الخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015؛ بند على جدول أعمال الدورة 191 للمجلس التنفيذي

2013/04/6

دعا المجلس التنفيذي في دورته 190، « المديرة العامة إلى أن تقدم إليه في دورته الحادية والتسعين بعد المائة، بالتشاور مع الدول الأعضاء، تقريراً عن مشاركة اليونسكو في إعداد الخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015، وعن الاستراتيجية العامة للمنظمة للتأثير في صياغة هذه الخطة بشكل عام، وعن الجهود الترويجية التي ستبذلها اليونسكو في هذا السياق تحديداً لتشجيع التعليم » (الفقرة 9). وقد أعدت المديرة العامة الوثيقة التالية التي تهدف إلى الاستجابة لهذا الطلب:

الخلفية

1 -    بموجب القرار 190م ت/7 (أولاً)، دعا المجلس التنفيذي « المديرة العامة إلى أن تقدم إليه في دورته الحادية والتسعين بعد المائة، بالتشاور مع الدول الأعضاء، تقريراً عن مشاركة اليونسكو في إعداد الخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015، وعن الاستراتيجية العامة للمنظمة للتأثير في صياغة هذه الخطة بشكل عام، وعن الجهود الترويجية التي ستبذلها اليونسكو في هذا السياق تحديداً لتشجيع التعليم » (الفقرة 9). وتهدف هذه الوثيقة إلى الاستجابة لهذا الطلب.

2 -    وإن التركيز على تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية وغيرها من الأهداف الإنمائية المتَّفق عليها دولياً بحلول عام 2015 يمثل أولوية. فكلما كان العالم قادراً على تحقيق مجموعة الأهداف الهامة هذه على نحو جماعي، أُتيحَت إمكانية بناء الثقة وتعزيز الدعم من أجل وضع خطة إنمائية جريئة وطموحة لفترة ما بعد عام 2015. ويُنفَّذ حالياً عدد كبير من العمليات المترابطة بهدف التوصل إلى خطة إنمائية شاملة متفق عليها دوليا. ويتعين على الخطة الإنمائية الجديدة، من جهة، أن تستند إلى إعلان الألفية وإنجازات الأهداف الإنمائية للألفية وتُعالج ما تبقى من ثغرات متصلة بتحقيق هذه الأهداف. وعليها أن تتصدى، من جهة أخرى، للتحديات الجديدة والناشئة وأن تكون جريئة وطموحة.

3 -    وسيكون من الأهمية بمكان أن تسهم اليونسكو إسهاماً استباقياً وفعالاً في إعداد هذه الخطة على عدة أصعدة:
إذ سيكون للخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015 أثر مباشر على وثائق اليونسكو البرنامجية، ولا سيما استراتيجيتها المتوسطة الأجل الممتدة ثماني سنوات وبرامجها المخطط لتنفيذها على مدى أربع سنوات؛ وفي الوقت عينه، تلتزم اليونسكو بإدراج مجالات اختصاصها في عملية إعداد الخطة لفترة ما بعد عام 2015.

صياغة خطة إنمائية عالمية لفترة ما بعد عام 2015

4 -    كما ذُكر أعلاه، استُهل عدد من العمليات المترابطة بهدف صياغة خطة إنمائية لفترة ما بعد عام 2015. وقد أعطت الدول الأعضاء توجيهات واضحة، إبان مؤتمر القمة بشأن الأهداف الإنمائية للألفية الذي عقد في عام 2010 ومؤتمر ريو +20 الذي عقد في عام 2012، تفيد بأنه يتعين على عمليات إعداد خطة الأمم المتحدة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015 أن توضح ما يلي:

(أ‌)       أن الأمين العام للأمم المتحدة قد وضع عملية متعددة المستويات تشمل ما يلي: (1) لجنة الشخصيات البارزة الرفيعة المستوى المعنية بالخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015؛ (2) وفريق عمل الأمم المتحدة المعني بالخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015؛ (3) والمشاورات المواضيعية الوطنية والعالمية التي تقودها مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية؛ (4) والمشاورات الإقليمية التي تقودها اللجان الإقليمية؛ (5) ومشاورات القطاع التجاري من خلال الاتفاق العالمي للأمم المتحدة ؛ (6) ولجنة العلوم والتكنولوجيا من خلال شبكة حلول التنمية المستدامة. ويتعين إشراك المجتمع المدني في جميع مجالات العمل.

(ب‌)    ومتابعةً لمؤتمر ريو +20، استهلت الدول الأعضاء عدداً من العمليات التي تهدف إلى تحديد خطة عالمية جديدة. وشكل إنشاء فريق عامل مفتوح العضوية مكلف بوضع أهداف إنمائية مستدامة عاملاً أساسياً في هذا المجال. وقد تم فعلاً تأليف هذا الفريق ويُتوقَّع أن يقدم تقريره إلى الجمعية العامة في دورتها الثامنة والستين، في أيلول/سبتمبر 2013. وتشمل النتائج الإضافية لمؤتمر ريو تعيين لجنة مؤلفة من 30 خبيراً معنيين بتمويل التنمية المستدامة، وإنشاء المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة.

5 -    وشُدِّد على أنه في حين يُعتبر من الهام أن يُتاح للعمليات المتنوعة أن تتقدم وتتطور بطريقة منفصلة، ثمة تأييد واسع النطاق لوضع خطة إنمائية واحدة ومتماسكة لفترة ما بعد عام 2015، مع مجموعة واحدة وشاملة من الأهداف ذات الصلة.

مشاركة اليونسكو في وضع الخطة الإنمائية العالمية لفترة ما بعد عام 2015

6 -    تشكل التربية والعلوم والثقافة والاتصال والمعلومات محركات أساسية واستراتيجية لخطة عمل إنمائية شاملة مبنية على الاستدامة، والمساواة وحقوق الإنسان. وتشتمل استراتيجية المنظمة للمشاركة في إعداد خطة إنمائية لفترة ما بعد عام 2015 على ما يلي:

  • مشاورات داخلية واسعة النطاق عبر لجنة توجيهية معنية بفترة ما بعد عام 2015، تُشارك فيها قطاعات البرامج والوحدات المركزية، وتضم زملاء من مقر المنظمة ومكاتبها الميدانية، برئاسة مساعد المديرة العامة للتخطيط الاستراتيجي؛
  • المشاركة الفاعلة في مجالات مختلفة من العمليات المتصلة بإعداد الخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015 على الصعيد العالمي والإقليمي والوطني (انظر أدناه لمزيد من التفاصيل)؛
  • إنتاج وثائق تحث على التفكير وبحوث معمقة في المجالات المواضيعية ذات الصلة لتعميمها على الجهات المعنية؛
  • إنشاء موقع على شبكة الإنترنت مخصص لفترة ما بعد عام 2015 يوفر مساحة تقدم معلومات شاملة عن رؤية اليونسكو بشأن هذه الفترة ومشاركتها فيها بالإنجليزية:  http://www.unesco.org/new/en/post-2015/ والفرنسية: http://www.unesco.org/new/fr/post-2015/، فضلاً عن مواد التواصل الأخرى.

النشاط على الصعيد العالمي/المشترك بين الوكالات

7 -    أقر مؤتمر ريو +20 بعدد كبير من أهداف اليونسكو كأهداف جوهرية. وتشكّل الوثيقة الختامية للمؤتمر وعمليات متابعته أساساً متينا ًلبناء الخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015. وأعاد مؤتمر ريو +20 تأكيد أن تعميم الانتفاع بالتعليم الابتدائي وبالتعليم الجيد في جميع المستويات « ضروري لتحقيق التنمية المستدامة ». وشدد على الأهمية الكبرى للتعليم من أجل التنمية المستدامة، وأقر بأن العلوم تقع في صميم الاستدامة. وحدد المياه والمحيطات والتنوع البيولوجي كمجالات مواضيعية ومسائل مشتركة بين القطاعات. وشددت الوثيقة الختامية للمؤتمر أيضاً على أهمية تكنولوجيات المعلومات والاتصالات وشبكات النطاق العريض بالنسبة إلى التنمية المستدامة، وأشارت إلى أهمية التنوع الثقافي، والسياحة الثقافية، ومعارف الشعوب الأصلية. وتوفر الوثيقة الختامية لمؤتمر ريو +20 كذلك دعماً قوياً للعمليات الرامية إلى وضع إطار البرنامج الذي يتعين اعتماده بعد عقد الأمم المتحدة للتعليم من أجل التنمية المستدامة
(2005-2014)، والذي يشكل جزءاً أساسياً من الخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015. وفي إطار العملية الخاصة بفترة ما بعد عام 2015، ترتكز اليونسكو على إقرار مؤتمر ريو +20 بمجالات اختصاصها.

8 -    واليونسكو مساهم فاعل في جميع الآليات والأفرقة الهامة التي ما فئتت تقدم إسهاماتها في عملية فترة ما بعد عام 2015 على الصعيد العالمي وعلى المستوى المشترك بين الوكالات أو التي كُلّفت بذلك. وتشمل هذه الأفرقة بوجه خاص فريق عمل منظومة الأمم المتحدة المعني بخطة الأمم المتحدة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015، وفرقة عمل الأمم المتحدة المعنية بتنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية، وفرقة عمل مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية المعنية بالثقافة والتنمية، فضلا عن الفريق المشترك بين الوكالات والخبراء المعني بمؤشرات الأهداف الإنمائية للألفية.

9 -    ويضم فريق عمل منظومة الأمم المتحدة المعني بخطة الأمم المتحدة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015 ممثلين عن كيانات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ويتشارك في ترؤسه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة لتوفير رؤية مشتركة لمنظومة الأمم المتحدة فيما يتعلق بالخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015. وقد أسهمت اليونسكو إسهاماً جوهرياً في تقرير فريق عمل الأمم المتحدة الصادر بعنوان « تحقيق المستقبل الذي نصبو إليه »، الذي صدر في حزيران/يونيو 2012، وبخاصة من خلال صياغة وثائق عن التربية والثقافة، والإسهام في إعداد وثائق عن العلم والتكنولوجيا والابتكار وحقوق الملكية الفكرية، فضلاً عن الحوكمة والتنمية. ويُستخدم تقرير الأمم المتحدة والوثائق المتصلة به حالياً كمراجع للمشاورات والمناقشات المتعلقة بالخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015 والجارية ضمن منظومة الأمم المتحدة برمتها. واليونسكو عضو فاعل أيضاً في جميع الأفرقة الفرعية التابعة لفريق عمل الأمم المتحدة، ومنها فريق الدعم الفني المكلّف بتقديم إسهامات أولية للفريق العامل المفتوح العضوية المعني بأهداف التنمية المستدامة.

10-   إضافة إلى ذلك، تقود منظومة الأمم المتحدة سلسلة من المشاورات المواضيعية العالمية مع الأوساط الأكاديمية، ووسائل الإعلام، والقطاع الخاص، وأرباب العمل والنقابات العمالية، والمجتمع المدني وغيرها من الجهات لمناقشة مسائل أساسية تتعلق بالخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015[1]. وتتشارك اليونسكو واليونيسف في قيادة المشاورة المواضيعية العالمية بشأن التعليم. وفي إطار هذه المشاورة، أُنشئت منصة التعليم على شبكة الإنترنت، واستُهلت المناقشات الإلكترونية في كانون الأول/ديسمبر 2012. أما المناقشات الإلكترونية الميسَّرة، التي ستستمر حتى آذار/مارس 2013، فستركّز على أربعة مجالات محددة هي: (1) المساواة في الانتفاع بالتعليم (10-24 كانون الأول/ديسمبر 2012)؛ (2) نوعية التعلّم (8-21كانون الثاني/يناير 2013)؛ (3) المواطنة والمهارات والوظائف العالمية (23 كانون الثاني/يناير – 6 شباط/فبراير)؛ (4) الحوكمة وتمويل التعليم (10-24 شباط/فبراير). ويتمثل الهدف العام من المشاورة بشأن التعليم في التوصل إلى عملية ومناقشة شاملتين بشأن أهمية الأولوية المتزايدة التي توليها الخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015 لنوعية التعليم الأساسي وما بعد الأساسي والاستثمارات المتزايدة التي تخصصها لها. وقد عرضت المديرة العامة المشاورة المواضيعية العالمية بشأن التعليم على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة (نيويورك، 5 آذار/مارس 2013). وشاركت أيضاً في افتتاح معرض « رحلات إلى المدرسة » في مقر الأمم المتحدة، وهو معرض نظمته اليونسكو بالتعاون مع شركائها وافتتحه الأمين العام للأمم المتحدة.

11-   وتشمل أهداف اليونسكو المحددة المتصلة بهذه العمليات ما يلي:

  • تشجيع المناقشة والتحليل النقدي بشأن ما قدمه التعليم للجميع والهدف الإنمائي الثاني للألفية المعني بالتعليم والهدف الإنمائي الثالث للألفية المعني بالمساواة بين الجنسين، فضلاً عن التعليم من أجل التنمية المستدامة، من دعم لإتاحة تقدُّم التعليم وتحقيق المساواة، بغية تحديد الثغرات المتبقية والمسائل الجديدة وتوليد توافق الآراء بشأن الطريقة الفضلى لإبراز التعليم والتدريب والتعلّم في الإطار الإنمائي لفترة ما بعد عام 2015؛
  • النظر في سلسلة من الخيارات والاستجابات فيما يخص السياسات (على الصعيد المحلي والوطني والدولي) وفي كيفية نشرها لإعداد الخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015؛
  • وضع أفكار حول كيفية قياس إمكانية إحراز تقدم أكبر على صعيد نوعية التعليم والإنصاف، بما في ذلك تبين الأهداف وكيفية تحديدها وملكية الحكومات لها ومساءلتها بشأنها؛
  • استرعاء الانتباه إلى الحاجة إلى ضمان التزام جماعي للحكومات، وممثلي أرباب العمل والقوة العاملة، وقادة الشركات، ومنظمات المجتمع المدني والجمهور بهدف الحرص على أن تكون الاستثمارات في التعليم الأساسي وما بعد الأساسي والتدريب قابلة للتنبؤ بها، ومستدامة، وملائمة وفعالة من حيث تزويد الشباب بالمهارات التي يحتاجون إليها.

12-   وتسهم اليونسكو إسهاماً فاعلاً في المشاورة المواضيعية العالمية بشأن المياه من خلال تقديم إسهاماتها في المشاورات بشأن بـ »مسارات العمل » الثلاث التالية: المياه والمرافق الصحية والنظافة الصحية؛ وإدارة الموارد المائية؛ وإدارة مياه الصرف الصحي ونوعية المياه. وتتمحور إسهامات اليونسكو، التي تشدد بشكل خاص على أمن المياه، حول مجالات التركيز الأربعة الأساسية المحددة في الخطة الاستراتيجية للمرحلة الثامنة من البرنامج الهيدرولوجي الدولي للأعوام 2014-2021، فضلاً عن المجالات الأخرى التي يتمتع فيها البرنامج بخبرة قوية ويضطلع فيها بدور ريادي على الصعيد الدولي. وتشمل هذه المجالات وضع نهوج ابتكارية للتكيف مع تغير المناخ في ما يخص الموارد المائية، والكوارث الطبيعية المتصلة بالمياه، وإدارة مياه الصرف الصحي ونوعية المياه، والمياه العابرة للحدود، والمياه في العالم الحضري، والتثقيف عن المياه وبناء القدرات، وتعميم مراعاة المنظور الجنساني في إدارة المياه. وقد حشدت اليونسكو شبكة اللجان الوطنية للبرنامج الهيدرولوجي الدولي، والمراكز والكراسي الجامعية المعنية بالمياه للإسهام إسهاماً فاعلاً في المشاورة المواضيعية العالمية بشأن المياه وعمليات المشاورة الوطنية بشأن الخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015. وشاركت اليونسكو مشاركة فاعلة في المشاورة بشأن إدارة الموارد المائية وإدارة مياه الصرف الصحي ونوعية المياه في فترة ما بعد عام 2015 (جنيف، 27-28 شباط/فبراير).

13-   وتسهم اليونسكو أيضاً إسهاماً جوهرياً في المشاورة المواضيعية العالمية بشأن الاستدامة البيئية بوصفها عضواً في اللجنة التوجيهية. فقد قدمت، من بين أمور أخرى، ورقة مشتركة بين القطاعات للمناقشات الإلكترونية وأسهمت في التخطيط لاجتماع القيادات الذي يُعقد في 18 و19 آذار/مارس في كوستاريكا. كما قدمت اليونسكو إسهاماتها وملاحظاتها في إطار مشاورات مواضيعية عالمية أخرى، من خلال أوراق عن وسائل الإعلام والحد من مخاطر الكوارث والسكان الأصليين، على سبيل المثال.

14-   وتشارك المنظمة، بوصفها عضواً في فرقة عمل مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية المعنية بتنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية، في إعداد التقريرين التوليفيين اللذين سيرتكزان على استنتاجات المشاورات المواضيعية العالمية والمشاورات الوطنية والإقليمية، واللذين يُتوقَّع أن يقدَّما إلى لجنة الشخصيات البارزة الرفيعة المستوى المعنية بالخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015، والفريق العامل المفتوح العضوية المعني بأهداف التنمية المستدامة والجمعية العامة للأمم المتحدة.

15-   وتشمل المبادرات الأخرى ذات الصلة تشكيل فريق عمل مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية المعني بالثقافة والتنمية الذي أنشأته مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية في أيلول/سبتمبر 2012، والذي يترأسه مساعد المديرة العامة لقطاع الثقافة. ويتوقَّع من فريق عمل مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية، الذي يستهدف تعزيز إسهام الثقافة في برنامج الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وفي تنفيذه على الصعيد الوطني، أن يسهم إسهاماً جوهرياً في عملية فترة ما بعد عام 2015. وإضافة إلى ذلك، تتعاون اليونسكو مع شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، وهي شبكة دولية مستقلة تهدف إلى حشد الخبرات العلمية والتقنية من الأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني، والقطاع الخاص بقيادة جيفري ساكس، من أجل دعم حل مشكلات التنمية المستدامة.

المستويان الإقليمي والوطني

16-   تلتزم مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية بالقيام بعملية شاملة تقودها الجهات المعنية، استناداً إلى الدروس المستخلصة التي تشير إلى أن خطة الأهداف الإنمائية للألفية قد اعتُبرت في أحيان عدة وكأنها تطبق بشكل مفرط نهج من « أعلى إلى أسفل »، وهي تنظم مشاورات إقليمية ووطنية واسعة النطاق بشأن الخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015. وعلى الصعيد الإقليمي، نظمت اللجان الإقليمية التابعة للأمم المتحدة سلسلة من المشاورات الشاملة شبه الإقليمية والإقليمية لتحديد وجهات النظر في ما يتصل بالخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015، ولا تزال تخطط لتنظيم مثل هذه المشاورات. وأما على الصعيد الوطني، فتُنظم مشاورات وطنية في حوالى 100 بلد للمساعدة في صياغة الخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015. وتشارك اليونسكو مشاركة فاعلة في هذه المشاورات، وبخاصة من خلال عملها في الميدان.

17-   وفي ما يلي بعض الأمثلة المختارة عن أنشطة اليونسكو على الصعيدين الإقليمي والوطني:

  • نظم مكتب اليونسكو في بانكوك الاجتماع « ما بعد عام 2015 – إعادة النظر في التعلّم في عالم متغيّر » (تشرين الثاني/نوفمبر)، بدعم من وزارة التربية والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا في اليابان. وما فتئ مكتب اليونسكو في بانكوك يتعاون مع المنظمات الشبابية في ميانمار للنظر في إمكانية وضع سياسة شبابية وطنية لميانمار من شأنها أن تهيئ البلد لمرحلة ما بعد الأهداف الإنمائية للألفية.
  • نظم مكتب اليونسكو في جاكارتا أربع مشاورات موجهة للشباب في أندونيسيا (جاكارتا، تشرين الثاني/ نوفمبر 2012)، وشارك في المؤتمر الوزاري الآسيوي – الأوروبي للثقافة (يوغياكارتا، أيلول/سبتمبر 2012)، وفي المؤتمر الوزاري الآسيوي الخامس بشأن الحد من الكوارث (يوغياكارتا، تشرين الأول/أكتوبر 2012)، وفي المنتدى العالمي للشباب (بالي، كانون الأول/ديسمبر 2012)، وفي المشاورات الإقليمية للجنة الشخصيات البارزة الرفيعة المستوى (بالي، كانون الأول/ديسمبر 2012).
  • ويشارك مكتب اليونسكو في مونتيفيديو في المناقشات المتصلة بفترة ما بعد عام 2015 في إطار مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي والمكتب الإقليمي للمجلس الدولي للاتحادات العلمية. ويعمل مع معهد اليونسكو للإحصاء على إعداد ورقة بحث عن القدرات العلمية والتكنولوجية من أجل الخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015.
  • وقام مكتب اليونسكو في سانتياغو بإنشاء فريق عامل مشترك بين الوكالات مع اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (بالإسبانية CEPAL) لوضع تصميم مشترك لخطة التعليم لفترة ما بعد عام 2015 لمنطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، وذلك منذ أيلول/سبتمبر 2012. وقد وُضِع عدد من الدراسات المشتركة ونظِّم عدد من الأحداث المشتركة، مثل الاحتفال بإصدار التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع في تشرين الأول/أكتوبر 2012. ويجري العمل على توسيع الفريق العامل ليشمل منظمات أخرى من منظمات الأمم المتحدة، ومنظمات غير حكومية، ومؤسسات، فضلاً عن القطاع الخاص.
  • ويسهم مكتب اليونسكو في البندقية، بوصفه عضواً في مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية لأوروبا وآسيا الوسطى، في إعداد وثيقة ترويجية إقليمية لبلدان اللجنة الاقتصادية لأوروبا، وذلك متابعةً للوثيقة العالمية الصادرة بعنوان « المستقبل الذي نصبو إليه » على الصعيد الإقليمي. ويقدم مكتب اليونسكو في البندقية إسهامات للمشاورات الوطنية في منطقة أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى عبر فريق الأمم المتحدة الوطني.
  • ويدعم مكتب اليونسكو في أديس أبابا عملية المشاورات الوطنية فيما يتعلق بفترة ما بعد عام 2015 في إثيوبيا. ويقوم فريق عمل وطني بالتحضير للمشاورة الوطنية النهائية، المزمع عقدها في أديس أبابا في شباط/فبراير 2013. وشاركت اليونسكو في هذه العملية من خلال إسهاماتها التقنية في وثيقة المعلومات الأساسية.
  • وأدار مكتب اليونسكو في عمّان مشاورة وطنية رسمية مدتها يومان عن التعليم في فترة ما بعد عام 2015 في الأردن، وشارك في المشاورة شباب ومدرسون وآباء ومجموعات من المجتمع المدني وراسمو سياسات من شتى أنحاء البلد.

جهود تأييدية إضافية ذات صلة

18-   قامت اليونسكو بإدراج مسألة مناقشة خطة فترة ما بعد عام 2015 على جدول أعمال اجتماعات التعليم للجميع وشبكاته، وذلك بهدف تعزيز التزامها بالتعليم وضمان إدراجه في الخطة. فقد عُقِدت أربع مشاورات إقليمية بشأن التعليم للجميع ركزت بوجه خاص على فترة ما بعد عام 2015 في الدول العربية (شرم الشيخ 16-19 تشرين الأول/أكتوبر 2012)، وأفريقيا (جوهاسنبرغ، 16-20 تشرين الأول/أكتوبر 2012)، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (مدينة مكسيكو، 29-30 كانون الثاني/يناير)، وآسيا والمحيط الهادي (بانكوك، 26-27 شباط/فبراير 2013). ونظمت اليونسكو أيضاً مشاورة مع حوالى 150 منظمة غير حكومية معنية بالتربية والتعليم خلال الاجتماع العالمي الخاص بالمشاورة الجماعية للمنظمات غير الحكومية بشأن التعليم للجميع (باريس، 24-26 تشرين الأول/أكتوبر 2012). وقد نُظِّم حَدَث بهذا الصدد على هامش الاجتماع العالمي للتعليم للجميع (باريس،21-23 تشرين الثاني/نوفمبر 2012)، ويسرته اليونسكو واليونيسيف. وفي سياق المشاورة المواضيعية العالمية بشأن التعليم، سيُعقَد اجتماع عالمي (داكار، 18-19 آذار/مارس 2013) لإتاحة فرصة إقامة حوار وجهاً لوجه بين الجهات المعنية الأساسية. وستتم في هذا الاجتماع، مناقشة المشاورات الجارية ومشاريع التوصيات مع صانعي القرارات من الحكومات، ومع لجنة الشخصيات البارزة الرفيعة المستوى المعنية بالخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015 التابعة للأمين العام للأمم المتحدة، ومع غيرها من الجهات المعنية الرئيسية في مجال التربية والتعليم. ويتوقّع أن تُحدَّد التوصيات الرئيسية خلال هذا الاجتماع، على أن يتقدم بها صانعو القرارات هؤلاء ويؤيدوها خلال المناقشات الحكومية الدولية التي ستُعقد خلال العامين المقبلين.

19-   وبفضل التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع، أصبح التعليم يخضع للرصد منذ عام 2002، الأمر الذي يوفر أساساً متيناً لتقييم التقدم المحرز. وتماشياً مع إطار عمل داكار، استهلت اليونسكو عملية تقوم في إطارها البلدان بالتحضير لاستعراضات التعليم للجميع في عام 2015 على الصعيد الوطني خلال عامي 2013 و2014. وسوف تشكل هذه العملية فرصة لتقييم التقدم المحرز وتبين التحديات والاحتياجات الوطنية لوضع أسس السياسات التربوية لفترة ما بعد عام 2015 على الصعيد الوطني. وهذه التقارير، التي تكملها الدراسات والوثائق التقنية، سوف تحدد شكل الاجتماعات الإقليمية التي ستُعقد في النصف الثاني من عام 2014. وستمثل التقارير الإقليمية الناتجة عن هذه الاجتماعات جزءاً من وثائق المعلومات الأساسية الخاصة بمؤتمر عالمي بشأن التعليم يُعقد في عام 2015 وتستضيفه جمهورية كوريا. كما أن عملية التعليم للجميع ستؤثر في العملية الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015 الأوسع نطاقا وستوفر لها معلومات أساسية. وتمهيداً لعام 2015، يمثل إبقاء التعليم في أعلى سلم أوليات الخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015 أمراً حاسماً. وسيتم ذلك عبر تعزيز الأنشطة الترويجية للتعليم كجزء من « الدفعة القوية الأخيرة » التي ستعطى لتحقيق التقدم في التعليم. كما أن المبادرة التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة في عام 2012 بعنوان « التعليم أولاً » ستشكل إحدى الآليات الأساسية لحث قادة العالم على توفير تأييد ودعم أقوى بهدف وضع التعليم في جوهر الخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015. ويفرض وضع خطة فترة ما بعد عام 2015 أيضاً القيام بمشاورات مع مناطق فرعية متنوعة بهدف تحديد الطبيعة المتنوعة للغاية للمنطقة المعنية. ويُخطَّط لتنظيم أنواع أخرى من العمليات الاستشارية، بما ذلك المشاورات ومنتديات المناقشة حول محاور محددة تتصل بخطة فترة ما بعد عام 2015، وذلك في إطار المشاورة المواضيعية بشأن التعليم التي أنشأت من أجلها اليونسكو واليونيسيف فريق عمل إقليمي مشترك لمنطقة آسيا والمحيط الهادي.

20-   وستضمن اليونسكو أن تشكل المساواة بين الجنسين عنصراً مكوناً من عناصر خطة التعليم العالمية لفترة ما بعد عام 2015، مع التركيز بوجه خاص على « المساواة في الفرص » « المساواة في الدخل ». ولمعالجة أولويات أفريقيا في خطة فترة ما بعد عام 2015، ستستند اليونسكو إلى مبادرة ’’التعليم أولاً‘‘ وإلى إعلان نيروبي بشأن تطوير العلوم والتكنولوجيا والابتكار في أفريقيا.

21-   وسيجري تدشين المجلس الاستشاري العلمي للأمين العام للأمم المتحدة، الذي ستستضيف اليونسكو أمانته، وذلك تمهيداً لبلوغ التاريخ المحدد للانتهاء من تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية في عام 2015 ولبدء الخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015، ويتوقَّع أن يسدي مشورة ملائمة في هذا المجال. وتخطط اليونسكو أيضاً لإنتاج عدد من وثائق المواقف بشأن دور العلوم والعلوم الهندسية في التنمية المستدامة. وتسعى السنة الدولية للتعاون من أجل المياه، التي تقودها اليونسكو، إلى تعزيز التعاون الدولي بين المؤسسات، والمستخدمين، والقطاعات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها بهدف التوصل إلى توافق بشأن أهداف فترة ما بعد عام 2015 التي ستعالج على نحو فعال احتياجاتنا المستقبلية على صعيد المياه. ويجري حالياً إعداد وثيقة موقف عن المياه والخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015. وستشارك اليونسكو مشاركة فاعلة في اجتماعات تتصل بالمحيطات متابعةً لمؤتمر ريو +20، وبمبادرة الاتفاق الخاص بالمحيطات التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، وبالتحضير للمؤتمر الدولي الثالث بشأن التنمية المستدامة للدول الجزرية الصغيرة النامية الذي سيُعقد في ساموا في عام 2014.

22-   وسيتميز عام 2013 بسلسلة من الأحداث الرفيعة المستوى والهامة التي تبرز دور الثقافة من أجل التنمية المستدامة بهدف تأييد إدراج الثقافة في الخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015. وفي أيار/مايو 2013، سيشكّل مؤتمر هانغزو الدولي أول اجتماع دولي تُنظِّمه اليونسكو في هذا الموضوع على مستوى الأمم المتحدة، وبمشاركة قادة وخبراء من المجتمع العالمي على نطاق واسع، وذلك منذ مؤتمر ستوكهولم في عام 1998. وإضافة إلى ذلك، قرر رئيس الدورة السابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة عقد مناقشة مواضيعية بشأن الثقافة من أجل التنمية المستدامة، تُشكل مع الاجتماع الاستعراضي الوزاري السنوي لعام 2013 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بشأن « العلوم، والتكنولوجيا والابتكار، وإمكانيات الثقافة في تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف الإنمائية » المقرر عقده في تموز/يوليو 2013، حدثين رئيسيين هامين على الصعيد السياسي، من شأنهما أن يسهما في المناقشات بشأن فترة ما بعد عام 2015. كما أن النسخة الثالثة من تقرير الاقتصاد الإبداعي، الذي ستتشارك اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في نشره بحلول صيف 2013، سوف تكون فرصة لإلقاء الضوء على إسهام الثقافة في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، وفي تحقيق التنمية المستدامة على نطاق أوسع. وفي خريف 2013، ستنظِّم إندونيسيا، بالشراكة مع اليونسكو، المنتدى الأول حول الثقافة في التنمية. وسيشكل هذا المنتدى حدثاً أساسياً يسهم في الخطة المستقبلية. وأخيراً، سيقوم الأمين العام للأمم المتحدة أيضاً بتقديم تقرير، تقود عملية إعداده اليونسكو، إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة التي يُتوقَّع أن تناقش قراراً بشأن الثقافة والتنمية.

23-   وفيما يتعلق بمجتمعات المعرفة، سوف ترتكز اليونسكو على حدث استعراض مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات +10 (باريس، 25-27 شباط/فبراير 2013)، الذي دعا الجهات المعنية إلى الحرص على أن تسهم العبر المستخلصة من عمليات استعراض مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات، عند الاقتضاء، في صياغة الأهداف الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015، فضلاً عن وضع التقارير عن تنفيذ نتائج مؤتمر القمة العالمي في إطار عملية استعراض مؤتمر القمة هذا، الأمر الذي يُسهل صياغة الرؤية لما بعد عام 2015.

24-   وسيساهم التقرير العالمي عن العلوم الاجتماعية لعام 2013 بتعزيز المعرفة بالعلوم الاجتماعية على أساس التحولات الاجتماعية والتغيّر البيئي، وسيُستخدم بهدف التأييد لتسليط الضوء على الرابط بين التنمية المستدامة والاندماج الاجتماعي. وتخطط اليونسكو لتعزيز رؤية شاملة للشباب في شتى أقسام المنظمة تتمثل في تمكين الشباب من المشاركة على نحو استباقي في التنمية المستدامة والسلام.

[1]           تغطي المشاورات المواضيعية العالمية 11 مجالاً: التعليم؛ والمياه؛ والاستدامة البيئية؛ واللامساواة؛ والنزاعات؛ والعنف والكوارث؛ والصحة؛ والحوكمة؛ والنمو والعمالة؛ والقوى المحرّكة السكانية، والغذاء والأمن الغذائي؛ والطاقة.

25-   وتقترح المديرة العامة في الوثيقة على المجلس التنفيذي تبني القرار التالي:

إن المجلس التنفيذي،

1 -  وقد درس الوثيقة 191 م ت/6،

2 -  وإذ يقر بأهمية مشاركة اليونسكو مشاركة فاعلة في العمليات التي تُفضي إلى صياغة الخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015، بحيث يتجلى ما تقدمه التربية والعلوم والثقافة والاتصال والمعلومات من إسهامات؛

3 -  ويعرب عن تقديره للمديرة العامة على المبادرات المتنوعة التي استُهلت فعلاً أو التي يجري العمل على استهلالها على الصعيد العالمي والإقليمي والوطني، والتي تُسلط الضوء على أولويات اليونسكو ومجالات اختصاصها؛

4 -  يدعو المديرة العامة إلى أن تقدم إليه في دورته الثانية والتسعين بعد المائة عن مشاركة المنظمة وعما استجد من تطورات فيما يتعلق بالخطة الإنمائية لفترة ما بعد عام 2015.

المصدر: اليونسكو، بتصرف

Print This Post