مراسلة شابة تتحدث بحماس عن عملها في مشروع ساعة سورية والذي يتم تنفيذه من قبل اليونسكو

2014/12/30

نور، طالبة كلية الصحافة ذات 21 ربيعاً، تتقد حماساً منتظرة أن تشارك قصتها، فها هي جالسة في مقهى في باريس، في طريقها لمقابلة المفوضية اليابانية الدائمة لدى اليونسكو لتقديم نتائج مشروع إذاعة « ساعة سورية » الممول من اليابان، وهذا المشروع عزيز على قلب نور حيث أنها عملت عليه كمراسلة طيلة السنة الماضية. كما وستقوم نور في وقت لاحق من نفس اليوم بزيارة « روزانا أف إم » وهي إذاعة سورية مستقلة تبث من باريس.

صرحت الطالبة الشابة؛ والمولودة لأب أردني وأم سورية، بقولها أن حقيقة كونها نصف سورية ساعدها كثيراً في هذا البرنامج حيث مكنها من فهم خلفية اللاجئين وثقافتهم ومخاوفهم، فهي واحدة منهم.

تم تدريب نور على إجراءات مقابلات وكتابة تقارير صحفية متخصصة في أوقات النزاعات قبل أن تبدأ بعملها الميداني كمراسلة شابة في هذا البرنامج. حيث تعمل عن قرب مع اللاجئين السوريين في المجتمعات الأردنية المضيفة ومع الشباب الأردني الأقل حظاً كذلك. تكمل نور حالياً سنتها الرابعة تخصص بكالوريوس صحافة وإعلام في جامعة اليرموك في محافظة إربد، وتأخذ المواصلات من وقتها ثلاث ساعات يومياً للوصول إلى جامعتها كونها تعيش في عمان، وتستغل نور هذا الوقت في الدراسة أو العمل.

تعد مصادر الاتصال أداة قوية لتسهيل الوصول للخدمات وإيصال الآراء وخاصة في أوقات الأزمات أو ما بعدها. وفي حال عدم استغلالها يصبج اللاجئين والمجتمعات المضيفة عرضة للخطر.

وكان هذا الحاجز محفزاً لمشروع « ساعة سورية »، وهو جزء من استجابة اليونسكو للأزمة السورية ، والذي أصبح برنامج حيوي ومعروف

ومطلوب كثيراً من اللاجئين السوريين المقيمين في المجتمعات المضيفة والشباب الأردني الأقل حظاً. يتم بث البرنامج الإذاعي مرتين أسبوعياً على محطتي يرموك أف إم (إربد) وفرح الناس (عمان)، ويعمل كمنصة اتصال للاجئين والشباب المهمش، حيث يمكنهم من الحصول على المعلومات ومشاركة قصصهم الشخصية والتفاعل مع المجتمع المحلي ومقدمي الخدمات.

عند سؤال نور حول دافعها للمشاركة كمراسلة شابة، أجابت: « أنني أؤمن بأن لدينا مسؤولية اتجاه اخواننا واخواتنا السوريين، وإيصال معلومات موثوقة لهم هو جزء من هذه المسؤولية ».

قامت هذه الصحافية الشابة بعمل سته تحقيقات صحفية لمشروع « ساعة سورية » حتى الآن، وكان مدة كل واحد منه تتراوح بين دقيقتان لثلاثة دقائق، وقد تطرقت لعدة مواضيع كالزواج المبكر وتمكين المرأة ويوم الصحة العالمي، حيث تقوم المنظمات غير الحكومية ومقدمو الخدمات في الميدان بمساعدة نور على إيجاد المواضيع ومقابلة الشركاء. تعزو نور معظم نجاحها لدوام تواصلها في العمل الصحفي، حيث عملت في السابق مع راديو بلد والتلفزيون الأردني، و أيضاً مدونة على الأنترنت ولها قناة خاصة على اليوتيوب.

وصل عدد المراسلين الشباب من محافظتي إربد وعمان، والذين شاركوا حتى الآن في هذا المشروع إلى 40 مراسل. ويمثل العمل في برنامج ساعة سورية تجربة صعبة لما يتطلبه من مهارة في التطرق للمواضيع الحساسة ومهارات الصحافة الإنسانية. أوضحت نور بأن هذا العمل صعب خاصة عند التعامل مع الأطفال المصابين بصدمات نفسية، حيث قالت بجدية « في أحد المرات، سألت ولد صغير عن الألعاب التي يفتقدها أكثر، فأجاب إنه لا يفتقد أي لعبة أو صديق، جل ما يريده هو عودة والده ».

تعمل نور حالياً على مشروع تخرجها، حيث تقوم بإنتاج فيلم وثائقي حول الهجوم الكيميائي على الغوطة في سوريا عام 2013، وعند سؤالها حول إذا ما كانت ستكمل دراستها لتحصل على شهادة الماجستير، قالت: « أفضل في الوقت الحاضر أن أعمل في الميدان كمراسلة إنسانية، فهذه هي الطريقة لتصبح صحفي حقيقي، وعندها سأقوم بالتغيير ».

تكرمت حكومة اليابان بتمويل مشروع ساعة سورية.

المصدر: اليونسكو

Print This Post