مجموعة ال77 والصين تراجع استراتيجية اليونسكو

2013/03/25

 عقدت لجنة المتابعة المنبثقة عن مجموعة ال77 و الصين اجتماعها الأول لهذا العام بتاريخ 13/3/2013  لمراجعة برنامج اليونسكو والميزانية ( 2014-2017   C5) والاستراتيجية المتوسطة الأجل (C4) .

وقد افتتح الاجتماع مساعد المديرة العامة للتخطيط الاستراتيجي  الذي أكد على أهمية الحوار بشأن مستقبل اليونسكو والتذكير بأن (أفريقيا أولوية) لليونسكو وينبغي أن يكون لذلك انعكاسا في برنامج اليونسكو واستراتيجيتها وذلك انسجاما مع ما انتهت إليه الدورة 190 للمجلس التنفيذي المنعقدة في الفترة : 3-18/10/2012 .

كما أكد على توجهات المديرة العامة بالنسبة للقطاعات الخمسة وهي :

التربية ،العلوم التطبيقية ، العلوم الطبيعية ، العلوم الاجتماعية ، الاعلام والمعلومات .  وصرح بأن هناك تصورا حول التغييرات المستهدفة التي انتهت إليها إدارة اليونسكو بهذا الخصوص ستكون في متناول الدول الأعضاء في الأسبوع القادم مكتوبة باللغات الست الرسمية للمنظمة. من بينها – بطبيعة الحال- اللغة العربية .

وفي إجابة مساعد المديرة العامة على تساؤلات بعض مندوبي الدول الأعضاء حول التعديلات التي طرأت على برنامج اليونسكو واستراتيجيتها متوسطة الأجل وتأثير ذلك على الهيكل التنظيمي للمنظمة وتركيبة القطاعات العاملة في اليونسكو، أوضح بأن التعديلات التي جرت على هذه البرامج وهذه الاستراتيجية تتناول (أفريقيا أولوية) وتعمل على إحلال هذه الأولوية محل التنفيذ . وأقر بأن المنظمة ستعمل وفق هذا المنظور في السنوات الثمانية القادمة . كما أكد مساعد المديرة العامة بأن الأسئلة التي وجهت إلى المديرة العامة خلال انعقاد الدورة الماضية للمجلس التنفيذي قد أجيب عليها والتي كانت تتركز في مجملها على برنامج اليونسكو واستراتيجيتها المتوسطة الأجل،  بيد أن إعلام جميع الدول الأعضاء بهذه التعديلات وخاصة فيما يتعلق بدمج بعض القطاعات والتغييرات التي ستطرأ على هيكلية المنظمة أمر حتمي وستتولى ذلك إدارة اليونسكو فضلا على أن هذا الموضوع قد تناولته الدول الأعضاء في العديد من الاجتماعات التي دعت إليها المديرة العامة . ولا شك بأن شبح الأزمة المالية التي تمر بها المنظمة في الوقت الحاضر كان ماثلا أمام إدارة المنظمة  أثناء صياغتها للتصورات لإعادة الهيكلة وتعديل برامج واستراتيجيات المنظمة وتطوير نشاطها.

وفي إجابة على سؤال موجه إلى مساعد المديرة العامة حول القدرات المادية والبشرية لتحقيق هذه التغييرات التي تستهدف استراتيجية اليونسكو متوسطة الأجل ، أكد على وجود ثلاثة أنواع من الدعائم للمنظمة وهي :

  • الميزانية العادية للمنظمة
  • الموارد الخارجة عن الميزانية العادية والمخصصة لتنفيذ برامج ومشاريع محددة إما لصالح الجهات الداعمة أو لتنفيذ خطط اليونسكو في أماكن معينة
  • المساعدات الخارجية من بعض الدول وخاصة تلك المخصصة لدعم صندوق الطوارىء .

أما القدرات البشرية التي ينبغي الاعتماد عليها في تحقيق مستهدفات التغيير المرتقب هي : مكاتب اليونسكو الإقليمية ، الجمعيات الدولية غير الحكومية ، اللجان الوطنية .

وفي اجتماع سابق لمجموعة ال 77 و الصين عقد خلال شهر فبراير الماضي برزت دعوات إلى اليونسكو لتحسين خدماتها وتعزيز دورها وأن تكون موجودة بكثافة في المحافل الدولية المعنية بالسلام والتضامن العالميين .

كما ينبغي عليها ونظرا لأهمية العلوم الإنسانية والاجتماعية  وضع برنامج لتعزيز دور المنظمة في الحوار بين الثقافات والتقارب بين الحضارات ، ولتعبر الأزمة المالية الحالية عليها الاعتماد على الدعم اللوجستي الخارجي والاستناد على رؤى الباحثين والخبراء المستقلين ليتسنى لها بلورة تواجهاتها الواسعة والشاملة لتطوير آلياتها وقطاعاتها الفنية العاملة .

ولن يأتي ذلك إلا بحشد المؤسسات الفكرية والعلمية في الحوار الحاصل في داخل المنظمة من أجل تغييرها وتطويرها ، وفي ظل هذا الحراك الفكري ينبغي أن لا تتلاشى الوظائف الأساسية للمنظمة وعلى رأسها مبادرة التعليم للجميع . وينبغي التنويه – في هذا الصدد – بالدور الذي قامت به مجموعة ال 77 و الصين في تقديم المشورة بشأن برنامج التعليم للجميع والآراء والأفكار التي قدمتها بشأن إصلاح المنظمة ، فضلا عن اسهاماتها في مجال ثقافة السلام والتنمية المستدامة والحوار بين الثقافات وإثراء برامج القضاء على الفقر . والإشكالية المطروحة تكمن في كيفية تحقيق النجاح في ظل التغييرات المقترحة وتوجهات الاصلاح المطلوب أثناء الأزمة المالية التي تمر بها المنظمة ، في الوقت الذي ترتفع فيه الأصوات المطالبة بتحصين المكتسبات التي تحققت للمنظمة في السابق والعمل على تحسينها والتقدم بها إلى الأمام مع وجود عصف ذهني حول التقلبات الاجتماعية وتهديدات  العنف والفقر.

إن النظرة إلى اليونسكو باعتبارها مختبر للأفكارومخزن للخبرات تدفع لأن تحافظ اليونسكو على قوتها وبذل الجهد  لتجاوز الإشكاليات والصعوبات التي تواجهها في الوقت الحاضر والعمل على تفادي أي تأثير سلبي على دور اليونسكو ووظيفتها في المجتمع الدولي .

إن هذا الدور يفضي إلى البحث على طرق لانسياب الحوار بين الثقافات والعمل على المحافظة على التراث الثقافي المادي وغير المادي وصون التنوع الثقافي وضمان التسامح ومكافحة العنصرية وترسيخ حقوق الانسان في المجتمعات المعاصرة .

إن مهمة اليونسكو تكمن في تحقيق العدالة الاجتماعية ودعم الحركات الشبابية بما يحقق التوازن النفسي والعدالة الاجتماعية إلى جانب المهام الرئيسية الأخرى المتعلقة بالتعليم والعلوم والاهتمام بالثقافة – وعلى وجه الخصوص – بالمحورين التاليين : 

*الثقافة والتنمية المستدامة

* حماية التراث ومحاربة الاتجار غير المشروع بالآثار

 

المصدر :  مندوبية ليبيا لدى اليونسكو

Print This Post