المنتدى الثاني لليونسكو حول مستقبل أفريقيا

2013/12/11

واصل منتدى المستقبل الثاني لليونسكو حول مستقبل افريقيا الذي عقد يوم الجمعة 6 ديسمبر تحت عنوان: « إنهاء الاستعمار المستقبلي لأفريقيا: استكشاف وإعادة تكييف النظم البديلة »،  المناقشات التي بدأت في المنتدى الأول الذي عقد في باريس في 11 مارس 2013 حول « تخيل مستقبل أفريقيا: ما وراء نماذج المواكبة والتلاقي »، وليغذي المناقشات الخاصة بندوة مستقبل كل أفريقيا التي ستعقد في جوهانسبرغ بجنوب افريقيا في مارس 2014.

تعمل هذه النسخة الثانية على التعمق في الطرق التي يتم فيها التخطيط والتفكير الاستراتيجي أساساً كطرق لاستكشاف وابتكارالمستقبل، من خلال الربط بالقضايا المثارة في المنتدى الأول لليونسكو حول مستقبل أفريقيا بشأن مدى كفاية اطر العمل القائمة المستخدمة في التفكير حول مستقبل التنمية. والهدف من ذلك هو ان يتم تجاوز الأستقراءات التي تستعمر المستقبل، وذلك باستخدام نماذج من الحاضر من أجل تصور عالم الغد. وكثيراً ما ظهرت الرؤى لمستقبل أفريقيا محدودة، ومختزلة في سلسلة من الخيارات المعتادة لتنظيم التنمية البشرية والرفاهية. إن التخلص من هذه القيود من أجل التفكير في المستقبل يتطلب جهود واعية لتقييم مدى ملائمة وفعالية الأدوات الحالية والجديدة لمحو الأمية المستقبلية، وطرق بناء القدرات لاستكشاف وبناء المستقبل القابل للتحول والتشكل الذي يساعد في تحديد خيارات حالية تتوافق مع القيم والتطلعات الإنسانية. إن تيسير التحول والقدرات اللازمة لتحقيقه على نحو مستدام، يتطلب تقديراً أعلى للطبيعة النظامية للتغيير.

وكما كان الحال في المنتديات السابقة، يحاول قسم الأستبصار في اليونسكو تشجيع استخدام التطورات المنهجية الحديثة للتفكير بشان المستقبل. ويسعى هذا النهج إلى تسهيل منطلقات لطرح أسئلة جديدة وللانفتاح على الافتراضات الاستيعابية التي يُحد عادة من الطريقة التي يمكن أن نتصور بها المستقبل أو بناءه. ويهدف المنتدى ايضاً إلى توضيح أن هناك تغيرات هامة تجري في الطريقة التي يتم بها تصور المستقبل. ويتوقع أن تسهم النتائج في تأطير القضايا التي ستثار وتناقش في ندوة مستقبل كل أفريقيا، التي ستبحث في طبيعة مستقبل تنمية التخطيط في أفريقيا والتوقعات المرتبطة به.

وقد عُقد هذا المنتدى على مدار يوم كامل بمقر اليونسكو بباريس، وقام بافتتاحه مساعد المديرة العامة للتخطيط الاستراتيجي، السيد هانس دورفيل، الذي طلب من الحاضرين في بداية كلمته الوقوف دقيقة حداداً على فقيد أفريقيا، نيلسون منديلا، وقراء بعد ذلك كلمة تأبين نيلسون مانديلا التي أصدرتها المديرة العامة لليونسكو، السيدة إيرينا بوكوفا. وبعد ان استعرض السيد دورفيل ما تم خلال المنتدى الأول حول مستقبل أفريقيا الذي عقد في مارس 2013 في باريس، ركز في كلمته على ضرورة البناء على ما تم التوصل إليه في السابق مع الأخذ في الاعتبار التحديات الجديدة التي تشهدها أفريقيا والتنوع الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للقارة. كما القيت في المنتدى كلمة بالنيابة عن السيدة لالا بن بركة، مساعدة المديرة العامة – قسم أفريقيا، والتي ركزت في كلمتها على أهم التحديات التي تواجه وضع استراتيجية لمستقبل افريقيا، وخاصة تلك المتعلقة بالاعتماد على بيانات الماضي، ومصادر ما سيتم من أعمال، والفهم الصحيح للتجارب السابقة، وجدوى استخدام أدوات الماضي.

وكانت الكلمة الثالثة في جلسة الافتتاح للسيد أليون سال، المدير التنفيذي لمعهد مستقبل افريقيا، وكان عنوان عرضه « ما هو المستقبل؟ كيف ننتقل من الحاضر إلى المستقبل؟ ». وتناول في هذا العرض المتميز والغني بالأفكار، الكثير من التساؤلات المتعلقة بالتاريخ، والحوكمة، والاقتصاد، والتعليم، والثقافة. وأكد على ضرورة العمل على الخروج بسيناريو جديد حول مستقبل أفريقيا يأخذ في الاعتبار ماضي وحاضر افريقيا، والاستفادة من قدرتنا على تحليل الواقع وفهم القضايا المعاصرة التي يمر بها العالم، واستخدام خيالنا في التعبير عن تصوراتنا، مع الأخذ في الاعتبار محددات ذلك.

وقد توزعت جلسات العمل التالية على أربعة محاور، وهي:

1) الحوكمة

2) الاقتصاد والتجديد

3) التعليم والتعلم

4) الثقافة

وتميزات جلسات العمل هذه بعمق الحوار وبطرح تساؤلات تتعلق بأبعاد هذه المحاور وأوجه التعامل معها وتطويرها من أجل وضع رؤية او سيناريو لمستقبل أفريقيا.

وخصصت جلسة العمل الأخيرة لوضع خلاصة للأفكار التي طرحت في جلسات العمل الأربع من قبل رؤساء ومقرري اللجان الأربع. ولم يخرج المنتدى بمقترحات او توصيات محددة، ولكنه أبقى المجال مفتوحاً لمزيد من الحوار حتى موعد ندوة مستقبل كل افريقيا في مارس 2014 بجنوب أفريقيا.

المصدر: مندوبية ليبيا استناداً لما صدر عن اليونسكو

Print This Post