اليوم العالمي للبيئة 2015

2015/06/5

سبعة مليارات حلم على كوكب واحد، فلنستهلك بعناية

يصادف اليوم الجمعة الموافق 5 يونيو، اليوم العالمي للبيئة لعام 2015، ولهذه المناسبة أصدرت المديرة العامة لليونسكو، السيدة إيرينا بوكوفا البيان التالي:

إننا لنعيش اليوم في عالم يشهد تحولات جذرية وتغيرات كبيرة، وتعصف به أزمات متعددة، على سطح كوكب يرزح تحت وطأة أعباء متزايدة.

وقد بات ارتباط التغيرات البيئية بمجتمعاتنا في الوقت الحاضر أشدّ ممّا كان عليه في أي وقت مضى، إذ نعيش الآن في هذا العصر الذي يطلق عليه الكثير من العلماء اسم عصر « الأنثروبوسين »(أو « العصر الجيولوجي البشري ») نظراً لكون الأنشطة البشرية القوة الرئيسية التي تحدد شكل نظام كوكبنا. وقد لا يبدو تأثير كل فرد من النساء والرجال في استدامة كوكبنا جلياً دائماً، بيد أنّ أهمية الخيارات التي يأخذ بها الناس في حياتهم اليومية تبدو جلية عند النظر في تأثير سبعة مليارات نسمة من النساء والرجال في استدامة كوكبنا.

ولا تتعلق التغيرات البيئية بالكربون فقط، بل تتعلق في المقام الأول بما يفعله البشر كافة نساءً ورجالاً وبكيفية الانتاج والاستهلاك في المجتمع، إذ تقترن البيئة بالقِيم والتصرفات البشرية، وترتبط ارتباطاً مباشراً بسُبل العيش والتنمية الحضرية وصون الطبيعة وأنماط الهجرة، وتؤثّر في كيفية استخدام المياه واستغلال الأراضي وفي بقاء مختلف أنواع الكائنات الحية.

ولا يمكن تحقيق الاستدامة بالوسائل التكنولوجية أو الاقتصادية وحدها، بل يتطلب هذا الأمر بناء مجتمعات خضراء تراعي البيئة وتحميها وتستطيع بناء اقتصادات خضراء لا تضرّ بالبيئة. ويجب علينا أن نعمل من أجل ذلك بطريقة شاملة وجامعة يشارك فيها الناس كافة نساءً ورجالاً وأفراداً وجماعات.

ويحظى المجتمع الدولي هذا العام بفرصة تاريخية لاعتماد خطة جديدة للتنمية المستدامة وللتوصل إلى اتفاق عالمي بشأن تغيّر المناخ. وتسخّر اليونسكو كل ما تملكه من طاقات وخبرات في ميادين المهمة المسندة إليها من أجل إنجاح هذين المسعيين. وتعمل اليونسكو على تعزيز التعليم من أجل التنمية المستدامة سعياً إلى إيجاد القِيم والمهارات والمعارف الجديدة التي تحتاج إليها المجتمعات جميعها في الوقت الحاضر. وسيجري تعليم التنمية المستدامة لتلاميذ المدارس في أبكر وقت ممكن. وتعمل اليونسكو أيضاً على تسخير قوة العلم والتكنولوجيا والابتكار من أجل تحسين المعارف وصون التنوع البيولوجي عن طريق محميات أو معازل المحيط الحيوي، وكذلك من أجل توثيق الصلات بين العلوم والسياسات.

ويندرج هذا الأمر في عداد أهداف المجلس الاستشاري العلمي الذي توفر له اليونسكو خدمات الأمانة والذي أُنشئ بناءً على مبادرة من الأمين العام للأمم المتحدة من أجل تحقيق وحدة جديدة بين كل العلوم والمساعدة على إيجاد أوجه جديدة للتآزر بين كل التخصصات وبين كل التوجهات السياسية وبين جميع البلدان، وكذلك من أجل الاسترشاد بآرائه أثناء الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ التي ستُعقد في باريس في وقت لاحق من هذا العام.

ويوجد في الوقت الحاضر زخم عالمي قوي بشان التنمية المستدامة، وينبغي لنا أن نفي بما وعدنا به من قبل في هذا المجال، وأن نتعهّد بالعمل من أجل تحقيق التنمية المستدامة المنسجمة مع وضع كوكبنا. وهذه مسؤولية لا تحتمل التأجيل، ولذلك يجب علينا أن نبدأ العمل الآن.

المصدر: اليونسكو (بتصرف)

Print This Post