نداء من سفراء اليونسكو الفخريين والنوايا الحسنة

2014/08/2

أطلق السفراء الفخريون وسفراء النوايا الحسنة  لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، أثناء اجتماعهم السنوي في باريس يومي 30 يونيو و1 يوليو 2014، نداء   »لحماية الثقافة باعتبارها محركاً للتنمية ومصدراً للحوار.

معنياً، يتزايد عدد الهجمات المتعمدة ضد التراث الثقافي، ومواجهة الثقافة كأداة، اتخذت في كثير من الأحيان رهينة واستخدمت كذريعة للتقسيم والصراع؛

ملاحظاً حديثاً، الضرر الذي لا يمكن إصلاحه في التراث الثقافي، في كل من، سوريا والعراق ومالي، وفي بعض الأماكن الأخرى. وكذلك الاجراءات التي تهدف إلى منع وإدامة التراث الثقافي غير المادي من قبل بعض المجتمعات؛

مقتنعاً، بأن الأضرار التي تلحق بالممتلكات الثقافية التي يملكها أي شعب كان يشكل ضرراً بالتراث الثقافي للبشرية، وأن كل شعب يسهم في الثقافة العالمية، كما هو مبين في اتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح، والتي تم الاحتفال بالذكرى الستين هذا العام باليونسكو؛

إذ يُذكر، بأن التراث الثقافي في جميع أشكاله هو مكون أساسي من مكونات الهوية الثقافية للمجتمعات والجماعات والأفراد؛

معتبراً، أن الثقافة على هذا النحو تلعب دوراً أساسياً في تطوير كل المجتمعات، سواء من الناحية الاقتصادية، لأن الثقافة هي مصدر للعمالة والدخل كوسيلة لمكافحة الفقر، وأيضاً من الناحية الاجتماعية، لأن الثقافة هي متجهة للتماسك والكرامة والثقة في المستقبل؛

مُرحّباً، بجهود اليونسكو لحماية وإعادة تأهيل التراث الثقافي المدمر والمهدد في جميع أنحاء العالم، وكذلك بالمبادرات التي اتخذتها المديرة العامة لليونسكو لحشد الرأي العام العالمي وصناع السياسات حول الثقافة؛

مشجعاً، المنظمة على مواصلة جهودها لضمان معرفة أفضل بأهمية الثقافة في سياسات التنمية والسلام خاصة في سياق وضع جدول أعمال التنمية للأمم المتحدة لما بعد عام 2015؛

تم اعتماد وإعلان النداء التالي:

ـ الثقافة هي جوهر الإنسانية، إنها تحمل قيم وهويات الشعوب؛

ـ نحن نرفض أن يتم تجاهلها أو إهمالها، كما هو الحال في كثير من الأحيان في السياسات العامة للتنمية في أوقات السلم وأثناء إجراءات الطوارئ في أوقات النزاعات، حيث تعتبر في بعض الأحيان وكأنها ترفاً؛

ـ في مواجهة العنف في الصراعات الحالية، نحن نرفض الخطاب الكاذب الذي يفيد بأنه في حالة الطوارئ لا بد من الاختيار بين حماية الحياة البشرية وحماية التراث، وذلك لأن الاثنين لا ينفصلان، وحماية التراث بنفس طريقة حماية المدارس والمستشفيات، هو جزء من الضروريات الحتمية للمتضامن الدولي؛

ـ نحن نؤكد على أن الأشكال الحالية للصراع تظهر أن الثقافة في قلب المصالحة والحوار والتقارب. إن حماية الثقافة بالتالي هي حماية هوية الإنسان، وهي في صلب أي جهد مستدام لبناء السلام؛

ـ نحن نؤكد على الارتباط الجوهري بين الثقافة وحماية التراث الثقافي في جميع أشكاله ـ المادي وغير المادي ـ وكذلك التربية من أجل المواطنة في عالم معولم، في المجتمعات متعددة الثقافات، حيث فهم تنوع الثقافات هو شرطاً أساسياً للتماسك الاجتماعي أكثر من أي وقت مضى؛ وحيث أن نقل وفهم التراث الثقافي هما عنصران أساسيان للمواطنين في القرن الواحد والعشرين؛

نحن نناشد الدول الأعضاء باليونسكو على مضاعفة جهودهم واتخاذ جميع الترتيبات اللازمة لحماية الثقافة في أوقات السلم في أوقات النزاع، والنظر إليها كوسيلة متميزة لفهم القضايا الحالية للتنمية المستدامة والحوار بين الثقافات والأديان، فضلاً عن بناء السلام.

نحن نناشد أن يتضمن جدول أعمال التنمية للأمم المتحدة لما بعد 2015 بوضوح دور الثقافة والتنوع الثقافي كمعجلين وميسرين للتنمية المستدامة، والادراك الكامل لكون الثقافة مصدرنا المشترك للإبداع والابتكار والتجديد، وبها تستمر الانسانية في عادة ابتكار وتطوير وبناء مستقبل أفضل.

المصدر: مندوبية ليبيا استناداً لما صدر عن اليونسكو

Print This Post