تقرير جديد لليونسكو يشير إلى أنّ التطوّر التكنولوجي والأزمة الاقتصادية يعيدان تحديد ملامح المشهد الإعلامي

2014/03/30

أشار تقرير لليونسكو نُشر اليوم في ستوكهولم إلى أنّ التطورات المحرزة على الصعيد التكنولوجي ونماذج الأعمال التجارية الابتكارية قد فتحت الطريق أمام حرية التعبير في جميع أنحاء العالم، إلاّ أنّ تحديات جديدة برزت أيضا وتمثلت في الرقابة على الإنترنت، وفي تصفية المواقع الإلكترونية وحجبها ومراقبتها.

والدراسة المعنونة « الاتجاهات العالمية على صعيد حرية التعبير وتطوير وسائل الإعلام » تُقرّ بأنّ التكنولوجيات الجديدة أتاحت للأفراد فرصاً لم يسبق لها مثيل للانتفاع بمضمون وسائل الإعلام وإنتاجه وتبادله عبر منصات متعدّدة. وفي الوقت عينه، ينبّه التقرير إلى أنّ السيطرة المتزايدة لوسطاء الإنترنت، مثل محرّكات البحث وشبكات التواصل الاجتماعي، على مضمون المواقع الإلكترونية تهدد شفافية التدفّق الحر للمعلومات وتثير القلق بشأن « خصخصة الرقابة ». ويشير التقرير إلى أنّ الصحفيين والجهات الإعلامية العاملة على شبكة الإنترنت يواجهون مخاطر جديدة متصلة بسلامتهم في المجال الرقمي.

وترى اليونسكو أنّ النتائج التي توصَّل إليها التقرير تستدعي تعزيز الإجراءات الداعمة لحرية الصحافة

وقالت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو: « إنّ حرية التعبير تشكل شرطا أساسيا للحفاظ على الكرامة، وإرساء الحوار والديمقراطية والتنمية المستدامة. ونحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات عملية على الأرض – لتعزيز الأطر التشريعية الوطنية، وتدريب الصحفيين، وبناء القدرات وتنمية القرائية الإعلامية والمعلوماتية ». وأضافت: « علينا أن نواصل دعم استقلالية وسائل الإعلام من خلال تعزيز المعايير المهنية والتنظيم الذاتي. »

وبالتشارك مع اليونسكو، أسهم فريق استشاري مؤلف من 27 خبيرا دوليا من المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية في إعداد هذه الدراسة التي تحلل التوجهات السائدة على صعيد حرية الصحافة فضلا عن الأبعاد الأربعة التالية: الحرية، والتعددية، والاستقلالية وسلامة الصحفيين. ويستكشف التقرير التوجّهات الرئيسية السائدة في هذه المجالات منذ عام 2007 في جميع أنحاء العالم، مع التركيز بشكل خاص على وسائل الإعلام العالمية والأبعاد الجنسانية لحرية التعبير.

ويشير التقرير إلى أنّ التقدّم نحو تعزيز حرية الصحافة فقد زخمه في بعض المناطق التي شهدت تحوّلات سياسية، وإلى أنّ القوانين المتصلة بحرية الصحافة لم تُطبَّق دائما على نحو فعال. ولا تزال الرقابة المباشرة والذاتية تشكل تحديا للصحفيين في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من الهيمنة الاقتصادية المستمرة لمجموعة من الشركات العاملة في مجال الإعلام التقليدي والإلكتروني، كان للتوسّع الهائل لمصادر المعلومات والمنصات تأثير إيجابي على تعددية وسائل الإعلام. ويخلص التقرير إلى أنّ صيغة الإعلانات العامة (الرسمية) لا تزال تؤثر في استقلالية بث الأخبار. وفي الوقت عينه، تشجع نماذج الأعمال التجارية الابتكارية الجديدة بروز منظمات صحفية مستقلة، مثل مجموعات الصحافة الاستقصائية غير الربحية. وارتفع الوعي على الصعيد العالمي بأهمية سلامة الصحفيين ارتفاعا هاما على مدى السنوات الست الأخيرة الماضية. ويعود ذلك بشكل كبير إلى تطبيق خطة الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب. إلاّ أنّ عدد الصحفيين الذين يتعرضون للقتل استمر في الارتفاع. وتشير بيانات اليونسكو إلى أنّ 430 صحفيا قد قتلوا بين عام 2007 وعام 2012، من بينهم 23 امرأة، علما بأن النساء يواجهن أشكالا متنامية من الترهيب والاستغلال، ولا سيما الاعتداء الجنسي. ويشير التقرير إلى أنّ مناطق النزاع لا تزال تشكل الأماكن الأكثر خطورة بالنسبة إلى الصحفيين، إلا أنّ عددا أكبر من الصحفيين قد قتلوا خارج هذه المناطق بين عام 2007 وعام 2011، ولا يزال الإفلات من العقاب في هذه الجرائم سائدا بقوة. وسيجري، في الربيع المقبل، نشر أقسام إقليمية إضافية في إطار كل من الفصول المحورية الأربعة، بوصفها وثائق إلكترونية مرافقة للتقرير.

وقد أُعدّت الدراسة المعنونة « الاتجاهات العالمية على صعيد حرية التعبير وتطوير وسائل الإعلام » بدعم من حكومة السويد.

المصدر: اليونسكو

Print This Post