اليوم الدولي للحد من الكوارث

2013/10/9

تحتفل اليونسكو باليوم العالمي للحد من الكوارث في الأربعاء الثاني من شهر أكتوبر من كل عام. ويصادف هذا العام اليوم (التاسع من شهر أكتوبر). لنتذكر في هذا اليوم ضرورة اعتبار القدرة على الصمود أمام الكوارث أولوية تنموية في جميع أرجاء العالم. وتم التركيز في احتفال العام الماضي على دور النساء والفتيات في الحد من مخاطر الكوارث، بما يجذب الاهتمام بأن الجهود التي يبذلنها لحماية مجتمعاتهن المحلية وإعادة بنائها قبل وبعد وقوع الكوارث لا تحظى في غالب الأحيان بما تستحقه من اعتراف، وأن هذا « الخفاء » هو أمر مصطنع يستند إلى عوامل اجتماعية – ثقافية. ومن ثم يجب أن يكون هذا اليوم في هذا العام مناسبة للاحتفال بالانجازات التي تحققت في مجال الصمود أمام الكوارث والتعبئة للتصدي للتحديات التي ما انفكت تمنع من الاضطلاع بدور أكبر في مجال الحد من مخاطر الكوارث والتأهب للمخاطر المستقبلية المتوقعة.

إن الخسائر في الأرواح والمعاناة والأضرار الناجمة عن الكوارث في الكثير من المناطق في العالم تمثل تذكيراً دائماً بتعرضنا للمخاطر الطبيعية. ومع ذلك، يمكن تفادى الكثير من هذه النتائج المأساوية من خلال أنشطة التوعية والتقييم، وتحسين الإدارة البيئية والتخطيط العمراني والتأهب والتعليم، وذلك على سبيل المثال لا الحصر. وتخص أنشطة الحد من مخاطر الكوارث فهمنا للمخاطر الشخصية والبيئية التي نتعرض لها وإيجاد السبل الكفيلة بالحد من هذه المخاطر بحيث لا نتأثر بها أو نكون قادرين على العودة إلى ما كنا عليه بسرعة.

قدرة المجتمع على الحد من الكوارث:

إن المساواة بين الجنسين تشكل القاسم المشترك بين جميع الأنشطة التي تضطلع بها اليونسكو من أجل تعزيز التعاون الدولي في مجال التربية والعلم والثقافة والاتصال والمعلومات. وتبرز الوثيقة الختامية لمؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة – ريو+ 20 – الحاجة إلى زيادة التركيز على مجال الحد من مخاطر الكوارث وبناء القدرات للصمود أمامها. كما تسلم هذه الوثيقة بالحاجة إلى إدراج البعد المتعلق بالمساواة بين الجنسين في تصميم وتنفيذ جميع مراحل إدارة مخاطر الكوارث.

أما التفاوت بين الجنسين فإنه يُعرّض النساء والأطفال والمجتمعات المحلية برمتها للخطر عند حدوث مخاطر طبيعية. والمعروف أن التفاوت بين الجنسين إنما يشكل صلة ضعيفة؛ ومن ثم فإن تعزيز هذه الصلة من شأنه تعزيز القدرة على الصمود. ويبدأ تحقيق المساواة بين الجنسين من خلال التعليم؛ كما أن تعليم النساء وتمكينهن، بشكل خاص، هما من العوامل المسرّعة للحد من هشاشة أوضاعهن. وتمثل النساء والفتيات ما نسبته 52 % من سكان العالم؛ كما أنهن من بين أكثر الفئات تأثراً بالكوارث. ويتسم ما لديهن من تجارب ومعارف وخبرات بأهمية حاسمة في ما يتعلق بالتكيف مع ظاهرة تغير المناخ واستراتيجيات وعمليات الحد من مخاطر الكوارث. وما لم نعمل على الاستثمار في تعزيز دور النساء والفتيات في مجال الصمود أمام الكوارث، فإنه من المتوقع أن تزداد وتيرة الكوارث وتتعقد بشكل أكبر؛ كما قد يتسع نطاقها وتشتد قدرتها التخريبية.

إن النساء والفتيات هن دعائم الصمود: فهن اللاتي يقمن قبل غيرهن بتعزيز قدرات أسرهن لتمكينها من التأهب لمواجهة الكوارث وإعادة مجتمعاتهن المحلية إلى أوضاعها السابقة في أعقاب الكوارث.

« منذ فترة طويلة للغاية تتأثر النساء بشكل أخص بالكوارث، وذلك بسبب الأدوار الاجتماعية والتمييز والفقر. وعلاوة على ذلك، لا يحظى دورهن وقدراتهن في مجال الحد من مخاطر الكوارث بما يكفي من الاعتراف. ومع ذلك، ترى اليونسكو أن جميع أشكال التمييز المستندة إلى الجنس تُعتبر بمثابة انتهاكات لحقوق الانسان؛ كما أن المنظمة تعتبر النساء والفتيات عوامل قوية تسهم في تحقيق التغيير. » إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو.

التأهب للكوارث:

أوضحت الكوارث التي حدثت في هايتي وباكستان في عام 2010 الحاجة إلى « إستخدام المعرفة والإبداع والتعليم لبناء ثقافة للسلامة والقدرة على التكيف على جميع المستويات »، على النحو الوارد في إطار عمل هيوغو 2005-2015. ويمكن، بناء على ذلك، تقديم دور استراتيجيات التعليم من أجل الحد من مخاطر الكوارث وفقاً لثلاثة أنواع من الأنشطة: (1) إنقاذ الأرواح ومنع الإصابات في حالة وقوع حدث خطير؛ (2) منع حالات التوقف عن توفير التعليم، أو كفالة استئنافه على نحو سريع في حالة توقفه؛ (3) تطوير قدرة السكان على التكيف وعلى تخفيف الآثار الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في حالة وقوع حدث خطير.

التعليم والحد من مخاطر الكوارث:

ويأخذ التعليم من أجل الحد من مخاطر الكوارث في الاعتبار الصلات بين المجتمع والبيئة والاقتصاد والثقافة وآثارها. كما أنه يعزز التفكير النقدي والقدرة على حل المشاكل ومهارات الحياة الاجتماعية والعاطفية الضرورية لتمكين المجموعات المهددة بالكوارث أو المتضررة بها. ويساعد التعليم من أجل التنمية المستدامة، عن طريق نهجه الجامع للتخصصات والكلي للتعلم، على تهيئة مجتمعات قادرة على التكيف. كما أنه يشجع على إتباع منظور طويل الأجل في عمليات صنع القرارات، والتفكير النقدي، والنهوج الكلية والإبداعية لحل المشاكل. ولهذا، يسهم التعليم من اجل التنمية المستدامة في الحد من مخاطر الكوارث، في حين يزيد الحد من مخاطر الكوارث من أهمية وجودة التعليم في المناطق المعرضة للكوارث.

تقدم اليونسكو المشورة السياسية المتخصصة والمساعدة التقنية للحكومات المتضررة ولوكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية في إعادة تشغيل النظام التعليمي في حالات ما بعد الكوارث. كما أنها تضطلع أيضاً بدور حفاز، بما في ذلك الدعوة والربط الشبكي والمشاركة في الأنشطة المشتركة بين الوكالات، لكفالة تلبية الاحتياجات في سياقات ما بعد الكوارث. وهي تشارك أيضاً بصورة نشطة في برامج لما بعد الكوارث مثل برنامج « ميانمار لإنعاش التعليم في منطقة آسيا والمحيط الهادي » (MERP).

وما برحت اليونسكو تضطلع بدور قيم في المنتدى المواضيعي بشأن المعارف والتعليم لاستراتيجية الأمم المتحدة الدولية للحد من الكوارث. وتعزز اليونسكو، بالاقتران مع الوكالات المشاركة في الاستراتيجية، إدماج الحد من أخطار الكوارث في الخطط التعليمية الوطنية والمناهج المدرسية والاستراتيجيات الوطنية، فضلاً عن أنها تدعم التأهب للكوارث على الصعيد الوطني. وعززت اليونسكو التعليم من أجل الحد من أخطار الكوارث في عدد من الأحداث الدولية، بما فيها حلقة العمل المعنية « بالتعليم من أجل التنمية المستدامة والحد من أخطار الكوارث: بناء المجتمعات القادرة على التكيف مع الكوارث ». التي انتظمت أثناء المؤتمر العالمي بشأن التعليم من أجل التنمية المستدامة الذي عقد في بون في عام 2009.

حقائق وأرقام:

ـ إن أوجه التفاوت بين الجنسين، بما في ذلك قلة التعليم والتمكين، تفضي إلى تزايد الأوضاع الهشة: فاحتمالات وفاة النساء والأطفال أثناء وقوع كارثة من الكوارث تمثل أكثر من أربعة أمثال احتمالات وفاة الرجال.

ـ يتأثر أكثر من 226 مليون نسمة بسبب الكوارث كل سنة. وخلال العقود الأربعة الأخيرة، فإن معظم الأشخاص المتوفين بسبب الكوارث والبالغ عددهم 3.3 مليون نسمة كانوا ينتمون إلى أفقر البلدان.

ـ في الفترة بين عامي 2000 و2010، توفي أكثر من 680000 نسمة جراء الزلازل. ومعظم هذه الوفيات التي تعزى إلى الإنشاءات سيئة البناء كان من الممكن تلافيها ودرؤها.

ـ يتم تخصيص أقل من سبعة أعشار في المائة من إجمالي المعونة الإغاثية لمجال الحد من مخاطر الكوارث، وذلك رغم أن كل دولار يُصرَف في أنشطة التأهب لمواجهة الكوارث يوفر سبعة دولارات يمكن استخدامها في أنشطة الاستجابة.

ـ في الفترة بين عامي 2002 و 2011، تم تسجيل 4130 كارثة ناجمة عن المخاطر الطبيعية حول العالم والتي هلك على أثرها أكثر من 1117000 نسمة وأفضت إلى خسائر بما لا يقل عن 1195 مليون دولار أمريكي.

ـ في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادي، انخفض عدد الوفيات بسبب الفيضانات والأعاصير بما يعادل الثلثين منذ عام 1980.

استراتيجية اليونسكو في أوضاع ما بعد الأزمات:

إن الإستراتيجية المتوسطة الأجل تحدِّد إستراتيجية اليونسكو في أوضاع ما بعد النزاعات وما بعد الكوارث. إن أحد أهداف البرنامج الإستراتيجية الأربعة عشر يرتبط تحديداً بالدعم الذي تقدمه اليونسكو للدول التي تواجه أوضاع ما بعد النزاعات وما بعد الكوارث. إن الهدف الرابع عشر في البرنامج الاستراتيجي لليونسكو وعنوانه « الدعم من خلال مجالات اختصاص اليونسكو للبلدان في أوضاع ما بعد النزاعات وأوضاع ما بعد الكوارث » يحدد ولاية اليونسكو ودورها الخاص بها في دعم البلدان التي تواجه أوضاع ما بعد النزاعات وما بعد الكوارث، أي:

•    إعادة بناء مجمل النظم التعليمية؛
•    تعزيز التنوع الثقافي، ويتضمن ذلك التراث الطبيعي والثقافي؛
•    إعادة بناء وتعزيز وسائط الإعلام المستقلة والتعددية؛
•    الإدارة والاستخدام العادلان للمصادر الطبيعية؛
•    صياغة وتنفيذ ومراقبة السياسات في حقول العلوم الاجتماعية والإنسانية.

 

المصدر: مندوبية ليبيا استناداً لما صدر عن اليونسكو

 

Print This Post