استئناف الأعمال العدائية يقف حجر عثرة أمام العام الدراسي في غزة

2014/09/2

لم يكن في مقدور نحو نصف مليون طفل في غزة أن يعودوا إلى المدارس الابتدائية والثانوية يوم الأحد، وهو اليوم الذي بدأت فيه السنة الدراسية الجديدة، وفقاً لتصريحات صادرة عن اليونسكو والمنظمة الدولية لإنقاذ الطفولة واليونيسيف.

وكان من المتوقع أن يعود ما يربو على مليون تلميذ فلسطيني إلى المدارس في 24 أغسطس الجاري، بيد أن قاعات الدرس ظلت مغلقة في هذا القطاع الساحلي الذي يتعرض لنزاع مسلح، مما حرم ما يقرب من 500000 طفل من ممارسة حقهم في التعليم.

وقال لودوفيكو فولن كلابي، القائم بأعمال مدير مكتب اليونسكو في رام الله : »إن العودة إلى المدارس إنما تعني إعادة الحياة الطبيعية للأطفال. ومن ثم فنحن نحتاج إلى وقف لإطلاق النار بشكل دائم؛ كما يجب علينا تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً حتى ينتعش النظام التعليمي على وجه السرعة ».

جدير بالذكر أنه منذ نشوب النزاع المسلح في 8 يوليو الماضي تضررت أكثر من 219 مدرسة منها 22 مدرسة أصابتها أضرار جسيمة بحيث لم تعد صالحة لاستقبال التلاميذ.

ومن بين هذه المدارس التي ما زالت قائمة تحولت 103 مدارس إلى ملاجئ جماعية لإيواء نحو 33000 نازح نصفهم من الأطفال.

وقال دافيد وبوليت هاسيل، المديران القطريان للمنظمة الدولية لإنقاذ الطفولة، اللذان يقودان مع اليونيسف المجموعة التعليمية المعنية بتنسيق العمل الإنساني : »هذا هو الوقت الذي ينبغي فيه للأطفال الذهاب إلى المدارس كي ينالوا حظهم من التعليم، لا لمعاودة النزاعات المسلحة والإبقاء عليها ».

وأضافا « لقد كان هذا الصيف صيفاً محفوفاً بالمخاطر للأطفال الفلسطينيين في غزة، الذين لم يكن في مقدورهم مجرد الخروج للعب. والمدارس هي بمثابة شريان الحياة لهؤلاء الأطفال المصابين بالصدمات النفسية، إذ أنها تقوم بدور رئيسي من أجل علاجهم ».

وتجدر الإشارة إلى أن قطاع التعليم كان بالفعل في أزمة قبل تصاعد النزاع الدائر هناك، إذ أنه كان يفتقر إلى نحو 200 مدرسة، مع اقتران ذلك بنحو 80 في المائة من قاعات الدرس المكونة من فترتين لمواجهة تزايد عدد الطلاب.

إن الحصار المضروب على قطاع غزة حال دون بناء مدارس جديدة تشتد الحاجة إليها؛ كما أن من شأنه إضعاف الجهود الرامية إلى إعادة البناء ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة في هذا الشأن.

ومن جانبها، قالت السيدة جون كونوغي، الممثلة الخاصة لليونيسيف في دولة فلسطين « إن التعليم هو الأساس الذي يستند إليه كل مجتمع من المجتمعات. فالاستثمار في التعليم إنما هو استثمار في السلام والاستقرار. ولذلك يحتاج المجتمع الإنساني إلى القدرة على سرعة توفير المواد والتجهيزات اللازمة لعمليات الإصلاح وإعادة البناء وتشييد المدارس في غزة، وذلك على نطاق واسع ».

ووفقاً للتقارير الحالية، فلن يُستأنف الفصل الدراسي قبل مضي أسبوعين أو ثلاثة أسابيع يتوقف خلالها إطلاق النار بشكل دائم. والمدارس التي تُستخدم الآن كملاجئ تحتاج إلى مراحل متفاوتة من الإصلاح حتى تتهيأ لوظائفها التعليمية كالمعتاد. كما ينبغي إجراء عمليات الترميم المبدئية في المدارس التي تضررت جراء الحرب وتطهير القطاع من المعدات الحربية غير المنفجرة، وذلك لاستعادة الشعور بالأمان.

وعلاوة على ذلك، يجب أيجاد حل لمن اضطروا للجوء إلى المدارس البالغ عددهم 330000 نسمة، منهم 70000 شخص لا يجدون مأوى لهم بعد أن دُمرت ديارهم، فضلاً عن ضرورة دعم أعمال الإصلاح وإعادة تجهيز أبنية المدارس التي تضررت، وذلك على المدى الطويل وبشكل موسع.

ويجب أيضاً توفير فرص علاج الطلاب من الصدمات النفسية جراء فقدان أعزاء لديهم والضغوط الناجمة عن الهجمات اليومية والتشرد. كما ينبغي إدماج الدعم النفسي لحوالي نصف عدد الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية جراء النزاع في المناهج المدرسية، وذلك لتعزيز الجهود الشاقة الرامية إلى معالجة الآثار النفسية التي يعاني منها الأطفال. ولن يكون ذلك ممكناً إلا إذا ما تمكن الطلاب من العودة إلى قاعات الدرس واستئناف حياتهم العادية.

المصدر: اليونسكو

Print This Post