اليوم الدولي للشباب

2013/08/12

يصادف اليوم (12 أغسطس) اليوم الدولي للشباب، تحييه اليونسكو كل عام اعترافاً منها بأهمية الشباب وتأثيره على التنمية المستدامة والاندماج الاجتماعي، وهي بذلك تقوم بجزء من واجباتها نحو الشباب. وقد دأبت اليونسكو على تنظيم منتدى للشباب كل سنتين عشية انعقاد مؤتمرها العام. ونذكر في هذا الصدد أن اليونسكو خلال شهر أكتوبر 2011 قبيل انعقاد الدورة السادسة والثلاثين للمؤتمر العام لليونسكو نظمت المنتدى السابع للشباب تحت شعار « كيف يدير الشباب التغيير؟ ». وحظيت تلك الدورة بمشاركة نخبة من المتحدثين المرموقين، ومن بينهم سفير اليونسكو للمساعي الحميدة من أجل السلام والمصالحة فورست ويتيكر وبطلة الأمم المتحدة للشباب ونجمة الفيلم الغنائي « هاي سكول مزيكال » مونيك كولمان. وافتتحت الحدث المدونة والناشطة المصرية جيجي ابراهيم، التي اعترفت بها مجلة « تايم » بوصفها  » قائدة من قادة ثورة ميدان التحرير »، مع الشاب الاسباني أندريس فيللينا، المدون والناشط في حركة 15 مايو المُسماة « حركة الغاضبين ».

شارك في ذلك المنتدى مائتان وخمسة وأربعون وفداً شبابياً من 193 دولة عضواً وأكثر من 250 مراقباً من المجتمع المدني. ومن بين هؤلاء شابان بارزان من كولومبيا هما خوسيه خافييه مالدونادو وكارمن ليليانا نارفيز. وكان هذان الشابان، عضوين في الجماعات المسلحة في كولومبيا. وقد قررا التخلي عن حمل السلاح والاندماج من جديد في المجتمع عن طريق الانخراط في برامج تخص الاستيعاب الاجتماعي التي تنفذها حكومة بلدهما.

كما شارك في ذلك المنتدى مراقبان شابان من الأحياء الفقيرة في البرازيل. وقد اختار هذان الشابان الكف عن ممارسة الأنشطة غير المشروعة المتعلقة بمجال الجريمة المنظمة (مثل الاتجار بالمخدرات)، وذلك بعد أن انخرطا في مشروعي اليونسكو « الأمل للأطفال » و »المدرسة المفتوحة » واستفادا من الأنشطة الثقافية والرياضية والتعليمية.

ومن المشاركين البارزين في ذلك المنتدى الموسيقي الكولومبي والناشط في مجال نبذ العنف سيزار لوبيز الذي ابتكر فكرة تحويل البندقية الآلية « كلاشنيكوف » إلى قيثارة كهربائية، والشاعر والمؤلف الشهير باولو كولهو، وعمدة ريو دي جانيرو إدواردو بايس.

وتركزت المناقشات في منتدى الشباب (2011) على ثلاثة مواضيع فرعية تؤكد أهمية القيم الديمقراطية للشباب:

  • مواطنون يخوضون غمار العمل: مشاركة الشباب في الحياة السياسية والعامة
  • مكافحة الاستبعاد والضعف والعنف
  • القضاء على عوائق التوظيف

قامت اليونسكو، إبان انعقاد ذلك المنتدى، بالتوقيع على ثلاثة اتفاقات رئيسية للشراكة مع منظمات للشباب

أول هذه الاتفاقات مع المؤسسة الدولية للشباب.  وركز اتفاق الشراكة مع اليونسكو على تنفيذ 180 مشروعاً بقيادة الشباب في أفريقيا ترمي إلى بناء المهارات، وكذلك إلى إتاحة الانتفاع بالشبكات المهنية، وبالتوجيه والرعاية والموارد المالية وفرص الترويج.

انضمت اليونسكو إلى منظمة السلام والرياضة التي تتخذ من موناكو مقراً لها من أجل تنفيذ مشاريع في المناطق التي تشهد أوضاع ما بعد النزاع وما بعد الكوارث. واستندت هذه المشاريع إلى الرياضة باعتبارها الوسيلة الكفيلة بمساعدة الشباب على التغلب على الصدمات وبناء حياتهم من جديد.

قامت المنظمة بالتوقيع على اتفاق مع رابطة الرياضة العالمية للجميع. وركز اتفاق الشراكة هذا على بناء مهارات القيادة من خلال « مبادرة المتطوعين لبناء السلام عن طريق الرياضة » التابعة للأكاديمية الأفريقية للرياضة للجميع في تنزانيا.

صادف منتدى الشباب (2011) بداية حملة استمرت لمدة سنتين من أجل الشباب دعمها سفير اليونسكو للمساعي الحميدة نيزان غوانيس (من البرازيل) وشركتاه « غروبو أي.بي.سي. » و »برازيل دي.دي.بي ». وسعت تلك الحملة إلى تحويل منتدى الشباب من حدث منفرد ليصير عملية مشتركة تمتد في جميع أرجاء العالم. كما أن السفير غوانيس أطلق « جولة صوت الشباب » التي سعت إلى تمكين الشباب من التعبير عن رغباتهم الخاصة وإدراك التغير الحادث في العالم وفي مجتمعاتهم. وهكذا فإن « ميكروفون صوت الشباب » تجول في العالم من أجل إيصال أصوات شباب العالم إلى منتدى اليونسكو الثامن للشباب الذي سينعقد في الفترة: 29-31 أكتوبر 2013.

ومن جانب آخر، فقد خصص للشباب من طرف الأمم المتحدة سنة دولية  في 12 أغسطس 2010. وفرت إطاراً لحمل الشباب على المساهمة بفعالية في المناقشات العالمية. وكانت فرصة أيضا ليتخذ جدول أعمال تنمية الشباب خطوة أخرى للأمام والدعوة إلى زيادة الاستثمارات في مجال الشباب. « باقتراب الموعد المستهدف لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية في عام 2015، من المهم الآن أكثر من أي وقت مضى تشجيع الشباب على تكريس أنفسهم لتحقيق عالم أكثر عدالة واستدامة »، كما قالت المديرة العامة لليونسكو، بمناسبة بدء السنة الدولية للشباب (2010-2011).

وقد بادرت اليونسكو في تطوير مبادرات محددة في مختلف الأهداف الاستراتيجية لبرنامج الشباب، وذلك بالتنسيق مع الاحتفال بالسنة الدولية للتقارب بين الثقافات.

كانت اليونسكو خلال عامي 2010، 2011 مشاركة في ترؤس الشبكة المشتركة بين وكالات الأمم المتحدة بشأن تنمية الشباب إلى جانب مشاركتها في ترؤس برنامج الأمم المتحدة للشباب. وعلى هذا النحو، أسهمت اليونسكو في التنسيق باحتفال منظومة الأمم المتحدة بالسنة الدولية للشباب، والمساهمة بالأنشطة المختلفة، وبخاصة المؤتمر العالمي للشباب الذي عقد بالمكسيك في أغسطس من عام 2010.

باشرت دول عديدة، خلال العقد المنصرم، بصياغة تشريعاتها الوطنية تركز على الشباب وبتنفيذها. إلا أن معظم هذه الدول يفتقر اليوم إلى سياسة عامة تعنى بالشباب بشكل محدد. وحتى في البلدان التي اعتمدت هذا النوع الجديد من التشريعات، غالباً ما تأتي نتيجتها على مراحل متفرقة وتفتقر إلى مقاربة شاملة لمواجهة التحديات المفروضة على الأجيال الصاعدة.

وبالتالي، من الملح تشاطر الخبرات في هذا الميدان المحدد من السياسة العامة وإعداد أدوات لمساعدة الدول على معالجة قضايا الشباب بشكل منهجي.

بغية دعم الدول الأعضاء في تطوير سياسات وبرامج وطنية متكاملة معنية بالشباب وتنفيذها، طوّرت اليونسكو مجموعةً من الإرشادات لتحديد كيفية صياغة مثل هذه السياسات وتطبيقها ورصدها وتقييمها. وتتوجه هذه الإرشادات إلى شريحتين أساسيتين من صانعي القرار على المستوى الوطني، هما: صانعو القرار الذين يرغبون في صياغة سياسة وطنية للشباب وأؤلئك الذين يتطلعون إلى تقييم السياسات والبرامج القائمة الخاصة بالشباب وتحسينها. لكن اليونسكو لا تسعى إلى الترويج لمنهج معين يطبق بصرامة على كل سياق وطني بل تراعي التنوع الهائل في الثقافات والأنظمة السياسية وتدعو كل دولة إلى تحديد الأولويات والآليات الخاصة بها من أجل تطوير سياسة أصلية وملائمة بشأن الشباب.

سعياً وراء دعم السلطات الوطنية في تطوير سياسة وطنية جامعة للشباب وتنفيذها، أعدت اليونسكو مجموعة من الوحدات التدريبية التي تسلط الضوء على المتطلبات والتحديات المرتبطة بـ « تعميم » حقوق الشباب وحاجاتهم، بالإضافة إلى بعض الأمثلة عن الممارسة الحسنة للشراكات القائمة بين الشباب والكبار.

كما تتعاون اليونسكو مع عدة منظمات شبابية وتقدم لها الدعم اللازم لتصبح شريكاً فعالاً يستحق التقدير في عملية إعداد السياسات وتطبيقها وتقييمها.

وبمناسبة إحياء اليوم الدولي للشباب لهذا العام (12 أغسطس 2013) وجهت مديرة عام اليونسكو الرسالة التالية:

يمثل الشباب اليوم نحو ثلث عدد المهاجرين على الصعيد الدولي. وتغيّر حركات الهجرة عبر الدول خارطة العالم ووجه المجتمعات. فهي تنطوي على إمكانيات هائلة للتقارب بين الشعوب والحوار بين الثقافات وتحقيق التنمية. كما أنها تطرح تحديات جسيمة فيما يتعلق بظواهر الاستبعاد والفقر والاستغلال وكافة أشكال التمييز.

إن معرفة الحقائق المعقدة الخاصة بحركات الهجرة على نحو أفضل أمر حيوي لصياغة سياسات عامة أكثر تلاؤماً مع هذا الوضع وأكثر فعالية. وتكتسي البحوث في مجال العلوم الاجتماعية أهمية حاسمة في هذا الصدد. فهي تبيّن التطورات المذهلة لتدفقات الهجرة خلال العشرين سنة الماضية، التي تتميز بأنها أكثر عدداً وبأنها تضم مزيداً من الاناث والشباب.

ويصادف هذا اليوم الدولي للشباب، المخصص لحركات هجرة الشباب، إطلاق التقرير العالمي عن الشباب حول هذا الموضوع، وهو تقرير يتيح نظرة فريدة الى تأثير الشباب المهاجرين على مستقبل الأمم. ولكي نطلق العنان لهذه الطاقة الكامنة في أعماق الشباب، علينا أن تعتبرهم بمثابة شركاء يضطلعون بدور ريادي في صياغة وتنفيذ السياسات الخاصة بهم. وثمة أدوات جديدة من شأنها توسيع نطاق ما لدينا من وسائل للتشاور والمشاركة والحوار: فلنسعى الى استخدامها؛ ويمثل المؤتمر الوطني المعني بهجرة الشباب والتنمية الذي عُقد في شيناي (الهند) بدعم من اليونسكو، نموذجاً لمحافل تبادل الآراء التي تتيح للشباب والباحثين الفرص لتشاطر خبراتهم، شأنها شأن المؤتمرات التي عُقدت هذا العام في ساموا بشأن عمالة الشباب، وفي روسيا بخصوص الحوار بين الثقافات، وفي قيرغيزستان فيما يتعلق بالشابات المهاجرات…. ومن نفس المنطلق، يسرني أن أعلن أن منتدى الشباب الثامن التابع لليونسكو سيُعقد في مقر المنظمة في باريس من 29 الى 31 أكتوبر 2013.

إن الشباب  في جميع أرجاء العالم يحشدون طاقاتهم للدفاع عن حقوقهم: مثال ذلك الفتاة ملاله يوسفزاي التي تناضل من أجل حق الفتيات في التعليم. وعليه، يجب أن نوفر لهم الوسائل الكفيلة بتمكينهم من إسماع صوتهم. إن كثافة حركات الهجرة في عالم يتسم بالعولمة والترابط تستلزم قدراً أكبر من التعاون والتضامن فيما بين الدول. كما أنها تقتضي، داخل كل مجتمع من المجتمعات، تعزيز الانتفاع بتعليم جيد والمشاركة الديمقراطية وتنمية مهارات التفاعل بين الثقافات التي تتيح العيش معاً، ولاسيما في المدن حيث يعيش أكثر من نصف سكان العالم. إن في مكافحة الفقر والتصدي للمخاطر الناجمة عن الاحترار العالمي وتطلع الشباب الى حياة كريمة واحترام حقوقهم ما يدفع بالملايين من هؤلاء الى بناء مستقبل أفضل لهم يتجاوز الحدود. وإني أدعو في هذا اليوم الدولي جميع شركاء اليونسكو وكافة الدول الأعضاء الى توحيد الجهود من أجل أن تتحول هذه الطاقة العظيمة الى قوة فعالة وأن تكون سبباً من أسباب النجاح في حفز السلام واحترام حقوق الانسان وتحقيق التنمية.

ما الذي نعنيه بكلمة « الشباب »؟

تستخدم اليونسكو، عند تنفيذ استراتيجيتها الخاصة بالشباب، تعريفات مختلفة لكلمة « الشباب »، وذلك وفقاً للسياق المعني العام.

وفي ما يتعلق بالأنشطة المنفذة على الصعيد الدولي أو الاقليمي، تستخدم اليونسكو التعريف العالمي الذي اعتمدته الأمم المتحدة ومفاده أن « الشباب » هم الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 سنة.

ويُعزى ذلك الى ضمان تحقيق اتساق إحصائي عبر شتى المناطق. أما في ما يخص الأنشطة المنفذة على الصعيد الوطني، وعند تنفيذ برنامج لشباب المجتمعات المحلية على سبيل المثال، فيمكن فهم كلمة « الشباب » على نحو أكثر مرونة. ومن ثم فإن اليونسكو سوف تعتمد التعريف الخاص بكل دولة عضو لكلمة « الشباب ».

لماذا الشباب والاغتراب؟

الشباب هم أكثر الفئات الاجتماعية تنقلاً، إذ يمثلون 30 % من نسبة المهاجرين في العالم. وعلى الرغم من هذا الارتفاع الملحوظ في نسبة هجرة الشباب، إلا أننا لا نعرف غير القليل عن الصعوبات التي يواجهونها، وأثارها عليهم، وهم في طريق سعيهم وراء سبل العيش والفرص المتاحة لهم في الخارج.

إن العالم بحاجة الى المزيد من المعارف حيال أوضاع هؤلاء الشباب وكذا دور المنظمات التي تهتم بمعالجة قضايا الاغتراب والهجرة.

المصدر: اليونسكو (بتصرف)

Print This Post