برنامج اليونسكو للعلوم الأساسية والهندسية

2013/09/13

يتطلب عالم اليوم الاضطلاع بأنشطة دولية هادفة ترتكز على قاعدة علمية وتكنولوجية متينة وترمي إلى مكافحة الفقر، والأوبئة الجارفة والناشئة، والكوارث الناجمة عن فعل الإنسان والكوارث الطبيعية، وإلى كفالة توفير إمدادات الطاقة واستخدام مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، وتعزيز تعليم العلوم والهندسة بحيث يتسنى لكل مواطن أن يحيا حياة ذات مغزى في مجتمعات تقوم بشكل متزايد على المعرفة. ويعد بناء القدرات في مجال العلوم الأساسية والهندسية، وربط هذه العلوم باحتياجات المجتمع، وتحقيق المساواة بين الرجال والنساء في الانتفاع بتعليم العلوم والهندسة، ومزايا التقدم العلمي والتكنولوجي، بمثابة نقاط انطلاق نحو مواجهة تلك التحديات.

وتتوقف التنمية المستدامة ومستقبل كوكبنا على قدرتنا على التعاون في الحصول على المعارف وتشاطرها وتطبيقها في مجال العلوم والتكنولوجيا من أجل تحسين نوعية الحياة للجميع في ظل تعايش منسجم مع البيئة. ولذا أكدت الدول الأعضاء، منذ نشأة اليونسكو، على أهمية التعاون الدولي في مجال العلوم الأساسية والهندسية. ويرمي هذا العنصر الفريد والجوهري من عناصر برنامج اليونسكو للعلوم، إلى التشاطر العالمي للمزايا المتحصلة من التقدم الكبير المحرز في مجال العلوم البيولوجية والفيزياء والكيمياء والرياضيات والهندسة المعاصرة، وإلى تعزيز نقل التكنولوجيا والمعرفة العلمية

البرنامج الدولي للعلوم الأساسية

البرنامج الدولي للعلوم الأساسية هو برنامج دولي متعدد التخصصات أنشأته الدول الأعضاء في اليونسكو لتوطيد التعاون الدولي الحكومي والتعاون بين المنظمات الشريكة في مجال العلم من أجل تعزيز القدرات الوطنية في مجال العلوم الأساسية وتعليم العلوم. ويركز البرنامج على تعزيز  الأنشطة الرئيسية التي تراعي خصوصيات كل منطقة وتشارك فيها شبكة من مراكز الامتياز أو المراكز المرجعية الوطنية والإقليمية والدولية في مجال العلوم الأساسية. كما أن تعزيز التعاون بين بلدان الشمال وبلدان الجنوب وفيما بين بلدان الجنوب يقع في صلب استراتيجية البرنامج الذي يُنفذ بالشراكة مع أكاديمية العالم الثالث للعلوم  والاتحادات العلمية التابعة للمجلس الدولي للعلوم (إيكسو)، والمنظمة الأوروبية للبحوث النووية، ومراكز علمية ومنظمات دولية حكومية ومنظمات غير حكومية أخرى.

يوصي المجلس العلمي الدولي للبرنامج الدولي للعلوم الأساسية، الذي أنشأه المدير العام لليونسكو، واحد من أعضائه – الآن – مندوب ليبيا لدى اليونسكو، بالمشروعات التي يُقترح أن تنفذ وأن تحظى بدعم البرنامج الدولي للعلوم الأساسية على المستوى العالمي. ومنذ البدء في تنفيذ أنشطة البرنامج في عام 2005، جرى إطلاق وتنفيذ حوالي 40 مشروعاً في إطار البرنامج. وقد ركزت هذه المشروعات على بناء القدرات في مجالات رئيسية مختارة للعلوم الفيزيائية والبيولوجية، وتشجيع الأنشطة التجريبية في مجال تعليم العلوم عن طريق استخدام مجموعات مواد العلوم الدقيقة لتعليم شتى تخصصات العلوم الأساسية في المدارس ومؤسسات التعليم العالي. ويجري حالياً استكشاف الفرص المتاحة لتنفيذ عدد محدود من المبادرات الكبرى الجديدة في إطار البرنامج الدولي للعلوم الأساسية عن طريق مواصلة الحوار والتشاور مع الدول الأعضاء والمنظمات الشريكة في إطار برنامج العلوم الأساسية.

الكيمياء

يتواصل التدريب على البحوث المتقدمة للعلميين، ولاسيما الشباب منهم، وهيئات التدريس الجامعية وقبل الجامعية، في مجالات الكيمياء والرياضيات والعلوم الفيزيائية في ظل تعاون وثيق مع المؤسسات الدولية المتخصصة.

وتولى عناية خاصة لكيمياء المياه، والعناصر النزرة في المياه، والكيمياء المأمونة بيئياً، والدورات الدراسية في مجال الكيمياء الكهربائية للأغشية. ومن أجل تحسين جودة تعليم العلوم على الصعيد العالمي، كان لا بد أن يكون بوسع اليونسكو وشريكها، الاتحاد الدولي للكيمياء البحتة والتطبيقية (IUPAC)، طرح معدات تجريبية قليلة التكلفة يستطيع أي بلد شراءها. إن المشروع العالمي بشأن التجارب في مجال العلوم الدقيقة، والذي استهلته اليونسكو والاتحاد الدولي للكيمياء البحتة والتطبيقية في عام 1996، يلبي هذا الطلب على التجارب المختبرية الآمنة والفعالة من حيث التكاليف. كما أن معهد اليونسكو للعناصر النزرة، وهو مركز دولي للبحوث المتعلقة بالعناصر النزرة تأسس في عام 1996 تحت رعاية اليونسكو، يُشكِّل أيضاً جزءاً هاماً من برنامجنا.

علوم الحياة

تؤدي المشكلات العالمية والمتفاقمة المتعلقة بالمياه والأمن الغذائي، والتأثير الذي تلحقه بالاقتصادات الهشة الخسائر الناجمة عن وباء الإيدز/السيدا وعن الأمراض الحديثة وتلك التي تعاود الظهور، إلى عرقلة التنمية الوطنية وتهديد مبادرات السلام العالمي في البلدان النامية وأقل البلدان نمواً، ولاسيما تلك التي يعتمد اقتصادها على الزراعة.

وتشغل هذه القضايا العلميين والحكومات اليوم. وعلى مدى العقد المقبل، ستظهر اتجاهات رئيسية تجمع بين علوم الحياة وتكنولوجيا المعلومات وتشتمل على الاستخدام المتزايد للعمليات البيوتكنولوجية في فهم الحياة، والقضاء على الأمراض الوراثية، واستحداث صناعات بيولوجية جديدة، وتعزيز استخدام المنتجات الطبية البيولوجية في الحفاظ على جودة الحياة والبيئة من خلال الترويج للتكنولوجيات النظيفة. وترمي برامج اليونسكو المتعلقة بعلوم الحياة إلى تعزيز التعاون العلمي الدولي في هذه الحقول، وإزالة الفوارق العلمية والتكنولوجية القائمة بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية. وتزود هذه البرامج أقل البلدان نمواً بالأدوات الكفيلة بتحسين نوعية البحوث العلمية لمواكبة التقدم العلمي السريع. وتجرى أيضاً معالجة قضايا وطنية وإقليمية هامة. وتتحقق هذه الأهداف بطريق التعاون مع المنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية الحكومية المختصة، ومن خلال الربط الشبكي بين مراكز الامتياز المتخصصة التي تنظم أنشطة تدريبية وحلقات عمل ومشروعات بحثية على أساس تعاوني. وينصب التركيز الرئيسي على تنمية القدرات البحثية المحلية الوطنية والإقليمية في مجال العلوم البيولوجية والبيوتكنولوجيات، وخاصة لصالح البلدان النامية.

الرياضيات

من خلال التعاون الدولي وإقامة الشراكات، تنظم اليونسكو في البلدان النامية على وجه الخصوص أنشطة ترمي إلى تعزيز بناء القدرات المتعلقة بالبحوث والتدريب المتقدم في مجال الرياضيات وتعليم الرياضيات، وإلى زيادة تفهّم الجمهور وتقديره بوجه عام لأهمية الرياضيات في المجتمع وفي الحياة اليومية.

وفي إطار برنامج العلوم الأساسية، يشكّل المركز الدولي للرياضيات البحتة والتطبيقية (ICPAM)الذي يقع مقرّه بمدينة نيس في فرنسا شريكاً دائماً لليونسكو في ما يتعلق بمبادرات بناء القدرات الرامية إلى تعزيز البحوث والتدريب المتقدم في مجال الرياضيات. وعلاوة على ذلك، تدعم اليونسكو المبادرات التي تعالج عزوف الطلاب عن الرياضيات والمبادرات التي تتيح للمعلمين استيفاء معارفهم بشأن التطورات الجديدة في مجال الرياضيات وأهميتها بالنسبة إلى المجتمع والحياة اليومية. وفي هذا السياق، تجري تنمية الشراكات مع اللجنة الدولية لتعليم الرياضيات (ICMI-IMU)، والجمعيات الإقليمية المعنية بالرياضيات، والجامعات ومعاهد البحوث.

ومعرض اليونسكو الدولي للرياضيات: اختبار الرياضيات يواصل تجواله في جميع أنحاء العالم. وقد أُعدَّ المعرض وصُمّم لتعزيز إدراك العامة لأهمية الرياضيات في الحياة اليومية، بدءاً من الأنشطة الاقتصادية الأساسية ووصولاً إلى تشغيل محطات القطار والمطارات، ولإثبات أن الرياضيات مادة مسليّة ومثيرة للاهتمام. ويتضمن المعرض ملصقات، ونماذج تصويرية وأجهزة تفاعلية. وهو حالياً في عهدة مركز العلوم في فرنسا.

الفيزياء

في إطار برنامج العلوم الأساسية، تشجع اليونسكو التعاون الدولي في مجال الفيزياء والفيزياء التطبيقية وبناء القدرات لأغراض البحث العلمي والتدريب المتقدم، ولاسيما في البلدان النامية.

وتواصل توفير دورات التدريب المتقدم للنساء والعلماء الشباب في مجال الفيزياء والفيزياء التطبيقية عن طريق تعزيز التعاون مع مركز عبد السلام الدولي للفيزياء النظرية (ICTP)، والاتحاد الدولي للفيزياء البحتة والتطبيقية (IUPAP)، وغيرهما من مراكز التميّز والشبكات. وأما الحاجة إلى إرساء الأسس والنهوض بالمعارف النظرية للكثير من المعلمين والمحاضرين الجامعيين في مجال الفيزياء، ولاسيما في البلدان النامية، فيتم تلبيتها بشكل خاص بالتعاون مع اللجنة الدولية لتعليم الفيزياء (ICPE-IUPAP)، وشبكات تعليم الفيزياء، والجامعات والمعاهد. ومبادرات اليونسكو في مجال الفيزياء وتعليم الفيزياء تعزز قدرات البحث والتدريس في مجال الفيزياء لدى الفيزيائيين والأخصائيين ومعلمي الفيزياء الشباب. وفضلا عن ذلك، سوف يُوسَّع نطاق إمكانيات الالتحاق بمرافق البحث والتدريب في البلدان المتقدمة للعلماء المنتمين إلى البلدان النامية.

المصدر: اليونسكو

Print This Post