عشرون عاماً على انشاء برنامج ذاكرة العالم

2012/05/7

تحتفل اليونسكو هذه الأيام بالذكرى العشرين لإنشاء برنامج ذاكرة العالم من خلال فعاليات متعددة في المقر وفي أماكن مختلفة من العالم لتسليط الضوء على البرنامج وللتأكيد على أهمية التراث الوثائقي للعالم أجمع، وعلى أهمية الحفاظ عليه وحمايته. 

فقد أنشأت اليونسكو برنامج ذاكرة العالم عام 1992 معالجة لقلقها المتزايد بشأن الحالة التي كان عليها وضع حفظ التراث الوثائقي العالمي وتداوله. فقد تأسس برنامج ذاكرة العالم باعتباره نهجاً طويل المدى لتغيير الطريقة التي تتبعها الشعوب والحكومات والمجتمعات والأفراد في تقدير التراث الوثائقي العالمي وحمايته واستخدامه ودعمه سواء كان ذلك التراث في المكتبات أو دور المحفوظات أو المتاحف أو مكان آخر. 

ان برنامج ذاكرة العالم هو برنامج اليونسكو الرئيسي الذي يهدف إلى ضمان حفظ أرصدة دور المحفوظات القيمة ومجموعات المقتنيات التقنية الموجودة في المكتبات والمتاحف في جميع انحاء العالم وبث المعرفة بها. وهو إحدى مبادرات اليونسكو الثلاث الرامية إلى حماية التراث الثقافي العالمي ورفع مستوى الوعي به. 

أما المبادرتان الأخريان فإحداهما هي اتفاقية حماية التراث الثقافي والطبيعي التي تضم الآثار والمواقع الطبيعية التي تتمتع بقيمة عالمية بارزة، والأخرى هي اتفاقية حماية التراث غير المادي التي تعمل على التعرف على الثقافة والروايات الشفوية وتدعم بقاءها. وتكمل هذه المبادرات الثلاث بعضها البعض. 

ولبرنامج ذاكرة العالم أربعة أهداف هي:

   1)            تيسير حفظ التراث الوثائقي باستخدام أنسب التقنيات؛

   2)            تسهيل الوصول إلى التراث الوثائقي والمساعدة على تداوله؛

   3)            زيادة الوعي في جميع أنحاء العالم بوجود التراث الوثائقي وبمغزى ذلك التراث؛

   4)            تنبيه الحكومات وصانعي القرار والجمهور بصورة عامة إلى أن حفظ الوثائق بمختلف أنواعها وتداولها يتطلب بذل المزيد من الجهود خاصة في العصر الرقمي الذي يقدم أبعاداً ديمقراطية في مجال الإنتاج والوصول إلى الوثائق الجديدة والقديمة. 

يضطلع برنامج ذاكرة العالم بمسؤولياته من خلال أمانة اليونسكو وشبكة من اللجان تعمل بموجب « المبادئ التوجيهية العامة للبرنامج« . وللبرنامج لجان وسجلات دولية وإقليمية ووطنية. ولكل من هذه اللجان والسجلات الموقع الالكتروني المنفصل الخاص به وهي تعمل بصفة مستقلة ولكن بما يتوافق مع المبادئ التوجيهية العامة، ويعتبر الموقع الالكتروني الرئيسي لبرنامج ذاكرة العالم بوابة دخول عامة لها. 

 

اما الهيئات الرئيسية لبرنامج ذاكرة العالم فهي:

             ·       اللجنة الاستشارية الدولية (IAC): 

 وهي الهيئة التنفيذية الأولى في ذاكرة العالم. وتسدي هذه اللجنة المشورة إلى اليونسكو فيما يتعلق بتخطيط البرنامج وتنفيذه ككل، وترصد عمل اللجان الأخرى، وتقدم توصياتها لمدير عام اليونسكو فيما يخص المواد المدرجة الجديدة في سجل ذاكرة العالم الدولي. وتتألف اللجنة من 14 خبيراً يعينهم المدير العام لليونسكو لمدة محددة بصفتهم الشخصية.

             ·       اللجان الإقليمية:  

تقوم اللجان الإقليمية على أساس جغرافيا الأقاليم الرسمية التي تعمل بها اليونسكو، كما تقوم على أساس معطيات أخرى مثل الثقافات أو الاهتمامات المشتركة.

             ·       اللجان الوطنية:

لجان ذاكرة العالم الوطنية هي هيئات تنشئها وتعرف بها اللجنة الوطنية لليونسكو في الدولة المعنية. وقد تشمل أنشطة هذه اللجان حفظ سجل وطني لذاكرة العالم والتدريب والتوعية. 

 

توجد سجلات مختلفة لذاكرة العالم بهدف تكثيف أعمال حفظ التراث الوثائقي وزيادة إحكام نسيج شبكة ذاكرة العالم. فهناك سجلات دولية وإقليمية ووطنية منفصلة في ذاكرة العالم. وتستند عمليات إدراج المواد بشكل أساسي إلى معايير موحدة مع مراعاة مواءمتها للخلفية الثقافية التي تنتمي إليها. ويدار كل سجل على حدة من خلال اللجنة المعنية من لجان ذاكرة العالم الدولية أو الإقليمية أو الوطنية. ويعد إدراج مادة ما في أي من سجلات ذاكرة العالم تأكيداً من اليونسكو لقيمتها الدائمة ومغزاها، كما يرفع إدراج تلك المادة أو المواد من مكانة المؤسسة التي تمتلكها.

وتسهم السجلات مع مرور الوقت في التأثير على التصورات القائمة حول تاريخ العالم وفهم ذلك التاريخ. ولكل سجل من سجلات ذاكرة العالم عملية ترشيح وإطار زمني خاص به. ويمكن أن توفر لجنة ذاكرة العالم الدولية أو الإقليمية أو الوطنية المعنية المعلومات والاستمارات اللازمة للترشيح للإدراج في السجلات التابعة لها. 

وجدير بالذكر أن الترشيح لتسجيل مادة ما في سجل ذاكرة العالم ليس تنافسيا ويحكم على كل ترشيح وفقاً للمعايير، ولا توجد حصص في الوقت الراهن، ولكن بالنسبة لسجل ذاكرة العالم الدولي وحده يوجد تحديد بأن لا تتجاوز دولة واحدة ترشيحين في كل دورة من الدورات التي تتألف من عامين. 

وهناك 5 دول عربية لها مواد (مجموعها ثمانية) مسجلة في سجل ذاكرة العالم الدولي (مصر، لبنان، المغرب، السعودية، تونس) بينما في أفريقيا هناك 9 دول، وفي آسيا والمحيط الهادي 17 دولة، وفي أوروبا وأمريكا الشمالية 37 دولة، وفي أمريكا اللاتينية والكاريبي 26 دولة. 

وقد بينت مؤخراً رئيسة اللجنة الاستشارية الدولية (IAC) أن العدد الكلي للمواد في سجل ذاكرة العالم الدولي حالياً هو 245 مادة، وأشارت إلى أن إحدى المشاكل الملازمة للبرنامج منذ فترة هي أن 50 % تقريباً من المواد المسجلة في السجل الدولي تأتي من دول في أوروبا، وأكدت أن جهوداً تبذل لمعالجة هذا الوضع وإتاحة الفرصة لدول من مناطق أخرى من العالم للنجاح في تسجيل مواد تابعة لها. 

وهناك 4 دول عربية فقط لها لجان وطنية لبرنامج ذاكرة العالم هي: مصر ولبنان والمغرب وتونس، بينما في أفريقيا هناك 7 دول لها لجان وطنية، وفي آسيا والمحيط الهادي 12 دولة، وفي أوروبا وأمريكا الشمالية 20 دولة، وفي أمريكا اللاتينية والكاريبي 15 دولة.

  

المصدر: مندوبية ليبيا استناداً لما صدر عن اليونسكو

Print This Post