العودة إلى المدارس وإعادة بناء ليبيا الجديدة

2012/02/18

رسالة من السيدة إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو:

عادت مدارس ليبيا إلى فتح أبوابها يوم السبت 17 سبتمبر 2011.

وهذا اليوم الذي يعود فيه الطلاب إلى صفوفهم يُمثل في نظري نقطة الانطلاق الحقيقية لإعادة بناء المجتمع الليبي.

وتواجه ليبيا تحديات هائلة، ولن تستطيع أن تتصدى لها إلا إذا أتاحت لجميع القدرات البشرية الكامنة لدى سكانها فرصةً للتعبير والتطور. ويتعين اليوم على المجتمع بأكمله أن يسعى إلى الالتفاف حول حقوق الإنسان والحرية والمساواة. وتمثل جودة النظام التعليمي الجديد أمراً حاسماً للتمكن من تحقيق هذه الأهداف.

ولقد خلّف النزاع نظاماً تعليمياً ضعيفاً ومدارس مدمرة وأبنية جامعية محروقة. وتضاف هذه التحديات الفورية إلى جميع المشكلات التي تضعف التعليم في ليبيا منذ زمن بعيد، وإن كان قد بدأ تحقيق بعض عناصر التقدم في هذا الشأن.

ويمثل فتح المدارس أمراً أساسياً لتنمية الأمل ودعم انطلاقة المصالحة الوطنية. ولكن يجب أيضاً مساعدة جميع الذين يقبعون خلف أبواب المدارس ودعمهم، وتدريب المعلمين وتصميم البرامج وتطوير عمليات التعلّم لدى جميع الناشئين. ويجب اغتنام هذا التحول التاريخي لدعم السلطات الليبية في صياغة رؤية جديدة للنظام التعليمي بأكمله في شتى أنحاء البلد.

واليونسكو مستعدة للعمل مع السلطات الليبية من أجل تلبية احتياجاتها ودعمها في الجهود التي تبذلها.

ويتعين علينا أن نعمل على عدة جبهات، فيجب تلبية الاحتياجات الفورية لتمكين المدارس من الوقوف مجدداً على قدميها. ويتعين علينا تعزيز القدرات الخاصة بتخطيط وإدارة قطاع التعليم بأكمله. ويجب وضع استراتيجية جديدة لتدريب المعلمين والمدرسين، مشفوعة بهياكل جديدة للتعليم والتدريب في المجال التقني والمهني، والهدف من كل ذلك هو تحسين نوعية التعليم وتعزيز أهميته بالنسبة إلى الاقتصاد وفرص العمل. ويجب وضع نهج جديد للمواطنة في المدارس وضمان المساواة في الانتفاع بالتعليم في جميع مناطق البلد ولكل الفتيات وكل الفتيان. ويمكن تطبيق هذه الاستراتيجية بالتعاون مع جميع بلدان المنطقة التي تشهد معاً تحولات تاريخية ويمكن لها أن تتعاضد وأن يُعزز كل منها الآخر.

وكان التعليم في خطوط النزاع الأولى، ويجب أن يكون الآن في صميم عملية إحلال السلام وإعادة بناء دولة جديدة ديمقراطية وتعددية. وستبذل اليونسكو كل ما في وسعها لمواكبة ليبيا في تصميمها على إعادة البناء.

إيرينا بوكوفا

Print This Post