تكريم ذكرى نيلسون مانديلا

2014/07/20

« في بعض الأحيان ينبغي على جيل أن يكون عظيما، وبإمكانكم أن تمثلوا هذا الجيل العظيم. دعوا عنفوانكم يُزهر ». قال نيلسون مانديلا، سفير اليونسكو للنوايا الحسنة، في أحد أقواله الشهيرة (الرابط الأول) « .

إن لدعوته هذه معنى خاص، لا سيما بمناسبة اليوم العالمي لنيلسون مانديلا، (18 يوليو) الذي احتفل بمناسبته لأول مرة في عام 2010. فأفضل طريقة لتكريم ذكراه هي أن نمثل حقا « هذا الجيل العظيم » من خلال ضمان انتشار قيمه في المجتمعات الحالية.

إن حياة مانديلا درس بالنسبة إلينا جميعا، والانتصار الذي أحرزه على نظام الفصل العنصري غيّر التاريخ بأكمله وأصبح جزءا من تراث البشرية المشترك. لقد تم القبض عليه في عام 1962 على أنه ساهم كناشط مناهض لهذه السياسة ثم حكم عليه بالسجن مدى الحياة في محاكمة ريفونيا .

تقول المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا « لقد شكل هذا الحدث نقطة تحول في مقاومة نظام الفصل العنصري من أجل الحرية في جنوب أفريقيا ولحظة قاطعة في الكفاح العالمي من أجل حقوق الإنسان وكرامته ».

أُدرجت تسجيلات محاكمته وأرشيف الكفاح من أجل الحرية، لا سيما خطابه المقاوم الذي ألقاه من داخل قفص الاتهام، في سجل اليونسكو لذاكرة العالم المكرسة للتراث الوثائقي للإنسانية.

قضى مانديلا مدة 27 عاما في جزيرة روبن، وهو أسوأ سجون نظام جنوب أفريقيا للسجناء السياسيين. والآن يندرج هذا الموقع في قائمة التراث العالمي لليونسكو، كرمز لانتصار الحرية والديمقراطية على الظلم والعنصرية.

وفي عام 1991، حاز كل من نيلسون مانديلا ورئيس جنوب افريقيا، في ذلك الحين، فريدريك ويليام دى كليرك، الذي أمر بإطلاق سراحه، على جائزة اليونسكو للسلام « فيليكس هوفويه بوانيه ».

وأعلن مانديلا في خطاب القبول قائلا « علينا أن ننضم نحن كأشخاص وكذلك كحركة إلى موجة الحرية العالية هذه، لأننا مقتنعون بأن الحكومات المسؤولة لا تصنعها حكمة القادة، بل يصنعها الالتزام السياسي للشعوب ».

وبعد أربعين عاما على انسحابها من اليونسكو عادت دولة جنوب أفريقيا وانضمت إلى المنظمة تحت قيادته في عام 1994.

وقد جسّدت تحركات مانديلا المختلفة فكرة « السلام يوما بيوم » التي تعتبر نبراس عمل اليونسكو. ففي عام 1970، كانت اليونسكو أول منظمة في الأمم المتحدة تقيم علاقات مع حركات التحرر التي اعترفت بها منظمة الوحدة الأفريقية. فدعمتها بتدريب المعلمين، وتوفير المعدات اللازمة للمدارس ومخيمات اللاجئين.

ولا تزال اليونسكو تؤمن بشدة بأن التعليم ينتج الأمل والتغيير. وأكّد مانديلا في رسالة له وجهها إلى مؤتمر اليونسكو حول احتياجات ضحايا الفصل العنصري التعليمية في جنوب أفريقيا؛ على ضرورة حل أزمة تعليم الفصل العنصري كوسيلة لوضع « قاعدة قوية لدولة ديمقراطية غير عنصرية، التي يجب أن تخرج من تحت رماد نظام الفصل العنصري المخزي ».

وتقول المديرة العامة لليونسكو بمناسبة يوم نيلسون مانديلا « إن اليونسكو تسعى باستمرار إلى مواجهة الظلم بالمعرفة، من أجل تعزيز الحقيقة التاريخية من خلال منشورات علمية وبيانات ضد نظام الفصل العنصري »، وأضافت إلى ذلك « ولا نزال نقوم بذلك، لأن فهم أحداث الماضي هو ما سيساعدنا على بناء مستقبل قائم على مبدأ احترام حقوق الإنسان وكرامته. وهنا تكمن أهمية مشروعنا حول الاستخدام التربوي لتاريخ إفريقيا العام في المدارس الأفريقية.

إن ملحمة مانديلا فصل أساسي من تاريخ القرن العشرين. ومن واجبنا اتباع خطاه، وإنشاء العالم الأفضل الذي أثبت لنا أنه في متناول يدنا.

ومن هذه الروح، ستطلق اليونسكو ابتداء من يوم 31 أكتوبر2014، ولمدة عام، احتفالات بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس المنظمة. وستشمل هذه الاحتفالات حدثا كبيرا مخصصا لنيلسون مانديلا، الرجل الذي سهر على النهوض بالسلام على أساس الاحترام والتفاهم المتبادل والتسامح، الذي له صدى مدوٍّ في مهمة اليونسكو.

المصدر: اليونسكو (بتصرف)

Print This Post