اليونسكو تركز على علم المناخ في قمة تغير المناخ

2014/10/4

شاركت اليونسكو في تنظيم جلسة مواضيعية حول علم المناخ، وإبان مؤتمر قمة المناخ الذي دعا إلى عقده الأمين العام للأمم المتحدة، وذلك بمشاركة المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (UNITAR).

إن مؤتمر قمة تغير المناخ، الذي أطلقه بان كي ـ مون، الأمين العام للأمم المتحدة، ضم مائة من رؤساء الدول والحكومات، إضافة إلى ممثلين عن الدوائر المالية وقطاع الأعمال والمجتمعات المدنية، وذلك لتوفير زخم جديد للبحث عن إجابات للتحديات التي تطرحها ظاهرة تغير المناخ.

اُفتتح هذا الحدث بكلمات ألقاها الأمين العام للأمم المتحدة، وبيل دي بلازيو، عمدة نيويورك، فضلاً عن آل غور، نائب الرئيس الأمريكي السابق، وليوناردو دي كابريو، الممثل السينمائي. وعقب هذه الكلمات، أدلى عدد من رؤساء الدول، من بينهم باراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بمداخلات أمام الحضور. كما أن المديرة العامة لليونسكو كانت حاضرة في القمة أثناء كافة المناقشات.

قام العديد من المشاركين في هذه القمة بإعلان تعهدات والتزامات جديدة. فعلى سبيل المثال، أعلن دي بلازيو، عمدة مدينة نيويورك، أن هذه المدينة التزمت بتخفيض انبعاثات غازات الدفيئة بما نسبته 80 في المائة بحلول عام 2050، في حين أن تحالفاً يضم أكثر من 200 عمدة، يمثلون 400 مليون نسمة، التزموا بالتوقيع على « ميثاق العمدة » الرامي إلى خفض الانبعاثات السنوية بما تتراوح نسبته بين 12.4 و16.4 في المائة.

بيّنت الجلسة الخاصة بعلم المناخ المنعقدة في إطار القمة كيف يمكن لهذا العلم توجيه الأنشطة التي من شأنها أن تدعم تحقيق هذا الهدف، وذلك من خلال مناقشة تفاعلية دارت حول تعزيز الروابط بين العلوم والسياسات والتركيز على الحاجة إلى اتخاذ قرارات عاجلة تستند إلى النتائج العلمية.

جدير بالذكر أن هذه الجلسة الرفيعة المستوى والتي ترأسها كل من صاحب السعادة السيد تساخيغين البيغدورج، رئيس منغوليا، والسيد دونالد راموتار، رئيس غيانا، تميزت بكلمات ألقاها كل من أليكا هاموند، رئيسة وزراء غرينلاند (الدنمرك)، وتوماس ستوكر، الرئيس المشارك لفريق العمل التابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وجوليا مارتون ـ لفيفر، المديرة العامة للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، فضلاً عن باربارا فروست، المديرة التنفيذية لمنظمة « معونات المياه » (ووتر إيد).

افتتح فخامة رئيس منغوليا الجلسة، مشدداً على أن « علم المناخ هو علم حاسم الأهمية بالنسبة إلى مستقبل كوكب الأرض ـ ولذلك فإن مؤتمر القمة حول تغير المناخ يُعد بمثابة فرصة لا يمكن أن تفوتنا ».

وأعقب ذلك مناقشة تفاعلية ركزت على النتائج الرئيسة لعلم المناخ التي تخص السياسات، وكذلك على كيفية تسخير المعارف والمعلومات على نحو أكثر فعالية، فضلاً عن تثقيف الناس وتمكينهم من العمل.

إن الربط بين نتائج العلوم والسياسات هو الدور الذي يضطلع به المجلس الاستشاري العلمي للتنمية المستدامة التابع للأمين العام للأمم المتحدة، والذي كُلفت اليونسكو بقيادته واستضافة أمانته.

سلطت السيدة أليكا هاموند الأضواء على المخاطر الناجمة عن ظاهرة تغير المناخ، إذ قالت: « إننا نعاني من تغير المناخ في أجسادنا وفي عقولنا وفي أوطاننا كل يوم ».

أما المسائل المتعلقة بظاهرة تغير المناخ فقد بينتها السيدة باربارا فروست من زاوية المياه، حيث صرحت بأن  » ثمة ضرورة ملحة للقيام بعمل عاجل من أجل 750 مليون نسمة من الرجال والنساء المحرومين من الانتفاع بمياه آمنة ».

شملت المناقشة مداخلات لمشاركين جاؤوا من جميع أرجاء العالم، بما فيهم رئيس وزراء توفالو، وجون هلدرن، مساعد رئيس الولايات المتحدة لشؤون العلوم والتكنولوجيا، فضلاً عن البروفيسورة إ. كالنيي، من الأرجنتين، وهي من أعضاء المجلس الاستشاري العلمي التابع للأمين العام للأمم المتحدة.

شدد المتحدثون في مؤتمر القمة على أن الانتفاع بالعلوم والمعلومات والخدمات المناخية السليمة إنما يشكل أمراً حاسم الأهمية هو أمراً حاسماً لعمل فعال طويل المدى في مجال المناخ. ويقتضي ذلك القيام بقدر أكبر من الاستثمارات لتعزيز المعارف والحد من عدم اليقين، وذلك من خلال علماً أكثر رسوخاً وصلات أوثق مع السياسات.

أبرزت المناقشات أيضاً أن الأسس المعرفية التي يستند إليها العمل المدروس متاحة بالفعل لتوجيه السياسات والقرارات المتعلقة بالمناخ، من المستوى الوطني حتى المستوى المحلي؛ بيد أن كافة الأطراف المعنية يجب أن يكون في مقدورها تسخير هذا المجال بشكل كامل.

قال السيد توماس ستوكر إن تداعيات تغير المناخ هي واضحة كل الوضوح ولا لبس فيها. وتوضح العلوم ارتفاع درجات الحرارة في النظام المناخي، وما يقترن بذلك من تغييرات غير مسبوقة على مر العقود إلى آلاف السنين، فضلاً عن أن التأثير البشري هو السبب المهيمن.

وفيما يتعلق بتحديد البقاء ضمن حدود ارتفاع درجة الحرارة بدرجتين مئويتين حسبما ما اتفق عليه دولياًـ وهو ما له تأثير عميق في حد ذاته ـ يمكن أن يتحقق فقط من خلال عمل عاجل وطموح للانتقال نحو اقتصادات ومجتمعات خالية من الكربون. أما إن ارتفعت درجات الحرارة إلى أكثر من ذلك، فسيفضي أي ارتفاع أكثر سيكون له تأثير هائل على هذا الأمر إلى تداعيات هائلة تنال من النظم الإيكولوجية العالمية.

إن تجنب أسوء التأثيرات إنما يقتضي الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة على نحو مهم ومستدام منذ الآن.

ومن جانبها، أكدت السيدة مارتون ـ لفيفر على أهمية  الشراكات من أجل القيام بعمل مشترك. وقالت: « إننا نحتاج إلى العلوم لنبين أنها هي خير للطبيعة وللشعوب التي تعتمد عليها ».

أما السيدة أليكا هاموند فإنها تناولت كافة جوانب المسألة، حيث عبّرت عن أفكار جميع الحاضرين بقولها: « إن الحل هو الاستدامة،  ثم الاستدامة، ثم الاستدامة ».

تجدر الإشارة إلى أن هذه القمة تسبق انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة حول تغير المناخ المعني باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ الذي سيُعقد في الفترة من 30 نوفمبر إلى 11 ديسمبر 2015 (الدورة الواحدة والعشرون لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية المذكورة) في باريس (فرنسا). ويُعتبر هذا المؤتمر بمثابة منبر للمفاوضات الدولية الحكومية الرامية إلى إبرام اتفاق دولي جديد بشأن تغير المناخ، مع الإبقاء على مستويات حرارة على الصعيد العالمي تقل عن درجتين مئويتين.

المصدر: اليونسكو (بتصرف)

Print This Post