النساء والفتيات: القوة الظاهرة/الخفية لبناء القدرة على الاحتمال والصمود

2012/10/16

إن الخسائر في الأرواح والمعاناة والأضرار الناجمة عن الكوارث في الكثير من المناطق في العالم تمثل تذكيراً دائماً بتعرضنا للمخاطر الطبيعية. ومع ذلك، يمكن تفادى الكثير من هذه النتائج المأساوية من خلال أنشطة التوعية والتقييم، وتحسين الإدارة البيئية والتخطيط العمراني والتأهب والتعليم، وذلك على سبيل المثال لا الحصر. وتخص أنشطة الحد من مخاطر الكوارث فهمنا للمخاطر الشخصية والبيئية التي نتعرض لها وإيجاد السبل الكفيلة بالحد من هذه المخاطر بحيث لا نتأثر بها أو نكون قادرين على العودة إلى ما كنا عليه بسرعة.

منذ فترة طويلة للغاية تتأثر النساء بشكل أخص بالكوارث، وذلك بسبب الأدوار الاجتماعية والتمييز والفقر. وعلاوة على ذلك، لا يحظى دورهن وقدراتهن في مجال الحد من مخاطر الكوارث بما يكفي من الاعتراف. ومع ذلك، ترى اليونسكو أن جميع أشكال التمييز المستندة إلى الجنس تُعتبر بمثابة انتهاكات لحقوق الإنسان؛ كما أن المنظمة تعتبر النساء والفتيات عوامل قوية تسهم في تحقيق التغيير.

إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو

إننا نحتفل في 13 أكتوبر من كل عام باليوم الدولي للحد من الكوارث الذي يذكرنا بضرورة اعتبار القدرة على الصمود أمام الكوارث بمثابة أولوية تنموية في جميع أرجاء العالم. ويتم التركيز في احتفال هذا العام على دور النساء والفتيات في الحد من مخاطر الكوارث، بما يجذب الاهتمام بأن الجهود التي يبذلنها لحماية مجتمعاتهن المحلية وإعادة بنائها قبل وبعد وقوع الكوارث إنما لا تحظى في غالب الأحيان بما تستحقه من اعتراف، وأن هذا « الخفاء » هو أمر مصطنع يستند إلى عوامل اجتماعية-ثقافية. ومن ثم يجب أن يكون هذا اليوم مناسبة للاحتفال بالانجازات التي قامت بها النساء والفتيات في مجال الصمود أمام الكوارث والتعبئة للتصدي للتحديات التي ما انفكت تمنعهن من الاضطلاع بدور أكبر في مجال الحد من مخاطر الكوارث والتأهب للمخاطر المستقبلية التي تضعهن في أوضاع هشة بشكل خاص.

المجتمع القادر على الصمود هو مجتمع يراعي قضايا الجنسين

إن المساواة بين الجنسين تشكل القاسم المشترك بين جميع الأنشطة التي تضطلع بها اليونسكو من أجل تعزيز التعاون الدولي في مجال التربية والعلم والثقافة والاتصال والمعلومات. وتبرز الوثيقة الختامية لمؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ـ ريو +20 ـ الحاجة إلى زيادة التركيز على مجال الحد من مخاطر الكوارث وبناء القدرات للصمود أمام الكوارث. كما تسلم هذه الوثيقة بالحاجة إلى إدراج البعد المتعلق بالمساواة بين الجنسين في تصميم وتنفيذ جميع مراحل إدارة مخاطر الكوارث.

أما التفاوت بين الجنسين فإنه يُعرّض النساء والأطفال والمجتمعات المحلية برمتها للخطر عند حدوث مخاطر طبيعية. والمعروف أن التفاوت بين الجنسين إنما يشكل صلة ضعيفة؛ ومن ثم فإن تعزيز هذه الصلة من شأنه تعزيز القدرة على الصمود. ويبدأ تحقيق المساواة بين الجنسين من خلال التعليم؛ كما أن تعليم النساء وتمكينهن، بشكل خاص، هما من العوامل المسرّعة للحد من هشاشة أوضاعهن. وتمثل النساء والفتيات ما نسبته 52% من سكان العالم؛ كما أنهن من بين أكثر الفئات تأثراً بالكوارث. ويتسم ما لديهن من تجارب ومعارف وخبرات بأهمية حاسمة في ما يتعلق بالتكيف مع ظاهرة تغير المناخ واستراتيجيات وعمليات الحد من مخاطر الكوارث. وما لم نعمل على الاستثمار في تعزيز دور النساء والفتيات في مجال الصمود أمام الكوارث، فإنه من المتوقع أن تزداد وتيرة الكوارث وتتعقد بشكل أكبر؛ كما قد يتسع نطاقها وتشتد قدرتها التخريبية.

إن النساء والفتيات هن دعائم الصمود: فهن اللاتي يقمن قبل غيرهن بتعزيز قدرات أسرهن لتمكينها من التأهب لمواجهة الكوارث وإعادة مجتمعاتهن المحلية إلى أوضاعها السابقة في أعقاب الكوارث.

حقائق وأرقام

ـ إن أوجه التفاوت بين الجنسين، بما في ذلك قلة التعليم والتمكين، تفضي إلى تزايد الأوضاع الهشة: فاحتمالات وفاة النساء والأطفال أثناء وقوع كارثة من الكوارث تمثل أكثر من أربعة أمثال احتمالات وفاة الرجال.

ـ يتأثر أكثر من 226 مليون نسمة بسبب الكوارث كل سنة. وخلال العقود الأربعة الأخيرة، فإن معظم الأشخاص المتوفين بسبب الكوارث والبالغ عددهم 3.3 مليون نسمة كانوا ينتمون إلى أفقر البلدان.

ـ في الفترة بين عامي 2000 و2010، توفي أكثر من 680.000 نسمة جراء الزلازل. ومعظم هذه الوفيات التي تعزى إلى الإنشاءات سيئة البناء كان من الممكن تلافيها ودرؤها.

ـ يتم تخصيص أقل من 0.7 في المائة من إجمالي المعونة الإغاثية لمجال الحد من مخاطر الكوارث، وذلك رغم أن كل دولار يُصرَف في أنشطة التأهب لمواجهة الكوارث يوفر سبعة دولارات يمكن استخدامها في أنشطة الاستجابة.

ـ في الفترة بين عامي 2002 و 2011، تم تسجيل 4.130 كارثة ناجمة عن المخاطر الطبيعية حول العالم والتي هلك على أثرها أكثر من 1.117 مليون نسمة وأفضت إلى خسائر بما لا يقل عن 1.195 مليار دولار أمريكي.

ـ في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادي، انخفض عدد الوفيات بسبب الفيضانات والأعاصير بما يعادل الثلثين منذ عام 1980.

المصدر: اليونسكو

Print This Post