2013 عام السياسات المائية

2013/02/4

ستحتفل اليونسكو في باريس بتاريخ 11 فبراير 2013 باطلاق السنة الدولية للتعاون من أجل المياه . إن صدور القرار الدولي بجعل هذا العام السنة الدولية للتعاون في مجال المياه تجسيد لأهمية المياه في تاريخ الشعوب وحياتها ومستقبلها . ولما كانت أهمية المياه غير مرتبطة بزمن، فهل يوجد سبب حقيقي للاحتفال بأهمية المياه هذا العام ؟ وهل نحن فعلا أمام أزمة مائية تضغط علينا لبذل محاولة جادة لإخضاعها للدراسة والتحليل ؟ يمكن أن يكون الجواب (نعم) ليس بسبب تصاعد وتيرة النزاعات حول المياه، إذ لم تسجل على مدى السبعين عاما الماضية سوى حالة أو حالتين من النزاعات التي قامت على عدم توفر مصادر المياه. ولا توجد مؤشرات لحرب قادمة . ولكن تأتي هذه السنة الدولية في هذا الوقت بالذات بسبب ما يتوقعه عدد من المحللين والدارسين لعلوم المياه ومصادرها عن قرب نشوب الحروب بسبب المياه. بيد أن  هذا الاستنتاج مبالغ فيه ويفتقر إلى الدليل القطعي والأسباب المنطقية حتى بالنسبة للمناطق التي تعاني شحا في المياه. ولقطع الشك باليقين تسعى اليونسكو إلى البحث عن سبل لتحقيق التعاون في مجال المياه الصالحة للشرب بهدف تفادي حروب قد تدور رحاها مستقبلا – بشكل مفاجىء- بعد أن نشأت في عقول بعض المحللين .

لقد نبه كتاب ومفكرون في العدد الأخير من مجلة اليونسكو للعلوم إلى أن زديادة ندرة المياه قد يرافقها ارتفاع في احتمال اندلاع الحروب. ولكن في المقابل لم يستنتج أي باحث أن المناطق الجافة أو شبه الجافة أكثر عرضة للصراع المسلح بسبب المياه من المناطق الغنية بالمصادر المائية. إن الدافع إلى جعل عام 2013 سنة دولية للتعاون في مجال المياه هو الحاجة إلى اقتراح مبادرات لتكثيف الجهود الرامية لتوفير المياه الصالحة للشرب للجميع وجعل ذلك من حقوق الانسان. وقد تظهر هذه المبادرات في الاهتمام بالأحواض المائية الحدودية ومراقبة وتقويم طبقات المياه الجوفية والدعوة إلى ترشيد استعمال المياه وتوفيرها في القرى الريفية ولو أدى ذلك إلى بناء مضخات المياه والتوسع في انتشارها واستخدامها .

نظرا إلى تزايد عدد سكان العالم ، فإن مسألة زيادة الطلب على الماء الصالح للشرب تصبح من المسائل الضاغطة على أصحاب القرار السياسي والمكلفين بتقديم الخدمات للجمهور، لذا ينبغي أن تتظافر الجهود من أجل التعاون في البحث عن حلول مستقبلية لإشكالية عدم كفاية الموارد المائية وسوء استعمالاتها تجنبا لإذكاء أي صراع يمكن أن يحدث بسبب ذلك. فبناء السدود واستخراج الغاز الصخري ، والري الجماعي مشاريع تصبح ملحة من أجل المحافظة على السلام المجتمعي وتأمينه .

ورد في المجلد الحادي عشر من مجلة اليونسكو للعلوم ، وبالتحديد في عدد شهر يناير 2013 موضوع حول عناصر إدارة الصراع والتعاون في مجال المياه تناول بعض المؤشرات للصراع على المياه ومشاريع التعاون من أجل تجنب هذا الصراع . وقد تم الاستئناس في هذه الدراسة بأمثلة من التاريخ بهدف إظهار الوجه الإنساني للسياسة المائية، وهذه الدراسة شملت المحاور الرئيسية التالية :

-         التعاون الدولي حول المياه يطغى على منطق الصراع

-         عدم توفر أدلة على إمكانية اندلاع حروب قادمة بسبب المياه

-         مشاكل المياه وإمكانية مساهمتها في زعزعة الاستقرار المحلي

إن التصورات الإيجابية نحو التوقعات بعدم ظهور علامات لنشوب حروب بسبب المياه ، ينبغي أن لا تثني العزائم في البحث عن سبل للتعاون في مجال المياه. بل أن هذا التعاون ضروري في ظل شح المياه وغورها بالإضافة إلى أهمية خلق مؤسسات قوية تعمل على حفظ السلام وحل النزاعات بين الجماعات والشعوب

المصدر : مندوبية ليبيا استنادا لما صدر عن  اليونسكو

Print This Post