اليوم العالمي لمكافحة التصحر

2013/06/17

بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر الذي يوافق اليوم الاثنين 17 يونيو 2013، أصدرت المديرة العامة لليونسكو البيان التالي:

 »لا تدعوا ينابيع مستقبلنا تجف »

يتراوح في تقديرنا عدد الذين يعيشون في المناطق القاحلة وشبه القاحلة وبموارد محدودة من المياه العذبة، بين 100 مليون و 200 مليون نسمة. وسيعاني ثلثا هؤلاء بحلول عام 2025 من شحة خطيرة في المياه مع تنامي الضغوط جراء النمو السكاني وتناقص الإنتاج الزراعي وارتفاع نسبة الملوحة والتلوث. وستؤدي الآثار الناجمة عن تغير المناخ إلى زيادة ندرة المياه وزيادة تواتر الظواهر الهيدرولوجية الحادة. وسيكون أشد الناس فقراً أشدهم تضرراً بذا الوضع مع تفاقم العواقب التي تعترض سبيل التنمية المستدامة. ولزاماً علينا في هذا اليوم العالمي لمكافحة التصحر أن نجدد التزامنا بدعم الحلول الشاملة والمستدامة لإدارة الموارد المائية في المناطق الجافة.

وبالنظر إلى الطابع المعقد والمركّب للتحديات التي تطرحها مسألة المياه، لا بد للحلول أن تكون أيضاً متعددة الأوجه. ويتطلب هذا الأمر تفكيراً ابتكارياً وتعاوناً على جميع المستويات من أجل صون نظمنا الإيكولوجية والقضاء على الفقر والنهوض بالعدالة الاجتماعية، بما في ذلك المساواة بين الجنسين.

وهذا هو جوهر الرسالة التي تحملها سنة الأمم المتحدة الدولية للتعاون في مجال المياه والتي تروجها اليونسكو بوصفها الوكالة الرائدة لهذه السنة، من أجل تعميق أسس التعاون لمواجهة الطلب المتزايد على المياه وعملية تخصيصها وتوزيعها وما يتصل بذلك من خدمات.

وتبين الشبكة العالمية للمعلومات المتعلقة بالمياه والتنمية في المناطق القاحلة التي يديرها البرنامج الهيدرولوجي الدولي التابع لليونسكو، مدى التزامنا بتعزيز القدرات الدولية على إدارة الموارد المائية في المناطق الجافة. ويتم ذلك بالاستناد إلى شبكاتنا الإقليمية الأربع في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية والدول العربية، التي تعمل على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في المناطق الجافة من أجل النهوض بإدارة الموا رد المائية وتخفيف وطأة الكوارث ذات الصلة بالمياه.

وتتولى اليونسكو، بالتعاون مع جامعة برنستون، قيادة نظام تجريبي للتنبؤ بحالات الجفاف ورصدها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بدف بناء القدرات عن طريق التكنولوجيا ونقل المعارف. ويمثل هذا الأمر خطوة أساسية على طريق الاستفادة القصوى من المياه كمصدر للتضامن، لاسيما وأن وقع الجفاف في أفريقيا عظيم الأثر بوصفها تعتمد اعتماد ا كبيراً على الزراعة البعلية.

وفي إطار اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، تعمل اليونسكو بوسائل فعالة وملموسة على تعزيز الإدارة المستدامة للمناطق الجافة. و يجب بذل هذه الجهود انطلاقاً من العمل الميداني مع سكان هذه المناطق الذين ينتمون عادة إلى أفقر شرائح المجتمع. وتشكل المياه القاسم المشترك ﻤ للكثير من التحديات في مجالات الصحة والزراعة والأمن الغذائي والطاقة. كما يمكن للمياه أن تشكل حلا مشتركاً. ولكن هذا يتطلب التزاماً منا جميعاً، لاسيما تجاه الذين يعانون أكثر من غيرهم من شحة المياه. وهذا ما تتعهد به اليونسكو في اليوم العالمي لمكافحة التصحر.

المصدر: اليونسكو

Print This Post