رسالة من المديرة العامة لليونسكو في اليوم الدولي للسلام-21 سبتمبر

2013/09/21

رسالة من السيدة إيرينا بوكوفا، بمناسبة اليوم الدولي للسلام

« 21 سبتمبر هو اليوم الدولي للسلام، وقد خصص هذا العام للاحتفال بالتعليم من أجل السلام. تجسّد هذه الرسالة القيم التأسيسية لليونسكو: لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر، رجالاً ونساءً، ففي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام. والتعليم هو أساس أي سلام دائم، ومحرك الحرية والتسامح. وبالتعليم يتراجع الجهل وانعدام التفاهم، اللذين غالباً ما تتحول الخلافات من خلالهما إلى أعمال عنف. فالتعليم يعزز ثقافة الحوار التي تعد ضرورية لحل النزاعات.

لذا، تجهد اليونسكو من أجل توفير تعليم جيد للجميع يتخطى أساسيات القراءة والكتابة، إذ يجب أن يشمل التعليم تدريس حقوق الإنسان، وآداب العيش معاً، واحترام الآخرين. ويمثل التعليم من أجل السلام مكوّناً أساسياً في التعليم عموماً. ويجب أن يعرف جميع أطفال العالم حقوقهم، وأن يتعلموا تاريخهم وتاريخ الشعوب الأخرى، لكي يدركوا تساوي منزلة الثقافات ويستخلصوا العبر من الجرائم وأعمال العنف التي ارتكبت في الماضي.

وهذه الرؤية هي مفتاح المواطنة المتسامحة في عالم معولم، وهي تنطوي على جهد مكثف لتدريب المدرّسين وتصميم المناهج الدراسية المناسبة. هذه هي المبادئ التي توجه عمل اليونسكو، ولا سيما من خلال العقد الدولي للتقارب بين الثقافات (2013-2022) الذي اعتمده المؤتمر العام لليونسكو والجمعية العامة للأمم المتحدة.

والتعليم حق أساسي من حقوق الإنسان، وليس هناك ما يبرر حرمان أي أحد منه. ويتعين علينا، عند تعبئة إمكانات التعليم لمنع وقوع الحروب، ضمان جودة التعليم واستمراريته، حتى في حالات النزاع. وهذا هو مغزى عمل اليونسكو الرامي إلى حماية المدارس والمعلمين، وإلى توفير التعليم للاجئين والمشردين، بل هو أيضاً وسيلة تستخدمها اليونسكو لتهيئة ظروف السلام في المستقبل.وانطلاقاً من هذا الأمل المنشود، أدعو جميع الدول الأعضاء في اليونسكو، والحكومات، ومنظمات المجتمع المدني إلى توحيد قواها والانضمام إلينا كي نجعل من التعليم قوة تدفع نحو السلام. يجب علينا أن نقدم إلى الأجيال القادمة ثقافة الحوار وأن نبني، من خلال التعليم، عالماً لا يتسم بمزيد من الترابط فحسب، بل يتسم أيضاً بمزيد من التضامن. »

المصدر: اليونسكو

Print This Post