تاريخ أفريقيا العام من خلال سلسلة من أفلام الفيديو

2015/02/18

عقد اجتماع في اليونسكو يوم 10 فبراير 2015،  تم فيه إطلاق عملية إنتاج سلسلة تتكون من ستة أفلام عن تاريخ إفريقيا العام. وقد صدر من تاريخ إفريقيا العام ثمان مجلدات، وهو المشروع الذي استهلته اليونسكو في عام 1964. ويجري العمل حالياً في إعداد المجلد التاسع الذي جاء بناء على قرار المؤتمر العام لليونسكو في دورته السابعة والثلاثين المتعلق بالإستراتيجية متوسطة الأجل للفترة 2014-2021.

ويشكل إعداد المجلد التاسع من « تاريخ أفريقيا العام » الجزء الثاني من المرحلة الثانية فيما شكل الجزء الأول منها، الذي استهل في العام 2009، مشروع استخدام « تاريخ أفريقيا العام » لأغراض تربوية وشاركت ليبيا بنسبة كبيرة في تمويله.

كما صدرت في إطار مشروع « تاريخ أفريقيا العام » سلسلتان، الأولى بعنوان «دراسات ووثائق تاريخ أفريقيا العام » وتتألف من 12 مجلداً، والثانية بعنوان « دليل المراجع المتعلقة بتاريخ أفريقيا » وتتألف من 13 مجلداً.

يقع مشروع إنتاج ستة أفلام عن تاريخ إفريقيا العام تحت إشراف شركة كوش للإنتاج الإعلامي (Kush communication)، ومنظمة اليونسكو، بدعم مالي قيمته 2,3 مليون دولار من مكتب الشريف للفوسفات بالمملكة المغربية (Office Chérifien des Phosphates).

تحدث في هذا الاجتماع كل من السيدة إيرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، والسيد محمد سامح عمرو رئيس المجلس التنفيذي ومندوب مصر الدائم لدى اليونسكو، والسيد لوجن مبيلا مبيلا رئيس المجموعة الافريقية والمندوب الدائم للكاميرون لدى اليونسكو، والسيد مصطفى تيراب مدير مكتب الشريف للفوسفات بالمملكة المغربية، والسيدة زهور علوي المندوبة الدائمة للمغرب لدى اليونسكو، والسيدة زينب بدوي منتجة أفلام تاريخ افريقيا العام، برعاية شركة كوش للإنتاج الاعلامي، وهي أيضاً مذيعة في (BBC).

قال المتحدثون أن اليونسكو والدول الافريقية قرروا في سنة 1964 القيام بتحدي كبير بكتابة تاريخ آخر لإفريقيا، تاريخ مبني على قاعدة علمية صارمة، من أجل تغيير الصورة النمطية التي استمرت تؤثر على نظرة العالم لأفريقيا وأبناءها، حيث سيكون لهذا العمل تأثيراً كبيراً في أجيال المؤرخين. وأكّد المتدخلون على أن هذا العمل يقدم للمؤرخين والخبراء الأفارقة لأول مرة فرصة لتناول تاريخهم برؤيتهم الخاصة لقارتهم ومواجهة خطابات المتخصصين في العالم، فهو تاريخ يتجاوز الحدود ليبني ذكرى عامة، وهي فكرة المصير المشترك، فهو عمل يسمح بتنوع مصادر التاريخ الإفريقي حيث يرجع عند كتابته إلى البحث في الأرشيف المكتوب في مختلف مناطق العالم، ويتم الاعتماد أيضاً على التقاليد والروايات الشفوية، والمصادر الأدبية، واللغوية، والفنية بحيث يكون في الواقع تاريخاً لكل أفريقيا.

ونوه المتحدثون إلى أن تاريخ أفريقيا هو تاريخ أصول الإنسانية وتاريخ تكّون أول مجتمع إنساني، فهو تاريخ المهاجرين والمنفيين الذي ساهموا في تغذية ثقافات المجتمعات الامريكية والكاريبية، وأوروبا وأسيا، وأن نشر التاريخ العام لإفريقيا هو اسلوب وطريقة لفهم الإنسانية، وهو أيضاً وسيلة سياسية واجتماعية مهمة من أجل تربية النشء، ومن أجل تشجيع وتعزيز شكل جديد للمواطنة العالمية. وأضاف المتدخلون أن مشروع تاريخ إفريقيا ونشره في شكل أفلام سيُظهر التراث المشترك الذي تتقاسمه الشعوب الافريقية ويعزز فكرة وحدة الشعوب الإفريقية، وتلك التي من أصول افريقية تعيش في أماكن متفرقة من العالم، وهو مشروع يعزز الربط بين التربية والثقافة في إفريقيا، خصوصاً فيما يتعلق بنوعية المادة التاريخية المنتقاة.

وأكد الجميع على أن هذه الافلام تقدم أبعاداً مختلفةً لتاريخ إفريقيا لأن التاريخ الافريقي غني وثري بثقافة الشعوب الافريقية، حيث ستوضح هذه الافلام كيف ساهمت الثقافة الافريقية في تقدم الانسانية، وأن هذه الافلام تغطي تاريخ القارة الافريقية التي بدأت بها أول حضارة إنسانية، وسيسمح  نشر هذه الافلام للشباب بالتعرف على تاريخ القارة من غِنى ثقافي ومصادر طبيعية وقدرات بشرية. وأضاف بعض المتحدثين بأن هذه الافلام ستعرض في القنوات الافريقية والكاريبية مجاناً وهي ستكون تحت تصرف كل المؤسسات التعليمية: المدارس والجامعات في إفريقيا ودول امريكا اللاتينية من أجل الاستعمال التربوي وليس التجاري.

ثم عُرض فيلم موجز عن هذا البرنامج حيث تحدث بعض الأستاذة المتخصصين عن أهمية سلسلة الافلام هذه لما تقدمه وتوضحه عن تاريخ القارة الافريقية.

وأخيراً جرى نقاش مهم أداره السيد آرمنيان مساعد المديرة العامة لليونسكو للثقافة وشارك فيه كل من السيد علي موسى ايل من أمانة اليونسكو، وزينب بدوي، وفنسان دو فورني من مكتب الخطط الإستراتيجية. وقد ركز النقاش على أهمية هذا المشروع بالنسبة للقارة الافريقية وكيفية تمويل مثل هذه المشاريع لتغيير صورة أفريقيا وإبراز حقيقتها التاريخية وهو أمر جدير بالاهتمام. وقد قُدمت بعض المداخلات من قبل الحضور في شكل إضافة معلومات أو في صورة تساؤلات واستفسارات عن بعض المسائل المتعلقة بهذا البرنامج.

المصدر: مندوبية ليبيا لدى اليونسكو

Print This Post