اليوم الدولي للغة الأم، لئلا يتقلص قاموس العالم

2012/02/25

من سمع باللغة القلقوتية من قبل؟ إنها احدى اللغات التي تم ادراجها في أطلس اليونسكو للغات العالم المهددة لعام 2011، فإن هذه اللغة تستخدم فقط من قبل حوالي 4 ألاف شخص في قرية على الحدود شمال غرب الباكستان. ومن المحتمل أن تنقرض نصف اللغات المحكية التي يصل مجموعها الى ما يقارب 6000 لغة في العالم، بحلول نهاية القرن الجاري، مع الأخذ في الاعتبار ان 96 بالمئة من هذه اللغات تستخدم فقط من قبل 4 بالمئة من سكان العالم.

« اللغات تمثلنا نحن البشر، و حماية اللغات هي بمثابة حماية لأنفسنا »،ـ قالت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا في رسالتها بمناسبة اليوم الدولي للغة الأم للعام 2012، الذي يحتفل به العالم يوم 21 فبراير من كل عام.

يكتسب التنوع اللغوي والثقافي أهمية استراتيجية لدى مختلف شعوب العالم بفضل تعزيزه وحدة المجتمعات وتماسكها.  فقد أعلن المؤتمر العام لليونسكو اليوم العالمي للغة الأم في نوفمبر 1999 للاعتراف بأهمية التعدد اللغوي، و يهدف هذا الاحتفال إلى تنمية الوعي للتقاليد اللغوية والثقافية القائمة على التسامح والتفاهم والحوار.

التعدد اللغوي حليفنا في السعي الى ضمان التعليم الجيد للجميع، و تيسير الاستيعاب، و مكافحة اشكال التمييز. و لا يمكن إقامة حوار حقيقي الا باحترام اللغات. […] و يمثل التنوع اللغوي تراثنا المشترك، وهو تراث يتسم بالهشاشة. [...] و يمثل التعدد اللغوي  موردا حيا – فعلينا ان نعرف كيف نستغله لصالح جميع البشر. » قالت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا.

هناك وعي متزايد بأن اللغات تلعب دورا أساسيا في التنمية، و ضمان التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات، و تعزيز التعاون، وبناء مجتمعات معرفة شاملة، والحفاظ على التراث الثقافي وتوفير التعليم الجيد للجميع. إن موضوع الاحتفال لهذا العام مكرس للتعليم الجامع من خلال تعدد اللغات: « إن التعليم باللغات التي يفهمها الأطفال أمر حتمي لتمكين التمتع بحقهم في التعليم الجيد. إن التعليم باللغة الأم واللغات المتعددة هو المفتاح للحد من التمييز،وتعزيز الاندماج وتحسين نتائج التعليم للجميع ».

تعمل اليونسكو بشكل دائم على حماية التنوع الثقافي و تشجيع المساواة، وللتنمية والاندماج الاجتماعي. فقد أقيم عدد من المشاريع لمساعدة سكان جزيرة جيجو للحفاظ على لغتهم وبقائها، في جمهورية كوريا، بعدما جرى إدراج لغتهم، الجيجو، الى مجموعة اللغات المهددة بالانقراض، في أطلس اللغات المهددة عام 2010 لليونسكو. و تساعد اليونسكو، في جزر سليمان على وضع موسوعة حول البيئة باللغة المحلية، الماروفو، وبالتالي فإنها تساهم في الحفاظ على هذه اللغة الرئيسية التي ينطق بها السكان الأصليون لهذا الأرخبيل. وفي نيكاراغوا، تعمل نظم اليونسكو للمعارف المحلية ومعارف السكان الأصليين (لينكس) مع سكان الماينينا الأصليين الذين يعيشون في محمية المحيط الحيوي بوساواس، لتشجيع استخدام لغة، و معرفة و ثقافة الماينيا. فقد نشرت اليونسكو، بالدعم من النرويج،  مجلدين بلغة الماينينا اعتمادا على المعارف الطبيعية للسكان الأصليين لهذه المنطقة. اليوم، يعمل فريق من الماينينا مع وزارة التربية و التعليم لانتاج كتيبات بدائية للمعلمين و مصنفات للطالب التي يجري اختبارها في الفصول الدراسية في المناطق الريفية عبر محمية المحيط الحيوي بوساواس.

المصدر : اليونسكو

Print This Post