مشاورات في اليونسكو حول الأبعاد الأخلاقية لمجتمع المعلومات

2012/05/10

بعد سلسلة من الاجتماعات وورش العمل الإقليمية والمشاورات التي شملت الدول الأعضاء والمنظمات الحكومية وغير الحكومية والخبراء والأكاديميين على مدى عدة سنوات، قام فريق عمل تابع للمجلس الدولي الحكومي لبرنامج المعلومات للجميع (IFAP) بإعداد وثيقة حول أخلاقيات مجتمع المعلومات، اعتمدها مكتب مجلس البرنامج في دورته الـ 18 في فبراير 2011، موجهة لجميع الأطراف المعنية بمجتمعات المعلومات والمعرفة، تتناول بإيجاز جملة من القيم العالمية والمبادئ التوجيهية وليس لها طابع إلزامي.

ثم قام مجلس برنامج المعلومات للجميع بإقرارها في دورته التي انعقدت عام 2011، وأوصى بتقديمها إلى المؤتمر العام لليونسكو في دورته الـ 36 لإقرارها.

ويعتبر إعداد هذه الوثيقة من قبل برنامج المعلومات للجميع ضمن إطار إحدى أولويات البرنامج الخمس وهي « أخلاقيات المعلومات » وكذلك ضمن إطار تكليف مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات (جنيف 2003) اليونسكو بمسؤولية تنفيذ جزء من خطة العمل الصادرة عنه المتعلق بـ « الأبعاد الأخلاقية لمجتمع المعلومات » والذي جاء فيه أنه « ينبغي أن يخضع مجتمع المعلومات لقيم معترف بها عالمياً وأن يسعى إلى تحقيق الصالح العام والى تجنب إساءة استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ».

وقد نوقشت وثيقة أخلاقيات مجتمع المعلومات في الدورة 36 للمؤتمر العام من قبل لجنة الاتصال والمعلومات. وقد أثارت بعض الدول في حينه مسألة تشتت الأهداف التي تنص عليها الوثيقة. وقد رأى آخرون أن بعض الجوانب التي تطرحها الوثيقة لها طابع حساس وقد تتعارض مع التفسيرات والسياسات القانونية الوطنية، واعتبروا بالتالي بأنه من الصعب التوصل إلى توافق حول الموضوع. وقد طالبت بعض الوفود في حينه الإشارة إلى « مبادئ توجيهية » أو مجموعة مبادئ » بدلاً من « وثيقة » (code).

في حين عبرت دول أعضاء أخرى عن دعمها الكامل لاعتماد المؤتمر العام لوثيقة أخلاقيات مجتمع المعلومات مستندين في ذلك الموقف إلى مساهمة الوثيقة في تناول تحديات حساسة، والى مرونتها الناتجة عن طبيعتها غير الملزمة، والى العمل التشاوري الطويل والجهود الكبيرة التي أسست لها.

وخرج المؤتمر العام بقرار أحاط فيه علماً بالوثيقة ودعا المديرة العامة إلى اقتراح السبل التي يمكن أن تعالج بها المنظمة الأبعاد الأخلاقية لمجتمع المعلومات في الدورة 189 للمجلس التنفيذي. وحيث أنه تم تقديم موعد انعقاد الدورة 189 للمجلس التنفيذي بسبب الأزمة المالية التي تعاني منها المنظمة، فقد تم تأجيل هذا الموضوع إلى الدورة 190 للمجلس التنفيذي المقرر انعقادها في الفترة: 11-28/9/2012.

وعلى هذا الأساس عزم قطاع الاتصال والمعلومات على عقد سلسلة من اللقاءات التشاورية غير الرسمية مع الدول الأعضاء لامتزاج آرائها بشأن تنفيذ قرار المؤتمر العام الذي يدعو المديرة العامة إلى اقتراح السبل التي يمكن أن تعالج بها المنظمة الأبعاد الأخلاقية لمجتمع المعلومات. على أن تأخذ المديرة العام بنظر الاعتبار نتائج هذه المشاورات وما ورد فيها من أفكار، في المقترحات التي ستقدمها إلى الدورة 190 للمجلس التنفيذي بهذا الشأن.

وفي هذا الإطار عقدت الأمانة (قطاع الاتصال والمعلومات) اجتماعاً تشاورياً مع عدد من الدول الأعضاء حول الأبعاد الأخلاقية لمجتمع المعلومات يومي 15 و 16 مارس 2012، وقد وزع القطاع خلاصة غير رسمية للأمور الأساسية التي تم التطرق إليها فيه، ويمكن إيجازها فيما يلي:

 

أولاً: حول النهج:

- تنظيم النقاش المواضيعي حول الأبعاد الأخلاقية لمجتمع المعلومات في اليونسكو وعلى المستوى الإقليمي.

- يمكن استخدام وثيقة الأخلاقيات التي وضعها برنامج المعلومات للجميع (IFAP) أساساً لتعميق التفكير بهدف تطوير مجموعة من المبادئ/ القيم المركزية، بحيث تعمل اليونسكو في الجوانب العملية من دون التضحية بدورها المعياري.

- الاستناد إلى مفهوم « الإنسانية الجديدة » لتعريف مفهوم الأبعاد الأخلاقية لمجتمع المعلومات.

- الأخذ في الاعتبار وجهات النظر المختلفة للأخلاق والأخلاق التطبيقية، ومجتمع المعلومات في المناطق المختلفة من العالم، وتحقيقاً لهذه الغاية، التأكيد على أهمية إعداد وثيقة غير معيارية تأخذ بعين الاعتبار مختلف وجهات النظر والمفاهيم الثقافية.

- التركيز على الميزة النسبية لليونسكو في هذا المجال (بناء القدرات، تقديم أفضل الممارسات الخ….)

- التأكيد على الصلة بين حقوق الإنسان والتكنولوجيات الناشئة.

- التركيز على التعاون بين القطاعات والشباب.

 

ثانياً: أساليب العمل:

- التعرف على الممارسات القائمة من خلال عملية مسح (تشمل الممارسات من بلدان مختلفة فيما يتعلق بأخلاقيات المعلومات والعمل الذي تقوم به المنظمات الدولية الحكومية في مجالات مختلفة ذات علاقة بأخلاقيات المعلومات).

- توفير مشاورات مفتوحة مع الدول الأعضاء وإعداد أوراق عمل على المستوى الإقليمي مع التركيز على القيم العالمية، بما في ذلك من خلال استخدام أدوات كالمنصات على الانترنت والاستبيانات.

- حشد الكراسي الجامعية لليونسكو والمجتمع الفكري الدولي مع محاولة الربط بين الباحثين في دول معينة والوصول إلى المعلومات في دول أخرى.

- العمل من خلال برنامج المعلومات للجميع (IFAP) ولكن ليس على سبيل الحصر، لضمان اتباع نهج تشاركي.

- تحديد شراكات جديدة، وتقوية الشراكات القائمة، بما في ذلك علاقات اليونسكو مع لجنة الأمم المتحدة للعلوم والتكنولوجيا في خدمة التنمية ومع القمة العالمية لمجتمع المعلومات.

- التفكير في كيفية مواصلة تطوير التوجه الاستراتيجي للخطة متوسطة الأجل  لليونسكو.

               

ثالثاً: حول المجالات ذات الأولوية:

حرية التعبير، التدريب لإتقان مجال وسائل الإعلام والمعلومات، الشباب، تكنولوجيا المعلومات والاتصال والتعليم والسياسات التعليمية في مجال أخلاقيات المعلومات، دعم تنمية السياسات الوطنية والأطر القانونية الوطنية في مجال أخلاقيات المعلومات.

 

وسبق أن أعلن مساعد المديرة العامة للاتصال والمعلومات في لقائه مع مجموعة الـ 77 بتاريخ 25/4/2012 أن القطاع سينظم مشاورات إضافية في هذا الشهر مع الدول التي لم تشارك في جولة المشاورات الأولى المشار إليها أعلاه، وأن مشروع الوثيقة التي ستقدم إلى المجلس التنفيذي والمستندة إلى هذه المشاورات، سيرسل إلى الدول الأعضاء قبل ذلك لإطلاعهم عليه وللحصول على ملاحظاتهم بشأنه قبل تقديمه إلى المجلس.

 

روابط لوثائق ذات علاقة بالموضوع:

 

المصدر: مندوبية ليبيا لدى اليونسكو

Print This Post