماج الاجتماعي ـ فإن اليونسكو تبذل جهوداً حثيثة لدمج الثقافة في الخطة الدولية للتنمية المستدامة. وفي الوقت عينه، تقوم المنظمة بإعادة التفكير في مجموع قناعاتها الرامية إلى صون التراث الثقافي وإلى العمل على تنفيذها بشكل عاجل، ولاسيما تنفيذ اتفاقية عام 1970 الخاصة بمكافحة الاتجار غير المشروع بالقطع الثقافية.

أما الدفاع عن حرية الصحافة وحرية التعبير فهو ما يركز عليه عمل اليونسكو في مجال الاتصال، مع اقتران ذلك، على سبيل المثال، بدعم نمو وسائل إعلام مستقلة ومتعددة، وتطوير الأطر القانونية، وتحسين إعداد الصحفيين، وتعزيز تنفيذ خطة على نطاق الأمم المتحدة لتحسين سلامة الصحفيين.

وبالإضافة إلى ذلك، تغلبت اليونسكو على الأزمة المالية التي وقعت بعد تصويتها على قبول عضوية فلسطين عام 2011 وفقدان الدعم المالي الذي كانت تقدمه الولايات المتحدة. وبلغت مساهمات الولايات المتحدة التي لم يتم الوفاء بها ما نسبته 22 في المائة من ميزانية المنظمة، وهو ما يمثل خسارة مقدارها 220 مليون دولار خلال الأعوام الثلاثة من 2011 حتى الآن. ولمواجهة هذا الموقف، عجلت المديرة العامة بعملية الإصلاح وأوقفت جميع التكاليف غير الرئيسية وجمعت مبلغ 75 مليون دولار من خلال صندوق طوارئ. واليوم، تحقق التوازن في حسابات المنظمة.

من المتوقع أن يوافق المؤتمر العام على برنامج من شأنه تعزيز الإصلاحات وتشكيل السياسات اللازمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي سيسترشد بها  المجتمع الدولي في السنوات المقبلة، وذلك في مجال التربية والثقافة والتنمية. كما سيُطالب المؤتمر العام بالموافقة على خطة إنفاق بمبلغ 507 ملايين دولار للمنظمة للعامين المقبلين.

وتقوم كل من السيدة كاتالين بوغيياي (المجر)، رئيسة المؤتمر العام، والسية أليساندرا كومينز، رئيسة المجلس التنفيذي، والسيدة إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، بافتتاح الحدث في صباح اليوم، 5 نوفمبر، وذلك بحضور سمو الأميرة ماري (الدنمرك). ومن الأمور التي سيتم البت فيها أولاً اعتماد جدول أعمال المؤتمر وانتخاب رئيس جديد للمؤتمر العام. وكان المجلس التنفيذي قد اقترح السيد هاو بينغ، نائب وزير التربية والتعليم في الصين.

تشمل المعالم البارزة للمؤتمر العام ما يلي:

  • سوف يحضر منتدى الرؤساء في 6 نوفمبر رؤساء دول وممثلون رسميون رفيعو المستوى. وستتركز مناقشاتهم على تحديد خطة التنمية الدولية لفترة ما بعد عام 2015 في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال. ومن المشاركين في المنتدى فخامة السيدة لورا شينشيلا، رئيسة كوستاريكا، وفخامة السيد المنصف المرزوقي، رئيس تونس، والسيد الغرداس يوتكيفيشيويس، رئيس حكومة ليتوانيا. كما سيلقي السيد محمد جواد ظريف، وزير خارجية إيران، والدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، والسيدة ماري ـ مادلين مبورانتسو، رئيسة المحكمة الدستورية في الجابون، كلمات في هذا المنتدى.
  • في 6 و7 نوفمبر، ستُعقد ندوة علمية بشأن الجمجمة التي تُعرف باسم « توماي » في تشاد ويعتقد الكثيرون أنها تعود إلى أقدم أسلاف الإنسان الحالي المعروفين. وفي 11 نوفمبر، سيقدم فخامة السيد إدريس ديبي إتنو، رئيس تشاد، نسخة مطابقة لهذه الجمجمة إلى اليونسكو، وذلك في احتفال تحضره إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو.
  • في 7 نوفمبر، سيلقي فخامة السيد رفائيل كوريا، رئيس الإكوادور، كلمة في الجلسة العامة للمؤتمر العام (الساعة 3 بعد الظهر، القاعة رقم 1). كما سيلقي رئيس مؤسسة فرسان مالطة كلمة أمام المؤتمر في اليوم نفسه (الساعة 12،45 بعد الظهر) بمناسبة مرور 900 سنة على إنشاء منظمة فرسان مالطة.
  • سيتم انتخاب المديرة العامة لليونسكو في 12 نوفمبر. وكان المجلس التنفيذي قد قام بتسمية إيرينا بوكوفا لولاية ثانية مدتها أربعة أعوام. وسيُقام الاحتفال بتقليد المنصب في 19 نوفمبر (الساعة 5 بعد الظهر، القاعة رقم 1).
  • سينطلق تقريران رئيسيان أثناء المؤتمر العام. ففي 14 نوفمبر (الساعة 2 بعد الظهر، القاعة رقم 11)، ستُقدم نسخة خاصة من تقرير الاقتصاد الإبداعي تحت عنوان « توسيع نطاق مسارات التنمية المحلية« . وفي 15 نوفمبر، سيصدر تقرير اليونسكو عن العلوم الاجتماعية تحت عنوان  » البيئات العالمية المتغيرة ». ويشمل هذا التقرير مساهمات من أكثر من 150 عالم متخصص في المجال الاجتماعي، مثل الأنثروبولوجيين، وعلماء الاقتصاد، وخبراء التنمية، والجغرافيين، والمتخصصين في العلوم السياسية، وعلماء النفس وعلماء الاجتماع.

المصدر: اليونسكو

Print This Post