اليوم العالمي للغة الأم

2014/02/21

اللغات المحلية من أجل المواطنة العالمية: التركيز على العلوم

يصادف اليوم  21 فبراير اليوم العالمي للغة الأم لعام 2014.

يُعزَّز موقف اليونسكو تجاه التعليم المتعدد اللغات كجزء من الجهود التي تبذلها المنظمة لتعزيز التعليم من أجل المواطنة العالمية.

وتشير اليونسكو إلى أنّ « التعليم من أجل المواطنة العالمية يهدف إلى تمكين المتعلّمين من تأدية دور فعّال على الصعيدين المحلي والعالمي في مواجهة التحديات العالمية، وفي نهاية المطاف، الإسهام على نحو استباقي في إرساء عالم أكثر عدلا، وتسامحا، وشمولية، وأمنا واستدامة ».

ويجسد التنوع اللغوي والثقافي القيم العالمية التي تسهم في تدعيم أسس الوئام والتلاحم في المجتمعات. ولهذا السبب، ستركز المديرة العامة لليونسكو خلال الحفل الخاص باليوم الدولي للغة الأم 2013 على أهمية هذه الرسالة الأساسية وستشدد بوجه خاص على الموضوع الذي اختير لهذا العام وهو الانتفاع بالكتب ووسائل الإعلام الرقمية باللغات المحلية.

وتؤدي الدول الأعضاء في المنظمة، في شتى أنحاء العالم، دوراً رئيسياً في تعزيز اللغات الأم من خلال المؤسسات والرابطات الوطنية التابعة لها. كما تضطلع وسائل الإعلام والمدارس والجامعات والرابطات الثقافية بدور فعال في تعزيز أهداف اليوم الدولي للغة الأم.

وهدف اليوم الدولي للغة الأم 2013 الذي سيُنظَّم تحت شعار « الكتب من أجل التعليم باللغة الأم » هو تذكير الجهات الرئيسية المعنية بالتعليم بأن دعم التعليم باللغة الأم يستلزم دعم إنتاج الكتب باللغات المحلية.

أهمية المواد المكتوبة باللغات الأم:

تشير عبارة « التعليم القائم على اللغة الأم » بوجه عام إلى استخدام اللغات الأم في البيئة المنزلية وفي المدارس. ويُستحسن أن ترتكز عملية اكتساب الكفاءات اللغوية وتعلّم القراءة والكتابة باللغة الأم على موارد مكتوبة تشمل على سبيل المثال لا الحصر المطبوعات والكتب التمهيدية والكتب المدرسية لأن ذلك يدعم التعبير الشفهي. وتسهم المواد المكتوبة باللغات الأم في تعزيز قدرة الدارسين على اكتساب مهارات القراءة والكتابة وفي بناء أسس متينة للتعلّم.

ويوجد في العالم اليوم الكثير من اللغات غير المدونة، علماً بأنه أُحرز بعض التقدم في تطوير قواعد الإملاء. وتجدر الإشارة إلى أن العديد من اللغويين وأخصائي التربية والمعلمين المحليين والدوليين يتعاونون مع شعوب أصلية في أمريكا اللاتينية أو مع قبائل في آسيا مثلاً من أجل تطوير قواعد الإملاء. ويُعتبر استخدام الحواسيب لإنتاج الكتب والتكاليف المنخفضة نسبياً للطباعة الرقمية من الأمور الواعدة فيما يخص إنتاج مواد مكتوبة بتكلفة أقل يمكن لعدد أكبر من الأشخاص أن يشتروها وينتفعوا بها.

التعليم باللغة الأم:

تشجع اليونسكو التعليم الثنائي اللغة أو المتعدد اللغات القائم على اللغة الأم في سنوات التعليم الأولى نظراً إلى أهمية هذا الأمر في بناء أسس متينة للتعلّم. فاستخدام اللغة الأم مع صغار الأطفال في المنزل أو في التعليم ما قبل المدرسي يساعدهم على اكتساب مهارات القراءة والكتابة بلغتهم الأم على نحو سهل، وقد يساعدهم أيضاً على اكتساب لغة ثانية (قد تكون لغة وطنية) في مرحلة لاحقة من تعليمهم المدرسي.

وتشير عبارة « التعليم الثنائي اللغة والمتعدد اللغات » حسب التعريف الذي اعتمدته اليونسكو إلى « استخدام لغتين أو أكثر كوسيلة للتعليم ». واعتمدت المنظمة في عام 1999 عبارة « التعليم المتعدد للغات » للإشارة إلى استخدام ما لا يقل عن ثلاث لغات في التعليم، هي اللغة الأم، واللغة الإقليمية أو الوطنية، ولغة دولية.

وتم التشديد على أهمية التعليم باستخدام اللغة الأم في السنوات الأولى من التعليم المدرسي في عدد من الدراسات والبحوث والتقارير منها التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع الذي تصدره اليونسكو كل سنة.

الأنشطة:

ستستهل اليونسكو فعاليات اليوم الدولي للغة الأم 2013 في حدث سيُنظَّم في مقر المنظمة بباريس بشأن موضوع اليوم الدولي لهذا العام وهو « اللغات الأم والكتب، بما في ذلك الكتب الرقمية والمدرسية ». وسيقوم خبراء في اللغات بتسليط الضوء على الدور الذي تؤديه اللغات الأم في تعزيز التنوع اللغوي والثقافي وفي تطوير التربية المشتركة بين الثقافات من خلال المحفوظات الرقمية للغات العالم على سبيل المثال.

وسيشارك مندوبون من اليونسكو في اجتماع مائدة مستديرة في جامعة إيفري (فرنسا) ستُقدَّم خلاله نتائج دراسة عنوانها « ما هي اللغات التي يستخدمها طلبة جامعة إيفري؟ ». وسيتطرق عدد من الأساتذة الجامعيين والطلبة واللغويين إلى مجموعة من المسائل تتعلق باللغات والتعليم. وسيقدّم مندوبو اليونسكو وجهة نظر المنظمة بشأن التعليم الثنائي اللغة أو المتعدد اللغات القائم على اللغة الأم.

وترتبط فعاليات اليوم الدولي للغة الأم 2013 بمؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات. وتعتزم اليونسكو تنظيم جلسة تتمحور حول التنوع الثقافي والهوية الثقافية والتنوع اللغوي والمضامين المحلية في 26 شباط/فبراير 2013، في إطار الاجتماع الاستعراضي بشأن مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات. والغرض من هذه الجلسة هو تسليط الضوء على ضرورة تعزيز إمكانية الانتفاع بالمضامين التعليمية المحلية وما يتصل بها من معارف ومعلومات من خلال استخدام اللغات المحلية في الكتب المدرسية الرقمية.

أصدرت المديرة العامة لليونسكو، السيدة (إيرينا بوكوفا) رسالة بهذه المناسبة، فيما يلي نصها:

منذ أربعة عشر عاماً، تحتفل اليونسكو وشركاؤها باليوم الدولي للغة الأم، إذ تُنظّم في مختلف أنحاء العالم أنشطة ومؤتمرات وحفلات موسيقية وحلقات بحث من أجل مساعدة كل فرد على استكشاف أهمية التنوع اللغوي وتعدد اللغات.

وحماية اللغات الأم وتعزيزها أساسيان في تحقيق المواطنة العالمية، والتفاهم الحقيقي. فالقدرة على فهم عدة لغات والتحدث بها يؤديان الى فهم أفضل لغنى التفاعلات الثقافية في عالمنا. ويتيح الاعتراف باللغات المحلية لأعداد كبيرة من الأشخاص إمكانية إسماع صوتهم والمشاركة بفعالية في تقرير مصيرهم الجماعي. ولذا تبذل اليونسكو قصارى جهدها من أجل المساهمة في تحقيق التعايش المنسجم لسبعة آلاف لغة تتحدثها الانسانية.

ونشدد هذه السنة بوجه خاص على موضوع « اللغات المحلية من أجل المواطنة العالمية: التركيز على العلوم »، مبينين مدى أهمية دور اللغات في تأمين الانتفاع بالمعارف وتناقلها وتعدديتها. وخلافاً للأفكار الموروثة، فإن اللغات المحلية تتمتع بكامل القدرة على تناقل أحدث المواد العلمية من رياضيات وفيزياء وتكنولوجيا، وإن الاعتراف بهذه اللغات يفتح الباب أمام الاطلاع على العديد من المعارف العلمية التقليدية التي غالباً ما نتجاهلها، ويُغني معارفنا.

وتشكّل اللغات المحلية القسم الأكبر من اللغات المحكية على كوكبنا في المجال العلمي، وهي أيضاً أكثر اللغات تعرضاً للخطر. فإقصاء لغة يؤدي الى حرمان المتحدثين بها من حقهم الانساني الأساسي في الانتفاع بالمعارف العلمية.

بيد أن التقارب بين الشعوب في « القرية العالمية » يزيد من ضرورة العمل على فهم الثقافات وتنمية الحوار بينها. والقاعدة السائدة اليوم في العالم هي استخدام ثلاث لغات على الأقل: لغة محلية، ولغة تستخدم في الاتصال على نطاق واسع، ولغة دولية من أجل التواصل على الصعيدين المحلي والعالمي. وقد يكون هذا التنوع اللغوي والثقافي أهم فرصة لنا في المستقبل من أجل تحقيق الابداع والابتكار والادماج، فدعونا لا نبددها.

وقد ساهم اليوم الدولي للغة الأم خلال ما يربو على عقد من الزمن في إبراز الأدوار المتعددة التي تضطلع بها اللغات في تكوين الفكر بمفهومه الواسع، وبناء مواطنة عالمية يتمتع فيها كل فرد بالوسائل الحقيقية التي تتيح له الاسهام في حياة المجتمعات ومواجهة التحديات التي تفرضها. فإنني أدعو جميع الدول الأعضاء في اليونسكو وفي المنظمة الدولية للفرنكوفونية التي تشارك في الاحتفال بهذا اليوم في عام 2014، والأطراف الفاعلة في المجتمع المدني، والمربين، والرابطات الثقافية ووسائل الاعلام الى متابعة العمل من أجل الوفاء بالعهد الذي قطعته بتحقيق التنوع اللغوي من أجل إحلال السلام وإنجاز التنمية المستدامة.

المصدر: اليونسكو (بتصرف)

Print This Post