كلمة رئيس الوفد الليبي، معالي وزير التربية والتعليم (الدكتور علي عبيد)

2013/11/8

كلمة رئيس الوفد الليبي

في اجتماعات الدورة 37 للمؤتمر العام لليونسكو

الخميس 7 نوفمبر 2013

السيد/ رئيس المؤتمر العام، (السيد هاو بينغ)

السيدة/ رئيسة المجلس التنفيذي، (السيدة أليساندرا كومينس)

السيدة المديرة العامة لليونسكو، (السيدة إيرينا بوكوفا)

أصحاب السعادة، رؤساء الوفود،

السيدات والسادة،

أتشرف بمخاطبتكم جميعاً باسم بلادي (ليبيا) التي تحررت منذ سنتين من حكم نظام استبدادي غاشم. وسجلت بدماء شهدائها وتضحيات نسائها ورجالها ـ أثناء ثورة فبراير 2011 ـ ملحمة تاريخية في النضال ستهتدى بها الشعوب، وتفتخر بها الأجيال.

ولأنقل لحضراتكم ـ من خلال هذا الخطاب ـ تحيات الشعب الليبي والمؤتمر الوطني العام والحكومة المؤقتة، ولأعبر لكم عن تطلعاتهم وثقتهم في اليونسكو ـ البيت العالمي للتربية والعلوم والثقافة ـ ومؤتمرها العام. ولأفصح عن آمالهم المعقودة عليكم في التوصل الى ما نصبوا اليه من تنمية مستدامة وسلام دائم، وثقافة منتشرة، وتعليم مشاع، وعلم متاح للجميع.

ولأتقدم بالتهنئة الى (السيد هاو بينغ) على انتخابه رئيساً للمؤتمر العام، وأتوجه بالتقدير (للسيدة أليساندرا كومينس) رئيسة المجلس التنفيذي على النجاح الذي حققه المجلس خلال فترة ترأسها له ولأخص بالامتنان السيدة/ إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو على ما قدمته للمنظمة خلال الأربع سنوات الماضية للمجتمع الدولي عامة ولبلادي على وجه الخصوص والذي تمثل في دعم المنظمة لليبيا أثناء حرب التحرير في عام 2011 والحرص على تراث ليبيا ومنظومتها التعليمية الذي عبرت عنه بالبيانات التي صدرت عن اليونسكو والاجراءات التي اتخذت من قبلها بما يخدم مصلحة ليبيا واستقرارها، والتي نقدرها أيم تقدير، ونؤسس عليها تأييدنا لترشحها لولاية ثانية مديرة عامة لليونسكو، ليستمر العطاء، ويستمر نجاح هذه المنظمة في أداء مهمتها الانسانية للعالم أجمع.

أيها السيدات والسادة،

لقد احتفلت ليبيا هذا العام بمرور ستين عاما على انضمامها عضوا باليونسكو. ونقر بتقدير عال بالمردود  الايجابي لهذه العضوية طيلة العقود الستة الماضية المتجسد في التعاون المثمر بين بلادي والمنظمة بدءا من إنشاء مؤسسات تعليمية في ستينات القرن الماضي إلى تنفيذ برامج مشتركة في المجالات التربوية والعلمية والمعلوماتية والثقافية في الوقت الحاضر. وما إقدام اليونسكو العام الماضي – على إنشاء مكتب للمشروعات بليبيا إلا تعزيزا لهذا التعاون – ونتطلع إلى مزيد من توطيد هذه العلاقة ومزيد من تفعيل المشاريع في المستقبل، خاصة تلك التي تحتاجها ليبيا في هذه الأيام لتطوير بنيتها التعليمية، وتنمية نشاطها العلمي، وإصلاح ما أفسده النظام السابق من إخلال في النسيج الاجتماعي، وتشويه لبرامج التنمية، وخدش للهوية الوطنية، وإهدار لحقوق الإنسان.

إننا في ليبيا اليوم نسعى لتحقيق أهداف ثورة فبراير في الحرية، والكرامة، والعدل وحماية حقوق الإنسان، وضمان حرية التعبير، وصون الهوية الوطنية، وإقامة دولة القانون والمؤسسات. إن المدخل لتحقيق هذه الغايات هي التربية والتعليم والمعلومات والعلوم والثقافة، وكلها تدخل ضمن اهتمامات هذه المنظمة، وندعو إلى دعمها والمحافظة عليها وتوفير المناخ المناسب لإنجاز مهامها.

ومن هذا المنطلق فإن بلادي توافق على خطة الإيرادات والنفقات وخطة إعادة الهيكلة بالاستناد إلى التدفق النقدي المتوقع للمنظمة في العامين 2014-2015 والمقدر بمبلغ  507 ملايين دولار ونؤيد خطة إصلاح المنظمة بما في ذلك توجهاتها نحو تجويد وتحسين مجال عملها في العلوم الاجتماعية وتطوير بنيتها وتفعيل آلياتها بما يدفع إلى إحلال السلم العالمي وتوفير التعليم الجيد للجميع والاندماج الاجتماعي والمواطنة العالمية والمساواة بين الجنسين وترسيخ ثقافة السلام ونبذ العنف وإرساء دعائم الديمقراطية والإصغاء إلى صوت الشعوب صوت كل ما هو حق، وكل ما هو خير، وكل ما هو جميل. والتوجه نحو الإبداع والابتكار.

أيها السيدات… و السادة،

إن المؤتمر الوطني العام والحكومة الليبية يعبران من خلال مشاركة وفد بلادي في هذا المؤتمر للمجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية وعلى رأسها جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة واليونسكو وبقية منظمات الأمم المتحدة عن بالغ شكرها وتقديرها العميقين لوقوفهم إلى جانب الشعب الليبي.

ونود – في هذه المناسبة أن نحيي مشاركة الوفد الفلسطيني ممثلا لبلاده عضوا بالمنظمة لأول مرة، وما كان ذلك إلا تنفيذا لقرار المؤتمر العام لليونسكو في دورته الماضية آملين تجنيب المنظمة أي آثار سلبية لقرارات تتخذ من قبل المؤتمر العام.

وفي الختام، أدعو الله أن يمتعنا بالأمن والسلام والعدل، وأن يوفقنا للعمل معا – دولا وشعوبا ومنظمات – على تحقيق تطلعات الشعوب في الحياة الحرة الكريمة.

والسلام عليكم،،

Print This Post