توجهات لاعداد الكتب المدرسية الخالية من الصور النمطية

2013/05/14

 إن الكتب المدرسية والمواد التعليمية يمكن أن تفتح أذهان التلاميذ على ثقافات أخرى وتساعد المعلمين على زرع القيم والمهارات الهادفة للتعلم على كيفية العيش معا، والتأقلم مع الآخر.

يرى (جين برنارد) من اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم الأمريكية الذي يعمل منتجا للمواد التعليمية ومستشارا لجودة الكتاب المدرسي  » أن الكتاب المدرسي الجيد هو الذي يدفع التلميذ للمشاركة في عملية التعلم بايجابية، ويكون – الكتاب – موصولا بواقع التلميذ ومجتمعه » .

كما يعقد (برنارد) أن جميع الكتب المدرسية والمواد التعليمية ينبغي أن تعكس مبادىء التربية من أجل المواطنة والسلام .

وتقول (سيلفي كرومر) أستاذة علم الاجتماع بجامعة ليل الفرنسية والباحثة في المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية  » أن الكتب المدرسية والمواد التعليمية الأخرى لا تترتب وتنقل المعرفة ببساطة ، ولكن تعكس القيم الخاصة بالمجتمع » .

منذ سنة 1949 واليونسكو وشركائها تقود عملية مراجعة وصقل الكتب المدرسية من أجل إزالة الصور النمطية السلبية وتشجع نشر ثقافة السلام. إن توصيات لجنة الكتب المدرسية الألمانية – البولندية التي أنشئت سنة 1972 بدعم من اليونسكو قد طبقت على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، وعملت اليونسكو من خلال رعاية الحوار العربي الأوروبي على تنسيق البحث المقارن في الكتب المدرسية بين منطقة إقليمية وأخرى ، ويرى (كرومر) أن صياغة أو تنقيح الكتب المدرسية في مواد   : التاريخ ، الجغرافيا ،  والتربية المدنية – على وجه الخصوص- يتطلب احساسا كبيرا بالثقافة السائدة في المجتمع، واعتبارا لخصوصيات المرحلة، خاصة فيما بعد انتهاء الصراع، وأثناء الانتقال من نظام حكم إلى آخر، وذلك  » من خلال مراعاة وجهة نظر الناس أصحاب المصلحة في التعليم ، ووضع الأقليات ، فالكتب المدرسية يمكن أن تساعد في تطوير التفكير النقدي وثقافة السلام. ويلاحظ (بيرنارد) أن عملية المراجعة للمواد التعليمية لا تقتصر على الكتب المدرسية وحدها  » فعند النظر في جدوى جميع الأوساط التعليمية – من الكتب المدرسية إلى التوتير – كحافز لخلق سلام مستدام وبناء القدرات من أجل تحقيق المواطنة العالمية ، من المهم أن يؤخذ ذلك بعين الاعتبار سواء في الوسط التعليمي أو الرسالة المستهدف نشرها » .

إن هذه التوجهات  لا بد لها من وسائل وأدوات جديدة في إعداد الكتب المدرسية والمواد التعليمية . لقد وضعت اليونسكو – استجابة لذلك – مجموعة أدوات جديدة لإعداد الكتب المدرسية خالية من الصور النمطية بتمويل من (السعودية) تم تصميم هذه المجموعة من الأدوات للمساعدة على إزالة القوالب النمطية من المقررات الدراسية والمواد التعليمية . إن هذه الأدوات المقترحة لإعداد الكتب المدرسية  والمواد التعليمية ستختبر قبل نشرها في سبتمبر 2013. وورشة العمل التي نظمتها اليونسكو في (الرباط / المغرب) في الفترة 6-9/5/2013 تقع في هذا الإطار وقد دعت إليها : مؤلفين لكتب مدرسية ، وناشرين ومستشارين في مقررات دراسية وخبراء في تطوير الكتب المدرسية من 15 دولة وذلك للعمل معا على مراجعة واختيار هذه الأدوات والنظر في إمكانية استعمالها وملائمتها للكتب المدرسة والمواد التعليمية ، وما ينتج عن ورشة العمل هذه سيساعد في تحسين جوانب من مجموعة الأدوات قيد المراجعة .

إن مشروع إعداد أدوات جديدة لإعداد الكتب المدرسية والمواد التعليمية الخالية من الصور النمطية سيفتح آفاقا جديدة للتفكير في منهجية إعداد الكتب المدرسية والمواد التعليمية لأنه يحوصل عمل اليونسكو في إعداد الكتب المدرسية ومصادر التعلم في شكل مجموعة أدوات قابلة للتطبيق يشترك الجميع في الأخذ بها لتطوير الكتب المدرسية وتوزيعها واستخدامها . يقول (برنارد)  » أن ما يعنيه الكتاب هو كيفية استخدامه ومواكبته لواقع عصر المعلومات دون اهمال مبادىء التسامح والاحترام المتبادل والمساواة ، وبناء السلام استنادا لستة عقود من البحث ومراجعة الكتب المدرسية التي قامت بها اليونسكو وشركائها » .

ويقول (كرومر)  » إن الفكرة هي إكساب الناشرين والوزارات والمؤسسات التربوية والمعلمين – في الواقع كل المنخرطين في عملية صياغة وإعداد الكتاب المدرسي – منهجية إجرائية لضمان سلامة المنشورات من الصور النمطية والأحكام المسبقة  » .

لقد تم تأطير هذا المشروع بين اليونسكو والمملكة العربية السعودية بموجب اتفاق لدعم برنامج ثقافة السلام والحوار .

إن الإشكالية التي ستواجه هذا المشروع هي طريقة معالجة ثلاثة مواضيع رئيسية هي :

-      البعد الثقافي

-      المحتوى العقائدي

-      موقع المرأة في المجتمع

وعلى المتابعين لتنفيذ هذا المشروع والمستهدفين للاستفادة منه التركيز على هذه المحاور الثلاث .

 

المصدر : مندوبية ليبيا استنادا لما صدر عن اليونسكو

Print This Post