فعاليات اليونسكو بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية: محو الأمية في عالم رقمي

2017/12/21

بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية عُقدت فاعلية عالميّة في مقر اليونسكو في باريس يوم 8 أيلول/سبتمبر، تحت شعار « محو الأميّة في عالم رقميّ » (Literacy in a digital world)، هدفت بشكل عام إلى النظر في مهارات القراءة والكتابة الأساسية التي يحتاجها الناس في مجتمعات يتزايد فيها دور التكنولوجيا والأدوات الرقمية، والسياسات والبرامج الفعالة لمحو الأمية من أجل إعمال الفرص التي يتيحها العالم الرقميّ ، وقد تخلل هذه الفاعلية تنظيم حفل تسليم جوائز اليونسكو الدولية لمحو الأمية لعام 2017 من أجل تكريم أفضل الممارسات لتعليم القراءة والكتابة حول العالم في ما يتعلق بموضوع هذا العام، لكون ذلك أحد المقاصد الرئيسة للهدف التنموي الرابع لرؤية اليونسكو 2030 ، وقد قُدمت الجوائز موزعة حسب البرنامج والممول حسب تصنيف المنظمة كما يلي :

أولاً. منح جائزتي اليونسكو-الملك سيجونغ لمحو الأميّة والمخصّصة للبرامج التعليميّة والتدريبيّة باللغة الأم والممولة من جمهوريّة كوريا، لكل من الممارسات أو المبادرات التالية:

1/ نحن نحب القراءة (الأردن):

وهو برنامج استهدف مجتمعاً افتراضيّاً حيث يقدّم تمارين قراءة بصوت عال للأهل، كما يستعين ببعض المتطوعين للقراءة بصوت عالٍ على مسامع الأطفال في أحيائهم، ويوفّر مكتبة رقميّة تحتوي على مواد مختلفة تتناسب مع أعمار القراء.

2/ مركز دراسات التعلّم والأداء (جامعة كونكورديا، كندا)

تضمن هذا المشروع استخدام تكنولوجيا التعليم من أجل تطوير الكفاءات التعليميّة الضروريّة في أفريقيا جنوب الصحراء، والذي يعمل على تطوير وتوزيع مواده دوليّاً بالمجّان.

ثانياً: منح جوائز اليونسكو-كونفوشيوس لمحو الأميّة الثلاثة، والممولة من حكومة جمهورية الصين الشعبيّة لتكريم الأعمال التي تعود بالفائدة على سكان الأرياف والشباب غير الملتحقين بالمدارس، لا سيما النساء والفتيات، لكل من:

1/ برنامج « أدلتيكو » لأمانة المعلومات والاتصالات لمدينة أرمينيا (كولومبيا) لتدريس الكفاءات الرقميّة للبالغين.

2/ مؤسسة المواطنين (الباكستان) عن برنامج آغا هي لمحو الأميّة للنساء والفتيات غير الملتحقات بالمدارس، حيث يوفر تقييماً للاحتياجات التعليميّة الرقميّة وخدمات تعليميّة لدعم تعليم الشابات والنساء.

3/ فاندزا (جنوب أفريقيا) عن مشروع القرّاء والكتاب الرامي إلى تطوير ثقافة القراءة والكتابة للمتعة من خلال موقع الكتروني يوفّر دورات في القراءة ومسابقات كتابيّة بالإضافة إلى إيجاد حلقة وصل بين القراء والكتّاب.

وقد تضمنت الفاعلية كذلك عقد مؤتمراً دولياً بحضور عدداً من الناشطين والخبراء في مجالات التعليم ووضع السياسات ومحو الأمية في مناطق مختلفة حول العالم، وهدف إلى: -

-  تعميق فهم أنواع المهارات التي يحتاجها الناس للتصفح في عالم رقميّ     وأهميّة ذلك في التعلّم والتعليم بشأن محو الأميّة.

- تبادل وتحليل الممارسات الواعدة فيما يتعلّق بالسياسات والبرامج التي ترصد وتقيّم وتموّل محو الأميّة في عالم رقميّ.

-   البحث في قدرة التكنولوجيّات الرقميّة على دعم التقدّم نحو بلوغ الهدف التنموي الرابع لا سيما المقصد السادس المعني بالشباب ومحو الأميّة.

و كان أهم ما تناوله المؤتمر كلمة الأمينة العامة التي استعرضت فيها مساهمات اليونسكو وتوصياتها فيما يتعلق بمحو الأمية وأساليب ممارستها والتطور الذي لا بد من مجاراته والمتعلق بمفهوم محو الأمية الحالي في ظل عالم أصبحت فيه الوسائل الرقمية والإلكترونية هي الأساس في التواصل معه ، ولذلك فإن محو الأمية لأم تعد محصورة في تعلم القراءة والكتابة إنما في تعلم الوسائل التقنية الحديثة التي تمكن المتعلم من مواكبة الممارسات الحالية التي أصبح ينهجها الجميع أفراداً ومؤسسات ودول ، و أشارت إلى أنه من الضرورة تطوير برامج محو الأمية لتواكب هذه الممارسات ، وفي هذا الإطار شددت على توصيات اليونسكو فيما يتعلق بتدريب وتعليم حتى المعلمين المنوطين بالعمل في برامج محو الأمية ليتمكنوا من نقل المعرفة الرقمية والتقنية وأساليب التواصل الحديث للمتعلمين ، ولذلك أشارت إلى أن اليونسكو أصبحت تعيد النظر في تصنيف المتعلمين بشكل عام والمستهدفين من برامج محو الأمية بشكل خاص على أساس قدرات  التواصل ومعرفة تقنية العالم الرقمي وليس فقط في القراءة والكتابة والعلوم التقليدية  .

وفي نفس الإطار كانت توصيات المؤتمر، حيث ركزت ملاحظات وتوصيات المشاركين على استعراض اما تجارب دولية أو محلية للمواكبة هذه التطوير ومتطلبات محو الأمية الحديثة، ولذلك فقد تم التركيز على ضرورة إدراج مناهج في المؤسسات التعليمية منذ البداية تركز على تعليم التقنية الحديثة ومواكبة تطورها كي تساهم المؤسسات التعليمية كافة في تعليم متضمن الأساليب التقنية الحديثة وأساليب التواصل الرقمي.

عليه نرى أنه من الأهمية بمكان أن تطلع وزارة التعليم الليبية عن مضامين هذا المؤتمر وتوصياته وأن تكون برامج التطوير لأساليب محو الامية وبرامج وسياسات التعليم مواكبة ومتبنية لتعليم تقنيات العالم الرقمي، وضرورة النظر باهتمام بالغ إلى مقترح تضمين مناهج الوسائل التقنية والرقمية للتواصل والعمل في أي استراتيجيات أو خطط تتبناها الوزارة لتطوير التعليم في ليبيا.

المصدر: مندوبية ليبيا لدى اليونسكو (خ.ح)

Print This Post