اليونسكو تكثِّف من استجابتها المبكِّرة حيال الأزمة في غزة

2014/08/28

في الوقت الذي تقوم فيه اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة) بالتكثيف والتصعيد من استجابتها لتلبية الاحتياجات الطارئة ضمن إطار مجالات تخصصها، قام السيد « لودوفيكو فولين-كالابي »– القائم بأعمال رئيس مكتب اليونسكو في رام الله – بإجراء زيارة إلى قطاع غزة في 12 و 13 أغسطس. تزامنت هذه الزيارة مع وقف إطلاق النار المؤقت بين الأطراف ووفَّرت فرصة لليونسكو لأن تقيِّم الوضع الحالي على أرض الواقع والمشاركة في تحديد أولويات الاستجابة بالتشاور المباشر مع الأطراف المعنية الموجودة في غزة.

جنباً إلى جنب مع الشركاء المحليين والدوليين، باشرت اليونسكو بتحديد الاحتياجات الأكثر إلحاحاً من أجل المعافاة السريعة للنظام التعليمي. إن التحدي الفوري هنا هو إعادة الأطفال للمدارس بالوقت المناسب لكي يبدأوا سنتهم التعليمية الجديدة في فلسطين؛ والتي من المخطَّط أن تبداً في وقتٍ لاحق من هذا الشهر شريطة توفر الوضع الأمني المستقر. سيقوم التقييم بتحديد الأضرار المادية التي حلَّت بالمدارس ومؤسسات التعليم العالي بالإضافة لتحديد الاحتياجات النفسية-الاجتماعية للمتعلمين والمدرِّسين. كما سيقوم التقييم بمخاطبة التحديات المباشرة فيما يتعلق بالوصول للتعليم ودرجة توفر المدرِّسين والمواد التعليمية نظراً للأعداد الهائلة من الأشخاص المشرَّدين داخلياً والمشكلات الناجمة عن البنية التحتية التعليمية المدمَّرة. هذا التقييم هو جزء من « التقييم الأولي السريع » المدار من قبل « مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية »؛ والذي يحدد الأولويات الخاصة بالأعمال الإنسانية في المجالات الرئيسية مثل الحماية، والمأوى، والمياه والصرف الصحي، والصحة، والتعليم. عند إنهاء « التقييم الأولي السريع »، سيخدم هذا التقييم في القيام بالإضافات اللازمة على « المناشدة حول أزمة غزة » الصادرة عن الأمم المتحدة في وقت سابق في هذا الشهر. من المتوقع ان يتم إطلاق هذه المناشدة التي تدعو للمساعدة الدولية لدعم الاحتياجات الفورية في غزة في أوائل شهر سبتمبر في مؤتمر للمانحين.

أثناء زيارته إلى « مدرسة الشاطئ الابتدائية (ج) » التابعة لوكالة الغوث (الأونروا) في مدينة غزة و »مدرسة صبحي أبو كرش الأساسية » في الشجاعية، شهد لودوفيكو فولين-كالابي بشكل مباشر التحديات الجسيمة التي تقف في طريق عودة التعليم لطبيعته وتوفير البيئة التعليمية التي تحمي المدرِّس والطالب في المدارس. إن « مدرسة صبحي أبو كرش الأساسية » هي من بين ال 230 مدرسة و(على الأقل) عشرة بنى تحتية للتعليم العالي في غزة من التي تكبَّدت الأضرار نتيجة للقصف (أنظر لمعرض الصور). هناك 25 مدرسة تم تدميرها بشكل كامل أو تضررت بشدة. كحلقة في العنقود التعليمي (المجموعة التعليمية)، تعمل اليونسكو حالياً مع وكالة الغوث (الأونروا) وغيرها من وكالات الأمم المتحدة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم العالي للتحضير لبداية العام الدراسي الجديد. وفي حال التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم، من المتوقع أن تكون هناك الحاجة لأسبوعين أو ثلاثة أسابيع من الأعمال قبل أن تفتح المدارس أبوابها لحوالي 475000 طفل؛ وسيتم تخصيص الأسبوعين الأولين من العام الدراسي لإجراء الأنشطة الترفيهية غير المنهجية اللازمة وتقديم الدعم النفسي-الاجتماعي للطلاب.

في « مدرسة الشاطئ الابتدائية (ج) » التابعة لوكالة الغوث (الأونروا) في مدينة غزة [والتي لا زالت تخدم كمأوى لحوالي 2000 شخص من المشرَّدين داخلياً] وأيضاً في العديد من المدارس الأخرى التابعة لوكالة الغوث، قام أفراد طاقم اليونسكو في غزة بتقديم الدعم النفسي-الاجتماعي للأطفال من خلال الألعاب وغيرها من النشاطات الترفيهية والتعليمية أثناء فترة الأزمة مع التركيز الخاص على الأشخاص والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. قام المدرِّسون والأطفال بتسليط الضوء على الحاجة للاستمرار بهذه النشاطات. كما أن حماية التعليم من الهجمات ستظل إحدى أولويات الاستجابة الخاصة باليونسكو في ظل التركيز على دعم المدارس كأماكن آمنة وتوفير التعليم النوعي الشامل داخل المدارس الثانوية المتضررة في قطاع غزة.

كان الهدف الأساسي من زيارة اليونسكو إلى قطاع غزة رؤية الوضع هناك على أرض الواقع واكتساب فهم أفضل للاحتياجات الملحّة للسكان في المجالات التي تتخصص فيها اليونسكو. بكلمات لودوفيكو فولين-كالابي – القائم بأعمال رئيس مكتب اليونسكو في رام الله: « إن النطاق الذي وصل إليه الصراع مفاجئ وغير قابل للتصديق، والجروح الناجمة عنه ستأخذ سنوات كاملة للمعافاة. وراء كل بيت مدمَّر أو بنية تحتية متضررة هناك عائلات ومجتمعات فقدت بعض أفراد عائلتها واليوم ليس لهم بيوت للسكن. بالتعاون مع طاقمنا المحلي في غزة – والذين أظهروا التزاماً رائعاً في ظروف سيئة للغاية وكانوا دوماً جزءاً قيِّماً من فريقنا – استطعنا المشاركة في المرحلة الأولى من « التقييم الأولي السريع »؛ وبالأخص في مجالات البنى التحتية للتعليم العالي واستطعنا أيضاً زيارة بعض المواقع الثقافية التي تم قصفها ».

نظراً للظروف السائدة على الأرض، لم تكن اليونسكو بوضعية تمكِّنها من إجراء تقييم متعمق حول مواقع التراث الثقافي في قطاع غزة؛ ومع ذلك، وقعت بعض الأضرار في بعض المواقع التراثية التي تم إدراجها في القائمة المبدئية لفلسطين للمواقع التي من المحتمل تسجيلها في « قائمة التراث العالمي » بالإضافة لعدة مساجد تم تدميرها أو إضرارها بشكل كبير. بالتنسيق مع وزارة السياحة والآثار، تعمل اليوسنكو حالياً بعملية تجميع وتوفير المعلومات الشاملة حول الأضرار والاحتياجات المرتبطة بمواقع التراث الثقافي في غزة. كما دفع الإعلاميون المهنيون ثمناً باهظاً في الصراع الحالي اذ تم قتل عدد من الصحفيين أثناء تأديتهم لوظائفهم المهنية ونضالهم من أجل حق الناس في الحصول على المعلومات.

وفقاً لأقوال لودوفيكو فولين-كالابي: « إن العمل الذي ينتظرنا ضخم جداً؛ وسوياً مع وكالاتنا الشقيقة داخل نظام الأمم المتحدة والشركاء الدوليين والوطنيين، سنواصل العمل جنباً إلى جنب مع السلطات الوطنية والشعب الفلسطيني من أجل مساعدة غزة في التعافي من آثار الصراع المدمِّرة »؛ وأضاف: « لكن المعافاة ليست كافية؛ يجب علينا الالتزام بشكل جماعي بمساعدة شعب غزة العظيم في إعادة بناء حياته وإعادة تأسيس مجتمع حيوي ومتنوع واقتصاد مُنتِج بالاستناد إلى خبرات اليونسكو في توفير وتعزيز التعليم في وقت الأزمات ». معرض الصور: بعثة اليونسكو إلى قطاع غزة

المصدر: اليونسكو

Print This Post