اليونسكو ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار: لتشجيع التعليم من أجل المواطنة العالمية في المنطقة العربية

2015/04/27

برعاية الإمام الشيخ أحمد الطيّب وسعادة وزير التربية المصرية الدكتور محبّ الرافعي، نظمّت اليونسكو ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات مؤتمراً حول التعليم من أجل المواطنة العالمية في الدول العربية، وذلك في القاهرة في 14 و15 أبريل 2015.

افتتح المؤتمر الوزير الرافعي، وممثّلون عن البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والإمام الأكبر شيخ جامع الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيّب. وتخلّل حفل الافتتاح أيضاً كلمات لمدير فريق المركز العالمي للحوار فهد أبو النصر، ومدير مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية الدكتور حمد الهمّامي.

واعتبر د. الهمامي في خطابه أنه « لابد من تنسيق كامل بين دور المؤسسات الدينية والمؤسسات التربوية لبناء قيم المواطنة على اسس انسانية ودينية نظرا لتأثير الفكر الديني في المنطقة العربية »، مضيفاً « أن دور الامام والواعظ في المسجد والكنيسة لا يقل عن دور المعلم، ومن اجل ذلك حرصنا في هذا المؤتمر ان نجمع المهتمين في المؤسسات الدينية والتربوية ».

أما السيّد أبو النصر فشدّد على أن « مهارات الحوار الثقافي والديني تشكّل حجر الزاوية في مقاربة التربية والتعليم بالنسبة لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي، وذلك على المستويات المحلّية والإقليمية والدولية ».

خلال اليوم الأول من هذا المؤتمر، تمّ التركيز على أهمّية التعليم من أجل المواطنة العالمية، بما تحمله من تعدّدية من حيث اختلاف المنظور الديني والعادات الثقافية. وقد برزت بعض المواضيع خلال النقاشات، ومنها الفجوة بين النظرية والتطبيق، والحاجة إلى تطوير آليات تطبيق المنهجيات المعتمدة في المنطقة. كما تناقش الحاضرون بالتحدّيات التي تطرحها مسألة ربط الأطر المحلّية لمفهوم المواطنة بالقيم والقضايا العالمية، إضافةً إلى الحاجة لدمج القيم والآراء المشتركة المتعلّقة بالمواطنة داخل وخارج الصفّ المدرسي. كما كان هناك دعوات لتحديد أكثر دقة لهذه القيم المشتركة، ووضع تفسير واضح ومتّفق عليه لمفهوم المواطنة العالمية.

تعليقاً على التحدّيات والأسئلة التي تطرحها المسألة المعقّدة لربط مفهوم المواطنة المحلّية بالمواطنة العالمية، أكّد د. الهمّامي أن « المواطنة العالمية لا تعني مطلقا القفز فوق الهوية الوطنية، بل هي تُبنى عليها وتعززها. نحن نتحدث هنا عن القيم والمشتركات بين الثقافات المختلفة ».

ومن جهته، عبّر وزير التربية السابق في اليمن الدكتور عبد السلام الجوفي بأفضل طريقة حول المنطق خلف مفهوم التعليم من أجل المواطنة العالمية، حيث اعتبر أن « هناك مسائل عالمية تتطلّب ردوداً عالمية. فنحن جميعاً في قارب واحد، وفيما لو غرق، سنغرق جميعاً معاً ».

وقد انتهى المؤتمر إلى جملة من التوصيات في سبعة مجالات أساسية، وهي 1) تأصيل المفهوم؛ 2) القيم الانسانية المشتركة؛ 3) آليات العمل؛ 4) الخطاب الديني؛ 5) الخطاب التربوي؛ 6) الخطاب الاعلامي؛ و7) المتابعة والتشبيك.

وسيتمّ وضع جميع هذه التوصيات في تقرير مشترك حول التعليم من أجل المواطنة العالمية يعدّه مكتب اليونسكو في بيروت ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ليتمّ تداوله وإبداء الملاحظات عليه والبدء بتطبيقه.

يشكّل التعليم من أجل المواطنة العالمية أحد المجالات الاستراتيجية التي يتمحور حولها برنامج التربية لليونسكو (2014-2017) وأحد الأولويات الثلاث التي أعلن عنها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مبادرة « التعليم أولاً »، والتي أطلقها في سبتمبر 2012. ويهدف هذا النوع من التعليم إلى تزويد المتعلّمين من مختلف الأعمار بالقيم، والمعرفة، والمهارات المطلوبة ليمارسوا دورهم كمواطنين عالميين، يعوا حقوقهم وواجباتهم، ويعملوا معاً من أجل عالم أفضل للجميع.

المصدر: مكتب اليونسكو ببيروت/ لبنان

Print This Post