دعم المعلّمين في العالم العربي: شرط أساسي من أجل تعليم نوعي

2014/12/25

اجتمع خبراء من وزارات التربية والتعليم، المؤسسات الأكاديمية، الهيئات الدولية، المنظّمات غير الحكومية والوكالات المتخصّصة في العالم العربي في بيروت، لبنان للمشاركة في ورشة العمل الإقليمية الثالثة حول « تطوير سياسات وممارسات المعلّمين في العالم العربي ». مثّل هذا اللقاء الذي تمّ تنظيمه بالتعاون مع مكتب التربية العربي لدول الخليج، وذلك في إطار أحد أبرز أهداف اليونسكو، أي دعم وتدريب المعلّمين، فرصة للحاضرين، ومعظمهم كان قد شارك في الورشتين السابقتين، لعرض أفكارهم والنتائج التي كانوا قد توصّلوا إليها؛ بالإضافة إلى متابعة الخطوات الرئيسية والتوصيات التي تمّ الاتفاق عليها خلال ورشة العمل السابقة في الدوحة، في تشرين الأول /أكتوبر 2013.

من 10 إلى 12 كانون الأول /ديسمبر 2014، التقى 45 خبير دولي في نقاشات مفصّلة حول أبرز التطوّرات، والتحدّيات والسياسات المعمول بها، بالإضافة إلى الخطوات العملية التي يجب القيام بها بهدف خلق بيئة وظيفية مناسبة لإحراز التقدّم النوعي في التعليم في العالم العربي. كما أتاحت هذه الورشة للمشاركين دراسة وثيقة « الإطار التنظيمي الإقليمي العام للمعلم وحزمة المصادر » التي تمّ إطلاقها في كانون الأول/ديسمبر 2012 كمبادرة مشتركة. وقد استفاد المعلّمون والخبراء من هذه الورشة لتحديث وإغناء هذه الوثيقة بقضايا مرتبطة، حالات عملية، وأمثلة حسّية من الدول العربية كما مناطق أخرى حول العالم. كما توافق المشاركون على عملية متابعة تفصيلية من شأنها أن تؤدي إلى انتشار ومشاركة أوسع للمعرفة والخبرات وأنشطة إضافية لبناء القدرات على المستويات الإقليمية والمناطقية والمحلّية.

وبدعوة من اليونسكو، حضر الورشة خبراء من دول أميركا اللاتينية وأفريقيا للاستفادة من عملية تطوير هذا النوع من الوثائق، وإعطاء الفرصة لزملائهم من الدول العربية للاطلاع على تجارب دولية مماثلة والتعرّف على عوائق وتحدّيات واجهت نظرائهم في مناطقة أخرى خلال تطويرهم لسياسات تنظيمية عامّة للمعلّمين.

 » يُعتبر المعلّم الأساس في نجاح أي تطوير تربوي »، قال مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية الدكتور حمد الهمّامي. « مهما كانت نوعية وجودة المناهج الدراسية ووفرة التقنيات التربوية، ومهما بنينا من خطط واستراتيجيات، يبقى نجاحها مرهون بيد المعلّم. لذلك، الاهتمام بتأهيله وتدريبه يُعتبر من ضروريات نجاح النظام التربوي ». كما اقترح مدير اليونسكو على المشاركين التركيز على بعض العناصر الهامّة خلال الورشة، وبشكل خاص برامج إعداد المعلّم، التدريب أثناء الخدمة، ووضع المعلّم الاجتماعي والاقتصادي.

نظراً للدور الجوهري الذي يلعبه المعلّمون في تحقيق التعليم النوعي وفي تسهيل التطوّر المجتمعي، أفراداً وجماعات، يأخذ المعلم حيّزاً كبيراً من اهتمامات اليونسكو. يشكّل إعداد المعلّمين وتدريبهم، بالإضافة إلى تحسين ظروفهم المهنية وموقعهم الاجتماعي، عنصراً أساسيّاً للدفع نحو التعليم النوعي وتحقيق أهداف التعليم الجميع.

وأطلق مكتب اليونسكو الإقليمي للتعليم في الدول العربية، بيروت، بالتعاون مع مكتبي الدوحة وعمّان، المبادرة الإقليمية للمعلّم في العالم العربي، والتي تهدف إلى تحسين السياسات المرتبطة والممارسات الإقليمية بما يطابق استراتيجية اليونسكو للمعلّم. وتركّز المبادرة الإقليمية للمعلّم بشكل خاص على تحسين نوعية العملية التعليمية وتشجيع رسم السياسات المدروسة. أما أهمّ الأسس التي تأطرت عليها هذه المبادرة فهي: 1. تطوير « إطار تنظيمي إقليمي عام للمعلم في الدول العربية ورزمة مصادر معتمدة إقليمياً، وذلك بناءً على الأبحاث العلمية ومنظور المقارنة؛ 2. ربط المناهج والمعلّمين بطريقة أكثر فعالية؛ 3. تشجيع اعتماد نماذج أثبتت فعاليتها للتطوير المهني على مستوى المدارس.

المصدر: اليونسكو

Print This Post