رسالة مشتركة بمناسبة اليوم العالمي للمعلمين

2013/10/5

أصدر اليوم (5 أكتوبر 2013) كل من:

إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو

غاي رايدر، المدير العام لمنظمة العمل الدولية

أنطوني لايك، المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)

هيلين كلارك، مديرة برنامج الأمم المتحدة الانمائي

السيد فريد فان ليوون، الأمين العام للاتحاد الدولي للمعلمين

رسالة مشتركة بمناسبة اليوم العالمي للمعلمين (نداء بشأن المعلمين) فيما يلي نصها:

يحمل المعلمون المفتاح لمستقبل أفضل للجميع. فهُم يُلهمون مواطني العالم المبتكرين والمسؤولين ويقومون بتحفيزهم وتمكينهم. وهم يحرصون على انتساب الأطفال الى المدارس وإبقائهم فيها ومساعدتهم على التعلّم. ويعمل المعلمون يومياً على بناء مجتمعات المعرفة الشاملة للجميع التي نحتاج اليها في الغد وفي القرن المقبل. وفي اليوم العالمي للمعلمين هذا، نتعاضد جميعاً لنوجه الشكر الى المعلمين ولندعو الى مزيد من المعلمين الذين يحظون بتدريب أفضل وبدعم أكبر.

لا يمكن الاستغناء عن المعلم الجيد. فهناك ما يثبت أن المعلمين ومعارفهم ومهاراتهم المهنية تشكل أهم عامل للحصول على تعليم جيد. ويستلزم ذلك مستوى أعلى من التدريب ومن التنمية المهنية والدعم الأوليين والمستمرين بغية تعزيز الأداء وتحسين نتائج التعلّم. ونحن على دراية بذلك، لكن غالباً ما يبقى المعلمون غير مؤهلين بالقدر الكافي، ويعملون لقاء أجر منخفض، وتتسم أوضاعهم بالتدني، ويبقون مستبعدين من المسائل المتعلقة بسياسات التعليم ومن البت في القرارات التي تخصهم وتمسهم.

وفي يومنا هذا، لا يوجد إلا القليل من المعلمين. فعلى الصعيد العالمي، يجب توظيف نحو 5،24 مليون معلم بغية تحقيق هدف تعميم التعليم الابتدائي بحلول عام 2015، أي يجب توظيف 1،58 مليون معلم جديد واستبدال 3،66 مليون من المعلمين الذين تركوا المهنة. لكن المسألة ليست مسألة أرقام فحسب، فالتحدي يفوق ذلك، إذ لا بد أن تؤدي زيادة عدد المعلمين الى تحسين نوعية التعلّم من خلال التدريب والدعم الملائمين.

وهذا أمرٌ أساسي لضمان حصول كل متعلّم على حقه في التعليم الجيد، ولاسيما لتحقيق هدف الوصول الى الأطفال البالغ عددهم 57 مليون طفل من غير الملتحقين بالمدارس حالياً مع أنهم في سن الالتحاق بالتعليم الابتدائي. وعلى الوتيرة الحالية، نرى، وفقاً لتقديراتنا، أن 49 في المائة من هؤلاء الأطفال هم من الإناث. ويدعو مستوى التعلّم المتدني الى القلق أيضاً، فتشير التقديرات الى أن 250 مليون طفل لا يستطيعون القراءة والكتابة عند بلوغهم سن الالتحاق بالصف الرابع، علماً بأن نصف هؤلاء الأطفال تقريباً ملتحقون بالمدارس. ولذا يجب أن تعالج بصورة عاجلة مسألة الانتفاع بالتعليم وأزمة التعلّم.

ولا يمكن لعملية التعلّم أن تكتمل دون معلمين مهنيين يحظون بالتدريب والدعم الجيديْن، ويخضعون للمساءلة، ويحفظ قدرهم. فيشكل المعلمون جوهر الحل لأزمة التعلّم، ومع ذلك فإن العديد منهم لا يحصلون إلا على تدريب ودعم متدنيين، إذ غالياً ما يتم استبعادهم من القرارات الخاصة بالسياسات التي تؤثر في أوضاعهم. ومع أن المعلمين يشكلون أساساً لتوفير بيئة تعلّم آمنة ومساندة للطلاب، فإن العديد منهم يعمل في ظروف قاسية للغاية وفي حالات طوارىء بل ويتعرضون للهجمات.

بيد أن، هنالك جوانب مشرقة أيضاً في هذا المشهد، فقد شهدنا عدداً من الجهود المبذولة لتحسين أوضاع المعلمين، من خلال تعزيز الجانب المهني لديهم ووضع خطط لمنح الشهادات، وتقديم الحوافز للخدمة في المجتمعات النائية أو المحرومة، وسن القوانين الخاصة بالحد الأدنى للأجور، ووضع نماذج للتطور الوظيفي، وتحقيق التنمية المهنية المستمرة، ودعم المعلمات اللواتي يعملن في مناطق نائية، وتبادل الدعم بين النظراء والتوجيه بين الأجيال، ومنح جوائز التقدير والحوافز التي تتيح تقدم المعلم، ورفع معايير القبول في برامج تدريب المعلمين، وتنظيم حملات التوعية العامة، والتدريب المجاني، وعلاوات التوظيف. وتضمن جميع هذه الممارسات المساواة والنوعية وتحدث تغييراً حقيقياً في نتائج التعلّم؛ لذلك يجب المضي بها قدماً وتعزيزها.

ويُعد العمل الدولي الفعّال في هذا المجال أمراً أساسياً لدعم الجهود المبذولة على الصعيد الوطني بغية مساندة المعلمين والمؤسسات التربوية، إضافة الى زيادة فرص التعليم لجميع الأطفال. ويجب أن يضمن هذا العمل أن تبين رواتب المعلمين وأوضاعهم اللالتزام بتوفير تعليم رفيع المستوى تضطلع به مجموعة من المعلمين المؤهلين والمتحمسين. ولهذا السبب، يشكل المعلمون المحور الأساسي في المبادرة العالمية بشأن « التعليم أولاً » التي اتخذها الأمين العام للأمم المتحدة، وذلك لضمان التحاق كل طفل بالمدرسة حيث يتلقى تعليماً جيداً وينمي حساً جديداً بالمواطنة العالمية.

هذا هو نداؤنا بشأن المعلمين اليوم. فانضموا إلينا بتوجيه الشكر والدعم الى معلمينا الحاليين وساعدونا في توظيف المزيد من المعلمين والمعلمات لتشكيل نظم تعليمية أكثر فعالية ولتحضير الشباب والكبار للمشاركة في المجتمع بنشاط ومسؤولية. فما من حجر أساس أقوى من التعليم الجيد الذي يقدمه معلمون متحمسون يحظون بالتدريب الجيد والتقدير والدعم لبناء السلام الدائم وتحقيق التنمية المستدامة. فسيكون تعليم أجيال المستقبل في مهب الريح ما لم نتمكن من مواجهة التحدي ووضع أفضل معلم ممكن في كل قاعة دراسية.

 

المصدر: اليونسكو

Print This Post