من سيكشف الحقائق ؟

2013/05/15

 أعلنت المديرة العامة  لليونسكو في المؤتمر الدولي  » التكلم بأمان : ضمان حرية التعبير في جميع وسائل الإعلام » الذي عقد في كوستاريكا بمناسبة اليوم العالمي للصحافة بأن  » الهدف واضح، وهو التأكد من أن كل صحفي يمكن أن يمارس مهنته بأمان، وأن لا جريمة بدون عقاب » وأضافت بأن « حرية التعبير يجب أن تحترم سواء في الفضاء الحقيقي أو في الفضاء الافتراضي (الرقمي) » حيث الأخبار تزداد بطريقة مضطرة وتستعمل من قبل وسائل الإعلام وغيرها.

أصدرت المديرة العامة لليونسكو هذه المبادىء في احتفالية منح جائزة اليونسكو / جيلرمو كانو  Guillermo Canoلحرية الصحافة هذا العام إلى الصحفية الأثيوبية السجينة (ريوت اليموReeyot Alemu ). لقد قرئت رسالة الحائزة على الجائزة نيابة عنها من قبل السيدة / ألانا بارتون Alana Barton عضوة مؤسسة الإعلام الدولية للمرأة التي رشحت (ريوت أليمو) لنيل هذه الجائزة. لقد كانت هذه الرسالة من أكثر الخطابات عاطفية وتأثيرا في هذه الاحتفالية. ولم تلق من قبل السيدة (ريوت أليمو) شخصيا لأنها لا زالت تقضي حكما بالسجن لمدة خمس سنوات في سجن (كالتي) ، وقد ورد في الرسالة : « أن الجائزة ليست فقط لي ولكن أيضا لجميع الأفراد والمؤسسات التي تناضل من أجل حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم (….) أنا قلقة جدا على أولئك الذين وصفوا بأنهم ارهابيين وسجنوا فقط لأنهم يناضلون من أجل حقوقهم بطريقة سلمية (…) إذا ما كان الصحفيون في المعتقل أو المنفى ويواجهون المشاكل والصعاب فمن سيكشف الحقائق الكامنة والضائعة ؟ « .

إن الرمزية القوية المستوحاة من صورة (ريوت أليمو)  المثبتة في وسط المنصة أكسبت رسالتها صدى أكبر. لقد كان الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) في زيارة إلى (كوستاريكا) في اليوم العالمي لحرية الصحافة (3 مايو 2013). وفي مؤتمره الصحفي مع الرئيسة (شينشيلا  Chinchilla) رئيسة جمهورية كوستاريكا قال : « أنا فخور أن أكون هنا وأنتم تستضيفون الاحتفال باليوم العالمي للصحافة. لذا على كل من في وكالة أمريكا للصحافة  تقديم الشكر لشعب كوستاريكا لاحتفاله بحرية التعبير واستقلالية الصحافة اللذين هما الركيزتين الأساسيتين لديمقراطيتنا ».  ومن (واشنطن) أصدر وزير الخارجية الأمريكي (جون كيري) بيانا يدعم فيه اليوم العالمي للصحافة مركزا فيه على أهمية حرية الإعلام جاء فيه :

 » يواجه الصحفيون بشكل متزايد الصعاب بسبب فشل الحكومات في حماية هذه الحرية، وحتى في تطور التكنولوجيا لزيادة امكانيات الابتكار في طرق التعبير من خلال (الأنترنت)، فإن مساحة حرية والإعلام آخذة في التقلص ، ولا تزال الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بتعزيز وحماية حرية الصحافة ويدعم بيان منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) حول حرية التعبير في جميع أنحاء العالم » .

حضر احتفالية اليوم العالمي لحرية الصحافة بكوستاريكا أكثر من 350 مشاركا » كان من بينهم نشطاء في حرية التعبير وأعضاء من الأمم المتحدة وصحفيين ومدونين، ومسؤولين حكوميين وعدد كبير من المتطوعين الشباب اللذين نقلوا ودونوا وراسلوا من خلال وسائل الإعلام ما حدث في هذه التظاهرة السنوية لليونسكو. لقد أخذ الحدث مكانة في كوستاريكا في مركز احتفالي شاسع امتد إلى مواقع أخرى : تونس ، الرباط ، نيويورك ، سانتياغو (شيلي).

إن القضايا التي تم تناولها في الاحتفالية والتي أخذت شكل مؤتمر دولي حول حرية التعبير، إلى جانب استقلالية الصحافة وحماية الصحفيين لوجود أكثر من 600 عضوا » في حقل الصحافة لقوا حتفهم أثناء قيامهم بأعمالهم الصحفية  ونقلهم الأخبار إلى الناس خلال العشر سنوات الماضية . فقد تم – أيضا » – تناول موضوع الافلات من العقاب الشبه الكامل حيث واحدة فقط من عشر جرائم ضد الصحفيين تمت مقاضاة مرتكبيها وإدانتهم. فالمؤتمر تضمن أكثر من الجلسات العامة الثلاثة التي عقدها فقد التأمت أثناءه عشر جلسات متوازية وخمس ورش عمل تشكل منها البرنامج الرسمي للمؤتمر.

شارك في المؤتمر شباب من أكثر من عشر جنسيات، تولت السيدة/ باتريسيا مارتينيز من رابطة الصحفيين في كوستاريكا تنسيق أعمالهم  في غرفة   أخبار خاصة بهم. وجرى تقسيم المهام فيما بينهم، فمنهم من تكفل بالتقاط الصور ومنهم من اهتم بهندسة الصوت، ومنهم من تفرغ لإعداد عناوين ومضمون النشرات الأخبارية اليومية وتوزيعها على المندوبين، ومنهم من أجرى مقابلات مع المشاركين.

وفي حجرة أخرى من مكان المؤتمر تولى مجموعة من الطلبة من جامعة الأمم المتحدة للسلام ، المنظم المشارك للمؤتمر، مراجعة برنامج المؤتمر والتأكد من توفر كافة المستلزمات لكل جلسة من جلساته ، وأيضا متابعة إعداد محاضر الجلسات وصياغة النتائج والتوصيات، وأثناء فترات الاستراحة كانت تجري المقابلات الصحفية مع كبار المسؤولين المشاركين في المؤتمر مثل وزير العدل وحقوق الانسان في هندوراس. كما أتيحت الفرصة لفرق الصحفيين من تجميع المعلومات والأخبارية حول المؤتمر مثل فريق من القناة التلفزيونية الايرانية وآخر من قناة CNN باللغة الاسبانية .

إن الجائزة المحتفل بها تحمل اسم صحفي كولمبي المؤسس لصحيفة (الاسبكتادور) الذي قتل قبل 27 عاما. وقد قام زميله السابق (خافيير داريو رلستبرليو) بالتذكير أن الصحافة معرضة للخطر وهي ليست مهنة للراحة وأن (صحفي صامت يساوي مجتمع بدون صوت)

 

المصدر : مندوبية ليبيا استنادا لما صدر عن اليونسكو

Print This Post