اليوم العالمي لحقوق الانسان لعام 2013

2013/12/10

يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء. هذا نص المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 ديسمبر 1948.

ولما كان الإعلان هو الوثيقة العالمية الأولى التي تقر بالكرامة المتأصلة لكل فرد من أفراد الأسرة البشرية، فهو جاء ثمرة تفكير تبلور على مدى قرون من الزمن، كما أنه حدد نقطة الانطلاق لبذل جهود عالمية متضافرة من أجل إعمال حقوق الإنسان في جميع الظروف.

وكان إنشاء مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عام 1993 خطوة بالغة الأهمية. كما أن إعلان وبرنامج عمل فيينا اللذين اعتمدا قبل عشرين سنة مضت لا يزالان إلى يومنا هذا يكتسيان أهمية كبيرة، ويؤكدان مجدداً على عالمية حقوق الإنسان، وعلى ترابطها وأهميتها في تحقيق التنمية. وقد أُحرز تقدم كبير منذ ذلك الوقت، لكن الاحترام الكامل لممارسة حقوق الإنسان لا يزال بعيد المنال.

وفي عام 2000، وضعت الأهداف الإنمائية للألفية جدول أعمال إنساني طموح، كان دافعاً لإحراز تقدم كبير في العديد من البلدان. ومع ذلك، لا يزال 2.7 مليار امرأة ورجل يعيشون بما يزيد قليلاً عن دولارين في اليوم. ويبقى الانتفاع بالتعليم الجيد حلماً لملايين الفتيات والنساء. وما فتئت الفئات الأكثر حرماناً في المجتمع ضحية للحرمان والإساءة والعنف. وفي الوقت نفسه، لا تزال سيادة القانون ضعيفة في العديد من البلدان، وحرية الرأي والتعبير تتعرض لتهديدات متزايدة.

وبغية تحقيق الحرية والمساواة في الكرامة والواجبات للنساء والرجال كافة، يجب علينا بذل قصارى جهدنا لدعم البلدان من أجل تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بحلول عام 2015. فنحن بحاجة إلى تلبية الوعود التي قطعناها في عام 2000، ووضع جدول أعمال جديد للتنمية المستدامة يتسم بالطموح، مع التركيز على اجتثاث الفقر المدقع في كل أنحاء العالم. فالقضاء على الفقر هو الأساس الذي يقوم عليه بناء السلام والتنمية المستدامين، وهذا هو الدرس الرئيسي الذي لقنتنا إياه السنوات الخمس والستون الماضية. وهذا يجب أن يكون جدول أعمالنا العالمي الجديد من أجل حقوق الإنسان، مع التركيز بوجه خاص على حقوق النساء وتمكينهن.

وتمثل الذكرى السنوية العشرين لمؤتمر فيينا فرصة لجميع الحكومات والمجتمعات والنساء والرجال للائتلاف وتعبئة القوى والتطلع إلى المستقبل. وقد أُحرز تقدم كبير منذ عام 1948 وعام 1993، إلا أنه لا يزال أمامنا الكثير من العمل الشاق إلى أن تصبح الكرامة والحقوق أمراً واقعاً للجميع.

« وبغية تحقيق الحرية والمساواة في الكرامة والواجبات للنساء والرجال كافة، يجب علينا بذل قصارى جهدنا لدعم البلدان من أجل تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بحلول عام 2015″.

ايرينا بوكوفا

المديرة العامة لليونسكو

Print This Post