صدور ملخص لتقرير « نحو التعلم الشامل: توصيات فريق العمل المعني بالقياسات المعيارية للتعلم »

2013/09/25

أصدر فريق العمل المعني بالقياسات المعيارية للتعلم، المنبثق عن معهد اليونسكو للاحصاء ومركز التعلم العالمي التابع لمعهد بروكينغز، في شهر سبتمبر 2013 الجاري، ملخصاً لتقريره الذي يحمل عنوان: « نحو التعلم الشامل: توصيات فريق العمل المعني بالقياسات المعيارية للتعلم »، (Toward Universal Learning: Recommandations from the Metrics Taskforce). واستند فريق العمل في تقريره الى توصيات فرق عمل فنية ومعلومات مستحصلة من مشاورات عالمية واسعة. ويهدف الفريق الى جعل التعلم مكوناً أساسياً لجدول الأعمال العالمي للتنمية لما بعد 2015، والى تقديم توصيات بشأن الأهداف المشتركة في مجال تحسين فرص ونتائج التعلم للأطفال والشباب في كافة أنحاء العالم.

ويُعتبر معهد اليونسكو للاحصاء (UIS)، الذي تأسس عام 1999 ومقره مونتريال/ كندا، مكتب اليونسكو المختص بالاحصاء والمكلف في اطار منظومة الأمم المتحدة بإعداد الاحصائيات في مجالات التعليم والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والاتصال على الصعيد العالمي. أما مركز التعلم العالمي التابع لمعهد بروكينغز، فهو أحد المراكز الأساسية للسياسات وهو يركز على إتاحة تعليم نوعي شامل في الدول النامية، ويستند في ذلك الى أبحاث مستقلة نوعية يقوم بإعدادها ويقدم على أساسها توصيات الى صناع القرار والجمهور عموماً.

ويتضمن التقرير « نحو التعلم الشامل »، مجموعة التوصيات الصادرة عن فريق العمل المعني بالقياسات المعيارية للتعلم والذي تشارك فيه 30 منظمة اجتمعت وعملت في الفترة الواقعة بين يوليو 2012 وسبتمبر 2013. وقد وضع فريق العمل توصياته، بعد ثمانية عشر شهراً من العمل، في سلسلة من ثلاثة تقارير تحمل عنوان « نحو التعلم الشامل »، يشكل التقرير موضوع البحث ثالثها.

ففي التقرير الأول، « ما يتوجب على كل طفل تعلمه »، شخّص الفريق المؤهلات والمعرفة أو مجالات التعلم التي يتوجب على كل أطفال وشباب العالم امتلاكها لأجل النجاح في المدرسة والحياة. وفي التقرير الثاني، « إطار عالمي/ شامل لقياس التعلم »، قدم الفريق رؤية لكيفية قياس التعلم بشكل شامل. أما التقرير الثالث والأخير (الذي تصدر نسخته الكاملة في شهر نوفمبر 2013) فيتناول كيفية استخدام قياسات التعلم لتحسين نوعية التعليم. وقد أسهم في إعداد التوصيات بالاضافة الى فريق العمل المعني بالقياسات المعيارية للتعلم، ثلاث مجموعات عمل تقنية وأكثر من 1700 شخص من 118 دولة في أنحاء مختلفة من العالم قدموا ملاحظاتهم ومشورتهم. ويتضمن التقرير الفصول التالية:

- ملخص تنفيذي

- أزمة التعلم العالمية (الشاملة)

- فريق العمل المعني بالقياسات المعيارية للتعلم: بناء التوافق للوصول الى التعلم الشامل

- التوصية 1: نقلة نوعية عالمية (تغيير النماذج)

- التوصية 2: كفاءات التعلم

- التوصية 3: مؤشرات التعلم للتتبع العالمي الشامل

- التوصية 4: دعم الدول

- التوصية 5: العدالة

- التوصية 6: التقييم كسلعة عامة

- التوصية 7: اتخاذ الاجراءات

- الخلاصة/ الاستنتاجات: دعوة للعمل

- ملحق أ: نهج فريق العمل

- ملحق ب: الإطار الشامل لمجالات التعلم ومجالات التعلم الفرعية

- ملحق ج: أعضاء فريق العمل.

وقد أنطلق التقرير من نتائج توصل اليها معهد بروكينغز عام 2011 تفيد أن الدلائل تشير الى أن مستويات التعلم تعطي مردودات اجتماعية واقتصادية في التعليم والوظائف والانتاج والنمو، أكثر مما تعطيه السنوات التي يقضيها التلميذ في المدرسة. وأشار التقرير إلى أنه كثيراً ما يترك الأطفال المدارس من دون امتلاك المعارف والمؤهلات الأساسية التي يحتاجون إليها لمزاولة حياة منتجة وصحية والوصول الى مستوى معيشي مستدام. كما أشار التقرير في هذا الصدد الى نتائج تقرير اليونسكو لعام 2012 لرصد التعليم للجميع التي تفيد بأن ما يقارب 120 مليون طفل لا يذهبون الى المدارس أو يغادرونها قبل سنتهم الرابعة، وأن 250 مليون طفل على الأقل في سن المدرسة الابتدائية في العالم لا يجيدون القراءة أو الكتابة أو الحساب بمستوى الحد الأدنى من معايير التعلم، بما في ذلك بنات وصبية قضوا على الأقل أربع سنوات في المدرسة، وأن 200 مليون مراهق، بما في ذلك الذين أكملوا المرحلة الثانوية، لا يملكون المؤهلات التي يحتاجون اليها في الحياة والعمل.

وبّين التقرير أن نوعية التعليم المتدنية تقضي على مستقبل ملايين الأطفال والشباب في كافة دول العالم، غنية كانت أم فقيرة، إلاّ أن الحجم الحقيقي للأزمة غير معروف لأن عملية قياس انجازات التعلم ونتائجه محدودة في العديد من دول العالم، وبالتالي يصعب تقييمها على المستوى الدولي. وبين أنه نظراً لافتقاد الكثير من الدول للبيانات الكافية، ولامكانية القياس والتتبع المنتظمين لنتائج التعلم على مرّ الزمن، أصبح من غير الممكن وضع السياسات على أساس المعرفة والمحاسبة. ولمعالجة هذه الأزمة، قدم فريق العمل في تقريره الأخير سبع توصيات كما ورد سابقاً.

التوصية الأولى: نقلة نوعية عالمية

تحقيق نقلة عالمية في التركيز والاستثمار من سياسة « إتاحة الوصول الى التعليم » الى سياسة « إتاحة الوصول إلى التعليم زائداً التعلم »، أي التأكيد على الضرورة الماسة لحصول الأطفال والشباب على نوعية عالية من التعليم تمكنهم من تطوير المؤهلات والكفاءات اللازمة للنجاح في حياتهم المستقبلية.

التوصية الثانية: كفاءات التعلم

أن يطور الأطفال والشباب كفاءات في سبعة مجالات للتعلم اعتبرها أساسية لنجاحهم المستقبلي وهي: العلوم والتكنولوجيا، الحساب والرياضيات، تعلم المقاربات والإدراك، معرفة القراءة والكتابة والاتصال، الثقافة والفنون، الجانبين الاجتماعي والعاطفي، الصحة الجسدية.

التوصية الثالثة: مؤشرات التعلم للتتبع العالمي

القيام على صعيد كافة الدول، بتتبع عدد صغير من مؤشرات التعلم، تقيس فرص التعلم الأساسية للطفل عبر مسيرته التعليمية. وحدد التقرير المجالات التي ينبغي قياسها وهي: التعلم للجميع، العمر والتعلم (تبين المؤشرات الذين لا يدخلون المدرسة أو يخرجون منها مبكراً)، القراءة، الحساب، الاستعداد للتعلم، المواطنة العالمية (تقيس المؤشرات مؤهلات النجاح ضمن المجتمعات والدول وفي العالم)، إتساع فرص التعلم (تتبع المؤشرات فرص التعلم في مجالات التعلم السبعة المشار اليها سابقاً).

التوصية الرابعة: دعم الدول

دعم الدول في تعزيز نظمها التقييمية، وحتى في تحسين مستويات التعلم لديها، مع ضرورة أن يكون هذا الدعم تقنياً ومؤسسياً وسياسياً.

التوصية الخامسة: العدالة

أن يتضمن قياس التعلم تركيزاً صريحاً على العدالة، مع إيلاء اهتمام خاص لعدم المساواة داخل الدول. واعتبر الفريق أن قياسات الوصول والتعلم بالاضافة الى البيانات الخاصة بمواصفات الطفل، يجب أن تستخدم لتحقيق المساواة في فرص التعلم، وللحد من الفروقات في نتائج التعلم.

التوصية السادسة: التقييم كسلعة عامة

أن تكون القياسات الخاصة بالمؤشرات التي يتم تتبعها عالمياً، سلعة عامة، مع أدوات ووثائق وبيانات متاحة مجاناً. واعتبر أن لا يجب أن يحرم أي بلد من قياس نتائج التعلم بسبب صعوبات مالية يواجهها.

التوصية السابعة: اتخاذ الاجراءات

يتوجب على المعنيين (أصحاب المصلحة) اتخاذ الاجراءات لضمان حق التعلم لكل الأطفال والشباب. ودعى الفريق المجتمع التعليمي للحفاظ على الزخم الذي تم تحقيقه ولاتخاذ مجموعة خطوات للمساعدة على تحويل توصيات الفريق الى إجراءات ملموسة.

وخلص التقرير الى أن فريق العمل المعني بالقياسات المعيارية للتعلم قد وضع من خلال توصياته، جدول أعمال طموح لرفع مستوى التقييم، لأجل تحسين فرص ونتائج التعلم لكل الأطفال والشباب. واعترف التقرير أن عملية التقييم وحدها لن تحسّن نوعية بيئة التعليم والتعلم، إلاّ أنه اعتبر أن بيانات موثوقة بشأن انجازات الطلاب تعطي صناع القرار والتربويين امكانية تطوير استراتيجيات لتحسين التعلم، مع الأخذ بعين الاعتبار العوامل المؤئرة في كل حالة. واعتبر التقرير أن الدروس المستقاة من عمل الفريق ستكون ثمينة لصانعي القرار ووزارات التعليم لما بعد 2015 في الوقت الذي يحضّرون فيه التحول النوعي في النماذج من « إتاحة الوصول » الى « إتاحة الوصول زائداً التعلم » في اطار نظمهم.

وستقوم المندوبية بإعداد ونشر ملخصين للتقريرين الأول والثاني لفريق العمل المعني بالقياسات المعيارية للتعلم في الفترة القادمة.

رابط الى ملخص التقرير « نحو التعلم العالمي: توصيات فريق العمل المعني بالقياسات المعيارية للتعلم » (باللغة الانكليزية)

 

المصدر: مندوبية ليبيا لدى اليونسكو

Print This Post