تسخير التراث الحي لأغراض التنمية المستدامة

2013/12/4

يجتمع أعضاء اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي الأربعة والعشرون في باكو (أذربيجان) من 2 إلى 7 ديسمبر 2013 بمناسبة انعقاد الدورة العادية الثامنة، وذلك لاستعراض التقدم الذي أحرزته الدول الأطراف في اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي في ما يتعلق بالتدابير القانونية والتنظيمية والمؤسسية التي تم اتخاذها لصون التراث الثقافي غير المادي في بلدانها. ويضم هذا الاجتماع أكثر من 700 مشارك من ما يربو على 70 بلداً.

وتتزامن دورة اللجنة هذه مع الذكرى السنوية العاشرة لاعتماد المؤتمر العام لليونسكو لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي في عام 2003. ومنذ ذلك التاريخ، صدقت على الاتفاقية 156 دولة. وفي باكو، سيتناول أعضاء اللجنة الأربعة والعشرون المسؤولون عن تنفيذ الاتفاقية الإنجازات المحرزة في تعزيز صون التراث الحي الذي يتسم بالهشاشة على وجه الخصوص.

ستقوم هذه اللجنة أيضاً بإبداء رأيها بشأن عملية التقييم التي أجراها مرفق الإشراف الداخلي في ما يخص تأثير اتفاقية التراث الثقافي غير المادي في سنتها العاشرة، وكذلك في ما يتعلق بعملية المراجعة المشتركة لأساليب عمل الاتفاقيات الثقافية، علماً بأن هذا المرفق يقترح توصيات مفيدة من أجل تطبيق الاتفاقية على نحو فعال.

يشمل التراث الثقافي غير المادي التراث الشفهي، والفنون الاستعراضية، والممارسات الاجتماعية، والطقوس والمهرجانات، والمعرفة والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون أو الدراية والمهارات المرتبطة بالصناعات الحرفية التقليدية.

جدير بالذكر أن التراث الثقافي غير المادي يشمل الممارسات وأشكال التعبير الحية التي تنتقل من جيل إلى جيل. وتقوم مختلف الجماعات بإعادة خلق هذه التقاليد الحية بشكل متواصل، وذلك استجابةً لما تمليه عليها أوساطها وعلاقاتها مع الطبيعة، فضلاً عن تاريخها. ومن المعروف أن اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي لعام 2003 توصي بالأخذ بنهج تشاركي لصون التراث الحي. كما أن هذه الاتفاقية تضع الأفراد والجماعات في صدارة الجهود الرامية إلى ضمان صلاحيتها. وعلى هذا النحو، يمكن للتراث الثقافي غير المادي أن يكون عاملاً أساسياً لتحقيق الاستدامة، وحافزاً للدلالات والطاقات، ومصدراً للإبداع والابتكار ومورداً للتصدي للتحديات الجديدة وإيجاد الحلول المناسبة لها.

وفي هذا الصدد، قالت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو : « انتشرت هذه الاتفاقية الفتية في العالم أجمع وشدت اهتمام جمهور عريض. » وأضافت: « لقد غيرت نظرتنا إلى التراث الثقافي غير المادي بتسليط الضوء على أهمية التراث الحي وبالاعتراف بالجماعات بصفتها الحافظة الشرعية له. ولكن لا تزال هناك تحديات منها ضرورة وضع قوائم جرد تفصيلية والحاجة إلى تنفيذ تدابير فعالة لصون هذا التراث وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء وعلى وجه الخصوص انخراط الجماعات أكثر في صون هذا التراث الذي هو ملكهم. »

في باكو، ستنظر اللجنة في إدراج 11 مرشحاً جديداً في قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل. وتساعد هذه القائمة التي تضم 31 عنصراً الدول الأعضاء في الاتفاقية على استرعاء الاهتمام والتعاون الدولي لصون التراث الثقافي غير المادي المعرض للخطر، وذلك بمشاركة الجماعات المعنية. وتتضمن العناصر الأحد عشر الجديدة:

  • لعبة الشفكان وهي لعبة ركوب خيل الكارباخ التقليدية (أذربيجان)
  • رقصة السبيرو الشعبية والتقاليد والممارسات المرتبطة بجماعة باسوبيا في مقاطعة شوبي البوتسوانية
  • موسيقى باكقاتلا با كقافيلا التقليدية الشعبية (بوتسوانا)
  • موسيقى الغبوف الخاصة بمنطقة أفونكاها وهي موسيقى الأبواق الطويلة الخاصة بجماعة تاغبنا (كوت ديفوار)
  • حفل الباش (غواتيمالا)
  • حرفة نسج تنون إكات سومبا الخاصة بإندونيسيا
  • إنكيباتا وأونوتو وأنغشير وهي ثلاث طقوس مرور ذكورية خاصة بجماعة الماساي (كينيا)
  • الحج إلى ويريكوتا (المكسيك)
  • فن الخط المنغولي
  • غلاوسوشكو وهو غناء ثنائي ذكوري في دولني بولوغ (جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة)
  • تقليد الإمباكو الخاص بباتورو وبانيورو وباتوكو وباتاقوندا وبنيابندي في أوغندا الغربية

كما ستدرس اللجنة 30 مرشحاً للإدراج في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية. وتمثل هذه القائمة أداة لتعزيز التراث غير المادي وإذكاء الوعي به وذلك بتأمين الاعتراف بالتقاليد والمعرفة التي تنقلها الجماعات وبإبراز التنوع الثقافي. ولا تحدّد القائمة أي معيار للامتياز أو التفرد أو تعترف به وهي تضم حالياً 257 عنصراً.

العناصر الثلاثون المقترحة للإدراج أثناء اجتماع باكو هم:

  • الحج السنوي إلى مزار سيدي عبد القادر بن محمد (سيدي الشيخ) (الجزائر)
  • الممارسات والمعرفة المرتبطة بجماعات الإمزاد من الطوارق في الجزائر ومالي والنيجير
  • الفروسية الكلاسيكية والمدرسة الثانوية للفروسية الإسبانية في فيينا (النمسا)
  • فن النسج التقليدي جامداني (بنغلاديش)
  • صيد القريدس على ظهر الخيل في أووستدوينكرك (بلجيكيا)
  • احتفال ألاسيتا وطقس إيوكو وإيلا (بوليفيا)
  • شمعة السيدة بالناصرة (Círio de Nazaré) في مدينة بيليم في بارا (البرازيل)
  • الزهوشوان الصيني وهي الممارسات والمعرفة المرتبطة بالعمليات الحسابية بواسطة المعداد (الصين)
  • مورسكا وهو رقص درامي بالسيف خاص بمدينة كورشولا (كرواتيا)
  • عادات الأكل في منطقة البحر المتوسط (قبرص وكرواتيا وإسبانيا واليونان وإيطاليا والمغرب والبرتغال)
  • وليمة ذكرى العثور على صليب المسيح المقدس (إثيوبيا)
  • الصعود السباعي في منطقة ليموزان (فرنسا)
  • طريقة قفافري لصنع النبيذ التقليدية الجورجية القديمة (جورجيا)
  • سانكيرتانا وهي قرع طبول ورقص وأغاني شعائرية خاصة بمانيبور (الهند)
  • الطب التقليدي الإيراني
  • إحتفالات موكب الهياكل الكبيرة المحمولة على الأعناق (إيطاليا)
  • واشوكو وهي عادات غذائية تقليدية يابانية تمارس خصوصاً للاحتفال بالعام الجديد
  • الملحمة الثلاثية القيرغيزستانية: ماناس وسيميتري و سايتك (قيرغيزستان)
  • صناعة مضارب اليورت الحرفية التقليدية المنغولية والعادات المرتبطة بها (منغوليا)
  • مهرجان أيو التنكري (نيجيريا)
  • المعرفة والمهارات والشعائر المرتبطة بالتجديد السنوي لجسر كاسواشاكا (بيرو)
  • كيميانغ وهو تحضير طبق الكيمتشي وتقاسمه (جمهورية كوريا)
  • فريق كولندات الرجالي وهو طقس خاص بزمن ميلاد المسيح (رومانيا، جمهورية مولدوفا)
  • كشووي وهو حفل تنجيم خاص بجماعة السارار في السنغال
  • موسيقى الترشوفا (سلوفاكيا)
  • وليمة الشهداء الأربعين المقدسين في ستيب (جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة)
  • ثقافة وتقليد القوة التركية
  • بتريكيفا وهو رسم زخرفي كمظهر من مظاهر الفن الزخرفي الشعبي الأوكراني
  • عادة سان بدرو لتقديم قرابين سائلة في مدينتي قاريناس وقاتيري (a Parranda de San Pedro de Guarenas y Guatire) (فنزويلا)
  • فن الدون كا تاي تو وهي موسيقى وأغاني جنوب الفيتنام

كما ستدرس اللجنة التقارير الدورية التي قدمتها عشر دول أعضاء بشأن السياسات والتشريعات التي سنتها والمؤسسات التي أنشأتها هذه الدول لتنفيذ الاتفاقية على المستوى القطري. والدول العشر هي: بلجيكيا وكمبوديا كوت ديفوار وإثيوبيا والمجر ومدغشقر وعمان والسنغال وتركيا.

ومن أجل إبراز الدور الذي يمكن للتراث الحي القيام به لتحقيق التنمية المستدامة، أُقيم على أسوار مباني اليونسكو الخارجية معرض لهذا الغرض يستمر من 28 أكتوبر حتى 10 ديسمبر 2013؛ وسيتم في وقت لاحق إتاحة هذا المعرض للجمهور في شكل رقمي. أما النماذج المأخوذة من شتى مناطق العالم فإنها استهدفت تبيين كيف أن الممارسات وأشكال التعبير والمعارف التي تشكل التراث الثقافي غير المادي تتسم بأهمية في ما يتعلق بأمور من بينها على وجه الخصوص احترام بيئة مستدامة، وضمان الأمن الغذائي، ودعم سبل العيش، فضلاً عن تعزيز التماسك الاجتماعي وتسوية الخلافات.

المصدر: اليونسكو

Print This Post