اليوم الدولي لمحو الأمية

2014/08/17

تم لأول مرة اقتراح تخصيص يوم كل عام لتعزيز محو الأمية إبان « المؤتمر الدولي لوزراء التربية والتعليم حول محو الأمية » (طهران، 8ـ 19 سبتمبر 1965). وبعد مرور عام، في نوفمبر 1966، أعلنت اليونسكو يوم 8 سبتمبر اليوم الدولي لمحو الأمية.

وطوال أكثر من 40 عاماً، تحتفل اليونسكو باليوم الدولي لمحو الأمية وتُذكّر المجتمع الدولي بأن محو الأمية إنما يشكل حقاً من حقوق الإنسان وأساساً لكل عملية تعلم. وفي 8 سبتمبر من كل عام، منذ عام 1967، تكافئ اليونسكو أنشطة المنظمات والممارسين والبرامج في أكثر من 100 بلد في جميع أرجاء العالم، وذلك من خلال منح جوائز اليونسكو الدولية لمحو الأمية.

جوائز الأمم المتحدة الدولية لمحو الأميّة

تلتزم اليونسكو بدعم سياسات وبرامج محو الأمية الفعالة. وفي هذا الصدد، تكرم المنظمة الامتياز والابتكار في ميدان محو الأمية في جميع أنحاء العالم. وفي الاحتفال السنوي بمناسبة اليوم الدولي لمحو الأمية (8 سبتمبر)، تمنح اليونسكو الجوائز الدولية لمحو الأمية لمؤسسات أو منظمات أو أفراد للجهود التي بذلوها للمساهمة في تعزيز المجتمعات المتعلمة الدينامية، وهذا الجوائز هي:

جائزة اليونسكو/ الملك سيجونغ لمحو الأمية/كوريا

تتألف جائزة اليونسكو/ الملك سيجونغ لمحو الأمية التي أنشئت في عام 1989 بفضل سخاء حكومة جمهورية كوريا من جائزتين لمكافأة أنشطة الحكومات أو الوكالات الحكومية والمنظمات غير الحكومية التي تثبت جدارة متميزة وتحقق نتائج فعالة في النضال من أجل محو الأمية. وتُعنى هذه الجائزة على وجه الخصوص بتعزيز اللغات الأم في البلدان النامية.

ولقد سُميّت الجائزة تكريماً لذكرى الملك سيجونغ نظراً لمساهماته البارزة التي قدمها في مجال محو الأمية منذ أكثر من خمسمائة عام التي أفضت إلى ابتكار الأبجدية الكورية الوطنية « هانغول ».

وتتمثل كل من الجائزتين بمبلغ قدره 20 ألف دولار أمريكي وميدالية فضية وشهادة تقدير لكل من الفائزين بالجائزة.

جائزة اليونسكو/ كونفوشيوس لمحو الأمية

تُمنح جائزة اليونسكو/ كونفوشيوس لمحو الأمية، التي أنشئت في عام 2005 بفضل سخاء حكومة جمهورية الصين الشعبية، تقديراً للأنشطة التي يضطلع بها أفراد متميزون أو حكومات أو وكالات حكومية ومنظمات غير حكومية تعمل في مجال محو أمية الكبار والشباب غير الملتحقين بالمدارس في المناطق الريفية، ولاسيما النساء والفتيات.

ولقد سُميّت الجائزة تكريماً لذكرى المعلم الصيني الكبير كونفوشيوس.

وتتألف هذه الجائزة من مكافأتين ماليتين مقدار كل واحدة منهما 20 ألف دولار أمريكي وميدالية فضية وشهادة تقدير لكل من الفائزين بالجائزة. وبالإضافة إلى ذلك، تمنح جائزة اليونسكو/ كونفوشيوس لمحو الأمية زيارة دراسية إلى مواقع مشاريع محو الأمية في الصين.

وتدعو اليونسكو كل عام الدول الأعضاء والمنظمات غير الحكومية الدولية التي ترتبط بعلاقات رسمية مع المنظمة لتقديم الترشيحات للحصول على الجوائز الدولية لمحو الأمية التي تمنحها اليونسكو.

ويتم اختيار الفائزين من قِبل لجنة تحكيم دولية تعينها المديرة العامة لليونسكو؛ وتنعقد هذه اللجنة مرة واحدة سنوياً في مقر المنظمة بباريس. أما الفائزون فإنهم يتسلمون جوائزهم عادة بمناسبة الاحتفال باليوم الدولي لمحو الأمية (8 سبتمبر).

عقد الأمم المتحدة لمحو الأميّة

انتهى عقد الأمم المتحدة لمحو الأمية في 31 ديسمبر 2012. وتمثل هدف هذا العقد الذي استُهل بمبادرة من الأمم المتحدة في عام 2003 في إعطاء زخم للجهود المبذولة من أجل تحقيق الأهداف الستة للتعليم للجميع والنهوض بالبيئات التعليمية التي تؤدي دوراً أساسياً في القضاء على الفقر، وخفض معدلات وفيات الأطفال، والحد من النمو السكاني، وتحقيق المساواة بين الجنسين والتنمية المستدامة والسلام والديمقراطية.

واختير للعقد شعار « معرفة القراءة والكتابة صورة من صور الحرية » إقراراً بأن القرائية حق من حقوق الإنسان يجب تعزيزه والدفاع عنه بنشاط. وارتكز عقد الأمم المتحدة لمحو الأمية على رؤية جديدة للقرائية تشمل تلبية احتياجات التعلّم لكل الأفراد سواء أكانوا أطفالاً أم شباباً أم بالغين، وذلك في جميع الأوضاع والسياقات.

وبناءً على طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة، تتولى اليونسكو مع الدول الأعضاء فيها والوكالات المعنية في الأمم المتحدة وعدد من الشركاء العاملين في مجال التنمية مهمة تنسيق التقييم النهائي لعقد الأمم المتحدة لمحو الأمية الذي سيُقدَّم تقرير بشأنه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2013.

جوائز اليونسكو لمحو الأميّة للعام 2014

أعلنت المديرة العامة أسماء الفائزين بجوائز اليونسكو الدولية لمحو الأمية لعام 2014 بناءً على توصية هيئة تحكيم دولية اجتمعت الشهر الماضي في مقر المنظمة. واختير موضوعا محو الأمية والتنمية المستدامة ليكونا محور جوائز محو الأمية لهذا العام.

وسوف يحصل كل من الفائزين الخمسة على مبلغ قدره 000 20 دولار أمريكي وعلى شهادة وميدالية في حفل تقرر تنظيمه في داكا (بنجلاديش) بمناسبة اليوم الدولي لمحو الأمية في 8 سبتمبر.

وقد فاز بجائزتَي « اليونسكو – الملك سيجونغ لمحو الأمية » لعام 2014 كل من:

  • وزارة التربية في إكوادور، التي أعدت مشروعاً لتوفير التعليم الأساسي للشباب والكبار استفاد منه ما يناهز 000 325 شخص منذ عام 2011. ولا يقتصر هذا المشروع على تعليم القراءة والكتابة، بل يشمل أيضاً حصصاً دراسية في مجال المواطَنة والصحة والتغذية. ويجري تعليم السكان الأصليين بلغتهم الأم استناداً إلى نهج يقوم على رؤيتهم للعالم.
  • رابطة تعزيز التعليم غير النظامي في بوركينا فاسو، التي أعدت برنامجاً لتطوير « قدرات النساء اللواتي يعشن في فقر مدقع في بوركينا فاسو ». ويسعى هذا البرنامج إلى تحسين حياة النساء عن طريق تعليمهن مهارات القراءة والكتابة والحساب وتدريبهن في مجال الصحة والتنمية الاقتصادية المستدامة، وعن طريق تزويدهن بقروض صغيرة. وأنشئ البرنامج في عام 1997 واستفادت منه 000 18 امرأة حتى الآن في بلد متعدد اللغات والثقافات. وحقق البرنامج العديد من النجاحات في مكافحة مشاكل الفقر وإزالة الغابات والتلوث، وذلك من خلال أنشطة تمت بخمس لغات محلية.

وفازت بجوائز « اليونسكو – كونفوشيوس لمحو الأمية » الجهات التالية:

  • الجمعية الجزائرية لمحو الأمية (اقرأ)، وهي منظمة غير حكومية أنشئت في عام 1990، تركز على التعليم والتدريب من أجل محو الأمية، وتوفر برامج للاندماج في مكان العمل وتعزيز اكتساب سكان الأرياف والمناطق النائية مهارات القراءة والكتابة والحساب. وتستند برامج الجمعية إلى نهوج ابتكارية وشاملة تتيح للنساء اللواتي يعشن في فقر مدقع في المناطق المعزولة الاندماج في المجتمع من خلال مجموعة من الدورات التدريبية في مجال مهارات القراءة والكتابة والحساب، والمهارات ذات المردود المالي. ويطبّق المستفيدون مهارات القراءة والكتابة والحساب التي يكتسبونها في إطار أنشطة مدرة للدخل تعدها مراكز معتمدة للتدريب المهني. وتجدر الإشارة إلى أن برنامج الجمعية الذي دعم أكثر من 000 17 شخص حتى الآن يوفر أيضاً المشورة القانونية للمتدربين السابقين بغية مساعدتهم على إدارة مشاريعهم الجديدة.
  • مدرسة التعلّم مدى الحياة من أجل التنمية المجتمعية في بوليغونو سور (إسبانيا)، التي تعمل في مجال الربط الشبكي بوصفها مشروعاً تعليمياً يتوجه إلى مجموعة من الأشخاص من ثقافات متنوعة، تضم مواطنين من إسبانيا ومهاجرين من شمال أفريقيا وأفراداً من جماعة الروم في منطقة يسودها الحرمان بأشبيلية. ويوفر المشروع تدريباً من أجل محو الأمية، وتعليماً مهنياً، وتعليماً خارج الإطار المدرسي يمكن التصديق عليه، ويزود المستفيدين منه بالمهارات اللازمة للحصول على عمل وتنظيم المشاريع. ويتيح المشروع، من خلال أنشطة مجتمعية ترتبط بالموسيقى والمسرح على سبيل المثال، تعزيز الوعي بالثقافة والإيكولوجيا. ونجح هذا البرنامج الابتكاري في إدراج المهارات الأساسية في العمليات الأوسع نطاقاً الرامية إلى تحقيق التنمية المجتمعية، وفي إبراز الإمكانات التي توفرها أنشطة محو الأمية لحفز الناس على العمل وتحويل حياتهم إلى الأفضل.
  • معهد مولتينو للغات ومحو الأمية (جنوب أفريقيا) والمعهد الدولي لمحو الأمية، اللذان ينفذان مبادرة تُعرف باسم « جسور إلى المستقبل »، وهي عبارة عن برنامج ابتكاري يستخدم تكنولوجيات المعلومات والاتصالات لتزويد جميع سكان المناطق الريفية والمناطق الحضرية الأقل نمواً بما يلزمهم من مهارات وقدرات، بصرف النظر عن أعمارهم. ويتيح البرنامج للأطفال والشباب والكبار اكتساب مهارات القراءة والكتابة والحساب، وتعلّم استخدام الحواسيب، من خلال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات، وذلك باللغة الإنجليزية وبثلاث لغات أفريقية. واستُهل هذا البرنامج في عام 2007 وقد استفاد منه 000 30 طفل من أطفال المدارس و000 6 شخص من الشباب والكبار في مراكز التعليم الأساسي والتدريب المخصصة للكبار. ويركز البرنامج أيضاً على موضوع التنمية المستدامة إذ يشمل مضامين تعليمية ترتبط بالصحة والبيئة والتنمية الاجتماعية والتعليم المهني. وهذا البرنامج هو نتيجة شراكة ناجحة بين بلدان الشمال وبلدان الجنوب، تنفذها مؤسسة دولية رائدة في بحوث محو الأمية هي المعهد الدولي لمحو الأمية (الولايات المتحدة الأمريكية) ومنظمة أفريقية محلية.

المصدر: اليونسكو (بتصرف)

Print This Post