قصص مروعة وأخرى مفعمة بالأمل في المناقشة الخاصة بتعليم الفتيات

2012/12/13

نُظِّم في مقر اليونسكو بباريس بمناسبة يوم حقوق الإنسان في 10 ديسمبر حدث ترويجي عنوانه « أيّدوا ملاله – من حق الفتيات أن يتعلمن! ». وتخلل هذا الحدث حلقة مناقشة رفيعة المستوى رويت فيها قصص مروعة وأخرى مفعمة بالأمل فيما يتعلق بتعليم الفتيات.

وتولت الصحفية زينب بدوي من « هيئة الإذاعة البريطانية » توجيه هذه المناقشة التي شكلت جزءاً من حدث ترويجي رفيع المستوى شارك فيه رئيس باكستان، آصف علي زرداري، ورئيس الوزراء الفرنسي، جان مارك إيرولت، ورئيسة فنلندا السابقة، ﺘﺎﺭﻴﺎ ﻫﺎﻟﻭﻨﻴﻥ. وانضمت هذه الشخصيات إلى المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، وعدد من المسؤولين الدوليين المرموقين الآخرين لتأييد الشابة الباكستانية المدافعة عن حق الفتيات في التعليم ملاله يوسفزاي – التي تتعافى الآن من الإصابات التي لحقت بها في محاولة اغتيال تعرضت لها حديثاً – ولتعجيل وتيرة التقدم نحو تحقيق أهداف التعليم للجميع.

وأكد وزير التربية في باكستان، شيخ وقاص أكرم، التزام بلده بالتعليم، مشيراً إلى القانون الجديد الذي سنته باكستان بشأن تعميم التعليم الابتدائي. وسئل الوزير أكرم عن الرأي القائل إن دفاع ملاله عن التعليم هو موقف « مناصر للغرب » نوعاً ما، فأجاب أنه منذ الاعتداء الذي تعرضت له ملاله « باتت الأغلبية الصامتة من السكان تعبّر عن آرائها » وتدافع عن حق الفتيات في التعليم بوصفه حقاً من حقوق الإنسان. وأضاف أن ذلك كان فرصة فريدة « لتشجيع الجميع على دعم تعليم الفتيات ».

قصة ملاله تتكرر كل يوم…

ألقت الدكتورة حُسن بانو غازانفار، وهي الوزيرة الأولى التي تتولى زمام وزارة شؤون المرأة في أفغانستان، كلمة بلغة دَري الفارسية وقالت إن « قصة ملاله تتكرر كل يوم في أفغانستان وصُدم الحضور عندما أخبرت أن مسؤولة أفغانية اغتيلت عند الساعة الثامنة صباحاً من ذلك اليوم، مضيفةً أن مسؤولة أخرى قُتلت في الشهر الماضي وأنه خلال السنوات الثماني الماضية تعرضت 000 8 طالبة لمحاولات تسميم وسُجلت عدة اعتداءات بالحمض الحارق. ومع ذلك، أكدت الدكتورة غازانفار أن عدد الفتيات الملتحقات بالمدارس يزداد وأن النساء بتن يشاركن في الحياة العامة.

وقال ديفيد بيرس ممثل وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري رودهام كلينتون إن « ما من مسألة أعز على السيدة كلينتون من مسألة تعليم الفتيات ».

وتحدثت نائبة وزير التربية والتعليم لتعليم الفتيات في المملكة العربية السعودية، ‏نورة الفايز، عن أوضاع الفتيات والنساء في بلدها فقالت إنها « مثال على النساء الحاصلات على منصب رفيع » في المملكة، وأوضحت أن تعليم الفتيات والنساء يشهد تقدماً على الرغم من التحديات القائمة.

وأكد ممثل الإمام الأكبر للجامع الأزهر في مصر أن الإسلام لا يميز بين الرجال والنساء، مشيراً إلى أن المساجد هي من أماكن التعليم المتاحة للرجال والنساء معاً. وتابع قائلاً إن اتخاذ الإسلام ذريعة لمنع الفتيات من الذهاب إلى المدرسة أمر باطل.

وألقت نائبة وزير الثقافة في إندونيسيا، البروفيسورة ويندو نوريانتي، كلمة سلطت فيها الضوء على التفاوت الكبير بين الجنسين في التعليم الثانوي بإندونيسيا، واعتبرت أن « تحقيق المساواة بين الجنسين يستلزم التحلي بالمواقف المؤاتية لذلك ».

وشدد المراقب الدائم عن منظمة التعاون الإسلامي لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف، سليمان الشيخ، على أن « منظمة التعاون الإسلامي تولي أهمية كبيرة لموضوع التعليم ». وأضاف: « تتمثل مهمتنا في التعاون من أجل التصدي لتحديات القرن الحادي والعشرين وإننا نضع مسألة تعزيز حقوق المرأة في مقدمة المسائل التي تشملها مهمتنا ».

وأوضحت وزيرة الدولة لدى وزيرة المساواة بين الجنسين في السويد، ماريا أرنهولم، أن بلدها هو من الدول التي حققت أكبر قدر من التقدم في تحقيق المساواة بين الجنسين نتيجةً لالتزام السلطات الوطنية بالتعليم العام منذ زمن طويل. وأشارت إلى أن التعليم أصبح إلزامياً في السويد منذ ثمانينات القرن التاسع عشر.

وأفادت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، ليلى زروقي، بأن « المجموعات المسلحة تتمركز في المدارس » في الكثير من البلدان التي تعيش أوضاع النزاع. ويولّد ذلك جواً من العنف، ولاسيما تجاه الفتيات، ويفضل الآباء بالتالي إبقاء بناتهم في المنزل.

أما مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في التعليم، كيشور سينغ، فذكّر المشاركين بأن التعليم هو حق غير قابل للتصرف وأن الدول ملزمة بموجب القانون بإنفاذ هذا الحق.

وتخلل الحدث أيضاً بيانات وشهادات أدلى بها مراهقون من شتى أنحاء العالم. وصدرت عن المشاركين وثيقة التزام أدانوا فيها الاعتداء الوحشي الذي تعرضت له ملاله وتعهدوا فيها بالمساعدة على وقف أعمال العنف وممارسات التمييز التي تعاني منها الفتيات. كما التزم المشاركون بتعزيز الجهود المبذولة لتحقيق أهداف التعليم للجميع بحلول عام 2015 ولإزالة العقبات التي تمنع الفتيات من الالتحاق بالمدارس.

المصدر: اليونسكو

Print This Post