النساء الفائزات بجائزة لوريال ـ اليونسكو من أفريقيا والدول العربية منذ 2003

2015/03/27

يتم سنوياً اختيار فائزة واحدة بجائزة لوريال ـ اليونسكو للنساء في مجال العلوم من خمس مناطق في العالم، بما فيها منطقة أفريقيا والدول العربية. وفيما يلي ملخص عن إنجازات اللاتي نلن الجائزة من هذه المنطقة منذ 2003.

كريمة السيد (مصر، 2003): أستاذة فيزياء حالة الصلابة في جامعة عين شمس بالقاهرة. ولقد تخصصت في الكشف عن شوائب المواد الخاصة بالمعادن الصناعية والمواد شبه الموصلة.

جنيفر طومسون (جنوب أفريقيا، 2004): تعمل أستاذة في جامعة كاب تاون بجنوب أفريقيا وتقوم بتطوير نباتات معدلة وراثياً من شأنها مقاومة الإصابة بالأمراض الفيروسية والجفاف وغير ذلك من المخاطر. واستحدث فريق الباحثين التابع للأستاذة طومسون مجموعة متنوعة من الذرة المعدلة وراثياً من شأنها مقاومة فيروس الذرة المخطط، وهو مرض له آثار مدمرة على زراعات أصحاب الحيازات الصغيرة في عدة مناطق من أفريقيا، حيث تمثل الذرة الأغذية الممتدة الصلاحية ومحصول أعلاف الثروة الحيوانية. وقد عملت الأستاذة طومسون مع زملائها في مشروع لهندسة المحاصيل الزراعية المعدلة وراثياً ذات القدرة العالية على احتمال الجفاف والضغوط الأخرى، مثل الملوحة والحرارة.

زهرة بن لاخضر (تونس، 2005): « الضوء هو رسول الكون ». تعمل زهرة بن لاخضر أستاذة للفيزياء في جامعة تونس، وهي عضو مؤسس للجمعيات التونسية للفيزياء والبصريات وعلم الفلك؛ كما أنها منضمة إلى عضوية الأكاديمية الإسلامية للعلوم. وتقول الأستاذة زهرة بن لاخضر إن : »الضوء يخبرنا عن حالة المادة في جميع أرجاء الكون، بل ويخبرنا أيضاً عن ماضي الكون ». وتقوم الأستاذة بن لاخضر بتحليل الأجسام وفقاً للطيف الضوئي الذي يصدر عنها أو الذي تمتصه. أما فيما يتعلق بالصلة بين الفيزياء والكيمياء، فإن بحوث هذه الأستاذة إنما تمثل نقطة البداية للتطبيقات المحتملة في مجال الفيزياء الفلكية، والزراعة والطب والتطبيقات الصيدلية والصناعات الكمياوية. وقد طورت نهج نظرية وتجريبية متقدمة في علم الطيف الذري لدراسة تأثير الملوثات، مثل الميثان والمعادن، على جودة الهواء والماء والنباتات. وكان عالم الفيزياء الألماني جوزيف فراونهوفر (1787ـ 1826) هو أول من برهن على أن الضوء المنبعث عن الجسم هو سمة مميزة لطبيعة هذا الجسم، ومن ثم فهو بمثابة « توقيعه ». وعن طريق دراسة طيف الضوء، فمن الممكن تحديد مكونات المواد النائية مثل النجوم. وبعد ذلك بوقت طويل، تمكن ألفريد كاستلر (فرنسا، 1902ـ 1984) من إثبات أن الضوء الساقط على ذَرّة في حالة خاصة من شأنه أن يتضجم بفعل هذه الذّرة من خلال سلسلة من التفاعلات. وبفضل هذه النظرية، تمكنا من اكتشاف الليزر. أما نوع الليزر الأكثر استخداماً في المنازل فقد تكون أجهزة قراءة أقراص الليزر من نوعي CD وDVD. وفيما بعد، لوحظت ظاهرة تضخيم الضوء المستندة إلى الليزر في الطبيعة، أي في الفضاء الواقع بين الكواكب. ومن بين أهم إنجازات الأستاذة زهرة بن لاخضر هو حساب الظروف التي يتم في إطارها ظهور أثر الليزر في المجال الفضائي. وتقول في هذا الصدد: « لقد توقفت الرحلات البشرية إلى الفضاء، في حين أن البحوث المتعلقة بالذرة تتواصل بسرعة تامة. وهنا تكمن معارفنا المستقبلية بشأن الكون ».

حبيبة بوحامد شعبوني (تونس، 2006): متخصصة في علم الوراثة وخريجة من جامعة تونس. فازت بالجائزة تقديراً لإنجازها في تحليل الأمراض الوراثية والوقاية منها.

أمينة غوريب ـ فكيم (موريشيوس، 2007): أستاذة الكيمياء العضوية ومساعدة نائب رئيس جامعة موريشيوس. استحدثت هذه الأستاذة أول بيان مفصل كامل عن النباتات الطبية والعطرية في موريشيوس وجزيرة رودريغيز المجاورة. وإضافة إلى ذلك، قامت مع الفريق التابع لها بدراسة القثاء المر (momordica charantia) وغير ذلك من النباتات الطبية التي تُعتبر بمثابة مثبتات للنشاء، مما يُبطئ تسرب الغلوكوز الحر إلى مجرى الدم، وبذلك يمكن استخدامها في معالجة مرض السكري. والأستاذة غوريب ـ فكيم عضو مؤسس للرابطة الأفريقية لمعايير النباتات الطبية، وهي الرابطة التي ترمي إلى جلب الأدوية النباتية التي تفي بالمعايير الدولية إلى الأسواق العالمية.

الأستاذة لحاظ الغزالي (الإمارات العربية المتحدة، 2008): تعمل الأستاذة لحاظ الغزالي في قسم طب الأطفال بجامعة « العين »، وتُعتبر رائدة في البحوث الوراثية في بلدها، حيث ترتفع معدلات التزاوج بين ذوي قرابة الدم. ومن المعروف أن هذه الظاهرة أفضت إلى تزايد الاضطرابات الوراثية، ومن بينها على وجه الخصوص حالات نادرة من التشوهات وأعراض قصور نمو العظام. وقد ركزت الأستاذة الغزالي بحوثها بصورة أساسية على تحديد الاضطرابات وأعراض الأمراض الوراثية الأكثر شيوعاً في دولة الإمارات العربية والمناطق السكانية العربية الأخرى. كما وفّرت بيانات مهمة عن الجوانب الإكلينيكية والتاريخ البيولوجي للعديد من أعراض الأمراض الوراثية، وأعطت وصفاً لأعراض جديدة أُطلق اسم الأستاذة الغزالي على اثنين منها. وبالإضافة إلى ذلك، أسست الأستاذة الغزالي مكتباً للتسجيل يُعنى بمراقبة حالات التشوهات عند حديثي الولادة في دولة الإمارات العربية.

تبيلو نيوكونغ (جنوب أفريقيا، 2009): أستاذة الكيمياء الطبية والتكنولوجيات النانومترية في جامعة « رودس » بجنوب أفريقيا. وقد نالت الجائزة تقديراً لإسهامها في استخدام الطاقة الضوئية في معالجة مرض السرطان ومداواة الأضرار الناجمة عن البيئة. وفي مقابلة نُشرت في « رسالة اليونسكو » الصادرة في يناير 2011، تقول الأستاذة نيوكونغ إن: « اشتغالنا بالكيمياء يُشجعنا على الإبداع والابتكار. ففي ما يتعلق بالبحوث التي أجريها، فإنها تنصب على ابتكار جزئيات يُمكن استخدامها لأغراض صيدلية، كما أنني أعمل في مجال تركيب أدوية نطلق عليها اسم « أصباغ » لأن الجزئيات التي تحويها هذه الأدوية تماثل تلك التي تحويها الأصباغ المستخدمة في تلوين أقمشة الجينز، ألا وهي: أصباغ الفتالوسيانين. وتُستخدم هذه الجزئيات في طريقة علاجية للسرطان تُسمى « العلاج الضوئي الكيميائي ». ومعروف أن هذه الطريقة ليست جديدة، ولكن الأدوية التي يستحدثها فريق الباحثين التابع للأستاذة نيوكونغ هي أدوية جديدة. أما النهج المتبع في هذا المجال فهو نهج متعدد التخصصات يستخدمه كيميائيون وبيولوجيون وأخصائيون في التقنيات البيولوجية يعملون معاً. ويقوم هذا الفريق بإنتاج جزئيات تتعلق بالسرطان، الأمر الذي يمنعها من إصابة الخلايا السليمة. وتضيف الأستاذة نيوكونغ قائلة: « إن الأدوية التي استخدمها تتميز بقدرتها على امتصاص الضوء بسهولة، ومن ثم فإنه يكفي أن يتم تجرعها بكميات ضئيلة جداً، ومع ذلك، فإني أذهب أبعد من ذلك، لأني أقرن بالدواء الذي أنتجه « نظام تسليم »، وهو أمر لم يسبق له مثيل على الإطلاق. وهنا تتدخل التكنولوجيات النانومترية في هذه العملية. مثال ذلك أن الجزئيات تحوي جسيمات نانومترية تُسمى « نقاط كمية »؛ وهذه النقاط تنفذ، بطريقة في غاية السهولة، إلى أي جزء من أجزاء جسم الإنسان. ثم تتولى هذه الجسيمات النانومترية تسليم الدواء، على نحو فعال للغاية، في المكان الصحيح المعد له ». ومن شأن الجزئيات النانومترية التي أنتجها فريق الباحثين التابع للأستاذة نيوكونغ أن تقضي على الجراثيم، وهو ما يستفيد منه مجال مداواة الأضرار الناجمة عن البيئة. وتقول الأستاذة نيوكونغ في هذا الصدد: » من المعروف أن الضوء من شأنه القضاء على الجراثيم؛ غير أنه إذا ما وضعنا هذه الجزئيات في الماء، فإن هذه العملية ستتم على نحو أسرع. وبالإضافة إلى ذلك، فإن النتائج التي سنتوصل إليها تكون أقل سُمّية. وإن تركنا الطبيعة تعمل عملها، وأعني بذلك الشمس، فمن الممكن أن تتكون جزئيات لها عواقب خطيرة على جسم الإنسان. وإنْ جمعنا هذا الدواء والضوء، فسوف ننجح في إنتاج مواد ليس لها آثار سامة على الإنسان ». وقد حصلت الأستاذة نيوكونغ على براءة الاختراع لهذه العملية.

رشيقة الريدي (مصر، 2010): نالت رشيقة الريدي أستاذة علم المناعة في كلية العلوم، جامعة القاهرة، جائزة لوريال/ اليونسكو تقديراً لإسهامها في تطوير لقاح للقضاء على مرض البلهارسيا الطفيلي الاستوائي الذي يصيب أكثر من 200 مليون نسمة. ومن المعروف أن مرض البلهارسيا هو الوباء الثاني الأكثر تفشياً وضرراً في العالم بعد مرض الملاريا، ويتسبب في وفاة 280000 نسمة سنوياً. وينتشر هذا المرض على وجه الخصوص في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (85% من الحالات) وفي آسيا وأمريكا اللاتينية. وقد ساعدت البحوث التي أجرتها الأستاذة الريدي في الكشف عن كيفية بقاء طفيليات البلهارسيا حية في الرئتين وعن السبب الذي من أجله يكون من الصعب بمكان على جهاز المناعة القضاء عليها. أما الأمر الأهم فهو أن الأستاذة الريدي بينت كيفية تعامل جهاز المناعة بقوة في مواجهة عدد من المواد التي تفرزها هذه الطفيليات والتي يستخدمها من أجل حماية الجسم من الإصابات الجديدة.

فايزة الخرافي (الكويت، 2011): أستاذة الكيمياء بجامعة الكويت. وقد نالت الجائزة تقديراً لبحوثها العلمية في مكافحة ظاهرة التآكل التي تُعتبر مسألة ذات أهمية حاسمة في التعدين، والزراعة، والصناعات النفطية ومعالجة المياه. ومن المعروف أن التكاليف الناجمة عن ظاهرة التآكل التي تصيب جميع الآلات المصنوعة من الحديد والصُّلب، عندما تتعرض لأكسيجين الهواء، تُقدّر بنحو 2% من الناتج المحلي الإجمالي عالمياً. وكل ثانية، يتحول ما يقرب من 5 أطنان من الصُّلب إلى صدأ بفعل التآكل. وتكرس الأستاذة الخرافي بحوثها العلمية نحو دراسة نوعين من المعادن يكثر إلى حد بعيد استخدامهما في الصناعة، ألا وهما: النحاس والبلاتين.

جيل فارانت (جنوب أفريقيا، 2012): تشغل الأستاذة فارانت كرسي البحوث في جامعة كاب تاون. وقد فازت بالجائزة تقديراً لاكتشافها كيفية بقاء النباتات حية تحت ظروف الجفاف. وتُعتبر الأستاذة فارانت خبيرة رائدة على صعيد العالم في مجال إحياء النباتات التي « تعود إلى الحياة » بعد تعرضها لحالات الجفاف، وهي، في ما يبدو، حالات مميتة عندما يتم ريّ هذه النباتات بالمياه. أما الهدف النهائي الذي يسعى فريق الباحثين التابع للأستاذة فارانت تحقيقه فهو تطوير محاصيل تكون قادرة على تحمل الجفاف، وذلك من أجل توفير الأغذية للسكان الذين يعيشون في المناطق القاحلة والمعرضة للجفاف، ولاسيما في أفريقيا. ومن الممكن أن تكون للبحوث التي تجريها الأستاذة فارانت تطبيقات علاجية.

البروفيسورة فرانسيسكا نيكا أوكيكي (نيجيريا، 2013): كوفئت على أعمالها العلمية الرائدة في فهم التغييرات اليومية لتيارات الأيونات في الفضاء العالي التي قد يكون من شأنها تعزيز فهمنا لظاهرة تغير المناخ.

فوق سطح الأرض بمسافة بعيدة للغاية، وعلى ارتفاع يتراوح بين 50 و1000 كم، توجد طبقة الأيونسفير، وهي طبقة شديدة الكثافة تتألف من ذرات تحتوي على عدد كبير من الإلكترونات الحرة تكفي لنقل الموجات الكهرومغناطيسية ذات الذبذبات الإذاعية. وعندما تتنقل هذه الأيونات في الحقل المغناطيسي الأرضي، يحدث تيار على نحو مشابه لمولّد كهربائي، ومن ثم فإن التغييرات الطارئة في الحقل المغناطيسي الواقع على سطح الأرض يكون له آثار عديدة على الكوكب.

إن الأعمال العلمية التي أنجزتها البروفيسورة فرانسيسكا نيكا أوكيكي أفضت إلى اكتشافات جديدة بشأن طبقة الأيونسفير الواقعة فوق خط الاستواء. .

رابط: موقع النساء في مجال العلوم على الإنترنت (إنجليزيفرنسي)

المصدر: اليونسكو

Print This Post